| كتب المحرر الثقافي |
اللغة التشكيلية عند الفنانة ثريا البقصمي... تبدو شديدة الخصوصية، ومتواصلة مع الشأن الإنساني في كل تداعياته واحواله، وبالتالي فإن المزاج** الفني دائما ما يتجه الى رصد تحولات انسانية متميزة ومتوهجة بالحيوية والتدفق الوجداني.
هكذا جاء المعرض الفني للفنانة ثريا البقصمي والذي افتتحه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في متحف الفن الحديث ضمن الانشطة الفنية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ومعرض البقصمي جاء تحت عنوان «60 صولو» والذي يزخر بالرؤى التشكيلية تلك التي تعبر عن تداعيات حسية رمزية ومواقف انسانية تتحرك في اكثر من اتجاه، ومن ثم فقد اتسمت هذه الاعمال بالكثير من الومضات التشكيلية المنتقاة من حركة الحياة وذلك وفق مسارات محددة ومن ثم فإن «المرأة» كانت هي المحور الاساسي لهذه الافكار المتلاحقة.
واخذت لوحات المعرض عناوين... تحمل في مضامينها الكثير من الرؤى مثل «حوار» و«عرس الزين» و«سمكة الحظ» و«شرنقة» و«شموخ» و«بهية» و«وشم» وغيرها.
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «تزخر ساحة التشكيل الكويتي المعاصر بالتجارب الفنية النسائية المتميزة، وقد استطاعت الفنانة ثريا البقصمي - اكثر الفنانات التشكيليات نشاطا - عبر مسيرتها الطويلة من العمل الدؤوب والجهود المتلاحقة ان ترسخ تجربتها الفنية كما ونوعا، فتحقق لها مكانة لافتة في الحركة الفنية التشكيلية الكويتية.
وفي استعراضنا لأعمال ثريا البقصمي - وكما تذكر ابنتها منيرة - نجد انها مسكونة دائما بالشخوص، وترجع منيرة ذلك لتأثر والدتها بالفن الفارسي التقليدي حيث استخدام رسوم الاشخاص داخل تراكيب الزينة في السجاد والمنمنمات الفارسية.
ويظهر في سياق انتاجها، طرحها المتمحور في الغالب حول خصوصية المرأة وابعادها الانثوية ودلالاتها التعبيرية الذي عكست فيه ثريا البقصمي شخصيتها وثقافتها.
خطابها التشكيلي يضع في المقام الاول حالة المرأة واظهار روح التحدي والدعوة الى تحريرها من القيود الاجتماعية الثقيلة والمطالبة بحقوقها المسلوبة.
كما نلحظ في صياغة انتاجها، سعيها الدائم نحو تطوير ادائها واستخدامها الدائم والمتجدد لتقنيات وخلط لمواد مختلفة تعود الى حصيلة خبراتها في الحفر والطباعة وما تعلمته في ملتقياتها وورش العمل الفنية التي التحقت بها.
وتشي اعمال ثريا البقصمي بقيم فنية تميزها، وعادة ما تسيطر بورتريهات نسائها - العنصر الاساسي - على المساحة المشغولة من سطح اللوحة وتكوينها، بينما تحشد على المساحة المحيطة وخلفياتها اشكالا ورموزا (سمكة - كفا - طائرا... الخ).
نأمل ان يتحقق لمحبي فن ثريا البقصمي وجمهورها ما يصبون اليه من متعة بصرية راقية ومتابعة لعطائها المتميز».
في حين تحدثت البقصمي عن معرضها تحت عنوان «رحلة الستين صولو قائلة: «قاطرة المعارض الصولو تتوقف عند المحطة ستين، رقم يقترب من سنوات عمري، رحلة طويلة تستحق الالتفات الى الوراء للامساك بخيط ذكرى المحطة الاولى، معرض شخصي لفنانة شابة تخطو اولى خطواتها على اعتاب عالم الفن.
انه العام 1971 والمكان متحف الكويت في منطقة شرق، ومحاولة خجولة من طالبة هاوية اقصى احلامها ان تتسلح بدراسة الفن لتستحق حمل لقب فنانة.
معارض... معارض... معارض، والذاكرة مشحونة بالحدث والمكان ووجوه جمهور معرضي في افغانستان كانت مختلفة عن جمهور معرضي في فيتنام، دوافع اقامة معرضي في فلورنسا اختلفت عن دوافع معرضي في اسمرة، ومعرضي في كنشاسا 1978 كان مشحونا بأحلام طالبة فنون، مؤطرا بانطباعات الحياة الافريقية الصاخبة.
دول غريبة زرتها، اقمت فيها، دعيت اليها، والصولو كان متربعا علي رأس الحدث يقدمني في كل مرة بصورة مختلفة.
وفي مدينة بافوس القبرصية انفتحت جروح روحي المعذبة، العام 1991 حيث قدمت نتاجا فنيا انجز تحت نيران المحتل العراقي، كان الجمهور دامع العين، ومعرضي سرادق عزاء مفتوحا، ورحلت معي تلك اللوحات لتحط في لندن وادنبرة واثينا والكويت، لتصبح وثيقة فنية تدين همجية المحتل.
