ماذا يجري في البلد؟ لا احد «يجري» ولا شيء «يجري» فالحال واقف، وان مثل الجميع بأن هناك حركة، اقتصادية وسياسية واجتماعية في البلد.
يقولون، انجازاتنا واضحة، تم اقرار خمسين قانونا، والموافقة على ثلاثمئة معاهدة، وتم تقديم سبعمئة وسبعين سؤالا برلمانيا، والتهديد بتسعين استجوابا، وتستمر الارقام - الكم - تهل على الناس، دون ان يهتم احد بالكيف، فإن تصدر ألف قانون، دون ان يؤثر ذلك على حياة الناس اليومية، ودون ان يشعر بها المواطن، فهذا يعني انك لم تنجز شيئا، وبلغة الارقام، انجازاتكم صفر.
وألا ينجز المجلس، ولم تفق الحكومة من سباتها، لا يعني ان المعارضة على حق، او ان المعارضة كانت ملكة الانجازات التاريخية، ولو أردنا الحديث عن «الحراك» والمعارضة، والتحرك، فإن الوضع لا يختلف كثيرا عن حركات الحكومة والمجلس، فالمعارضة تكتفي بالشتم والسب والسخرية، دون اي انجاز مؤثر بالشارع، وبلغة الارقام انجازاتهم الثورية «صفر»!
أنا اعرف ان اللصوص يختلفون على السرقة، فينكشفون، او الجنود يبحثون عن الغنائم بعد انتصارهم في الحرب، ولكن ان تتقاتل المعارضة دون ان يكون لديها البضاعة المسروقة، او تركض خلف الغنائم قبل ان تحارب، فهذا ما لا يعقل، والمعارضة تمارس فن اللامعقول، والآن في تطور غريب، تمارس الشتم والسب والتخوين ضد افرادها، فالثورة التي لم تقم بدأت تأكل أبناءها، وبات أمر المعارضة، بيد الجواري لا الولاة...!
المعارضة كانت كـ«الفسيفساء» من كل شارع فسيفساءة، تجمع فيها القبلي على الفئوي على السلفي على الطائفي على الاخونجي، كانت بمئة رأس وألف رجل تسير بكل الاتجاهات، بمواقف متناقضة، وازدادت مع الزمن تفتتا وفسيفسائية، لأن اهدافها كانت فسيفسائية، تريد مزيدا من الحريات مع مزيد من القمع في الوقت نفسه، لم تملك يوما اهدافا واضحة، ولا تاريخا ناصعا، ولا رؤية مستقبلية مبشرة، وكل ما كانت تملكه، منصة واربعة مايكرفونات...!
من الآخر، مشكلة المعارضة الرئيسية، أنها «مو معارضة»!

جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com