| د. عالية شعيب |
يأتينا يوم المرأة العالمي كل عام خجولا مستحيا من فرط اهمالنا وتجاهلنا للنهوض بمكانة المرأة ودورها الحضاري التوعوي وحجم انجازاتها وإبداعاتها. فكل عام نحن في تراجع عن المطلوب لتبوؤ درجة راقية من الاهتمام والانجاز في مجال حقوق المرأة حتى نواكب دول العالم المتحضر. فنحن نسير للخلف لا للأمام.
كلما استبشرنا خيرا وقلنا هذه خطوة ايجابية، يعاكسنا الحظ بكم من السلبيات يطغي عليها. فالمرأة المناسبة لا تصل للمناصب التي تليق بها. ومن يفعل اما بحظوة او كرت دخول خاص للحياة السياسية أو الاجتماعية، أو يتم اختياره شعبيا ثم يختار منعطفا يختلف عما وعد وخطط.
لا تزال المرأة تعاني من عدم نيل حقوقها خاصة الكويتية المتزوجة من غير كويتي، وغيرها الكثير. وكلما استبشرنا خيرا بجلسة تصويت على قرار أو قانون يكافىء المرأة أو يساهم في نهضتها، صوّت النواب ضده او امتنعوا ومنهم النائبات أو غابوا وفشلت الجلسة. عشوائية واهمال وتكرار وتأجيل، والمرأة مكانها لم تتقدم بل تتأخر وكل ما حولها يتحرك للأمام.
ولا تزال العصبية التقليدية والاجتماعية تحد من تفكير وابداع وانجاز المرأة المبدعة فنا وعلما وفكرا وبحثا، تقف لها بالمرصاد، وان لم تعجب أحدهم كلمة أو لوحة أو كتابا سحبها للنيابة ثم المحكمة كالخروف، دون أدنى احترام لقدراتها وكرامتها وانجازاتها.
لا يزال الرجل المهزوز الضعيف يخاف المرأة الذكية المبدعة، لذلك يقف لها بالمرصاد حتى تبقى في الظل وفي الصف الخلفي، خلفه تماما بالتأكيد ليست بجانبه أو أمامه، فعقدة «سي السيد» راسخة متأصلة في البعض لاسبيل للفكاك منها مهما تطور تكنولوجيا وواكب العصر ومحدثاته. وقد ساهمت المرأة نفسها بتردي حالها فهي الملامة أولا وأخيرا، لأنها لم تتحد أولا، ولأنها تركت الغيرة والحسد والأحقاد والكراهية تمزق وحدتها وتكاتفها معا من أجل الدفع بقضاياها للصف الأول سياسيا واجتماعيا.
أما على المستوى الأخلاقي الاجتماعي فالتراجع مخيف، سواء تزايد نسب الطلاق أو التحرر الاجتماعي تحت مظلة التحضر والديموقراطية والصداقات البريئة. المرأة أكثر من نصف المجتمع لكنها تبدو وكأنها في الربع البعيد منه في غرفة ضيقة ترثي لحالها، تحقد على فلانة وتحسد الأخرى.
وكل عام والمرأة بخير.

aliashuaib@gmail.com