وفي الالفية الجديدة تنوعت محطات الصولو، دول اوروبية مثل المانيا وسلوفاكيا والتشيك وايطاليا، ودول الشرق مثل الصين وايران وكوريا اما محطات الصولو الكويتية فكان لغدير جاليري (مؤسستي الفنية) نصيب الاسد منها، وكذلك قاعات عرض المجلس الوطني.
قاطرة المحطة الستين تتوقف عند متحف الفن الحديث حيث اقدم عالمي الخاص بصورة جديدة مغايرة مشحونة بأحلامي الصغيرة مربوطة بخيوط هواجسي سابحة بسماء رمزيتي، سمكة، قطة، امرأة، كف تتوسطها عين.
وتبقى حقيقة واحدة: ان افتتاح اي معرض هو حفل عرس للفنان، حيث يزف نتاجه الفني الى الجمهور، وينتظر منه التصفيق او الصمت، انها لحظة فرح تستحق المشاركة والتأمل والمباركة».
اللغة التشكيلية عند الفنانة ثريا البقصمي... تبدو شديدة الخصوصية، ومتواصلة مع الشأن الإنساني في كل تداعياته واحواله، وبالتالي فإن المزاج** الفني دائما ما يتجه الى رصد تحولات انسانية متميزة ومتوهجة بالحيوية والتدفق الوجداني.
هكذا جاء المعرض الفني للفنانة ثريا البقصمي والذي افتتحه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في متحف الفن الحديث ضمن الانشطة الفنية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ومعرض البقصمي جاء تحت عنوان «60 صولو» والذي يزخر بالرؤى التشكيلية تلك التي تعبر عن تداعيات حسية رمزية ومواقف انسانية تتحرك في اكثر من اتجاه، ومن ثم فقد اتسمت هذه الاعمال بالكثير من الومضات التشكيلية المنتقاة من حركة الحياة وذلك وفق مسارات محددة ومن ثم فإن «المرأة» كانت هي المحور الاساسي لهذه الافكار المتلاحقة.
واخذت لوحات المعرض عناوين... تحمل في مضامينها الكثير من الرؤى مثل «حوار» و«عرس الزين» و«سمكة الحظ» و«شرنقة» و«شموخ» و«بهية» و«وشم» وغيرها.
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «تزخر ساحة التشكيل الكويتي المعاصر بالتجارب الفنية النسائية المتميزة، وقد استطاعت الفنانة ثريا البقصمي - اكثر الفنانات التشكيليات نشاطا - عبر مسيرتها الطويلة من العمل الدؤوب والجهود المتلاحقة ان ترسخ تجربتها الفنية كما ونوعا، فتحقق لها مكانة لافتة في الحركة الفنية التشكيلية الكويتية.
وفي استعراضنا لأعمال ثريا البقصمي - وكما تذكر ابنتها منيرة - نجد انها مسكونة دائما بالشخوص، وترجع منيرة ذلك لتأثر والدتها بالفن الفارسي التقليدي حيث استخدام رسوم الاشخاص داخل تراكيب الزينة في السجاد والمنمنمات الفارسية.
ويظهر في سياق انتاجها، طرحها المتمحور في الغالب حول خصوصية المرأة وابعادها الانثوية ودلالاتها التعبيرية الذي عكست فيه ثريا البقصمي شخصيتها وثقافتها.
خطابها التشكيلي يضع في المقام الاول حالة المرأة واظهار روح التحدي والدعوة الى تحريرها من القيود الاجتماعية الثقيلة والمطالبة بحقوقها المسلوبة.
كما نلحظ في صياغة انتاجها، سعيها الدائم نحو تطوير ادائها واستخدامها الدائم والمتجدد لتقنيات وخلط لمواد مختلفة تعود الى حصيلة خبراتها في الحفر والطباعة وما تعلمته في ملتقياتها وورش العمل الفنية التي التحقت بها.
وتشي اعمال ثريا البقصمي بقيم فنية تميزها، وعادة ما تسيطر بورتريهات نسائها - العنصر الاساسي - على المساحة المشغولة من سطح اللوحة وتكوينها، بينما تحشد على المساحة المحيطة وخلفياتها اشكالا ورموزا (سمكة - كفا - طائرا... الخ).
نأمل ان يتحقق لمحبي فن ثريا البقصمي وجمهورها ما يصبون اليه من متعة بصرية راقية ومتابعة لعطائها المتميز».
في حين تحدثت البقصمي عن معرضها تحت عنوان «رحلة الستين صولو قائلة: «قاطرة المعارض الصولو تتوقف عند المحطة ستين، رقم يقترب من سنوات عمري، رحلة طويلة تستحق الالتفات الى الوراء للامساك بخيط ذكرى المحطة الاولى، معرض شخصي لفنانة شابة تخطو اولى خطواتها على اعتاب عالم الفن.
انه العام 1971 والمكان متحف الكويت في منطقة شرق، ومحاولة خجولة من طالبة هاوية اقصى احلامها ان تتسلح بدراسة الفن لتستحق حمل لقب فنانة.
معارض... معارض... معارض، والذاكرة مشحونة بالحدث والمكان ووجوه جمهور معرضي في افغانستان كانت مختلفة عن جمهور معرضي في فيتنام، دوافع اقامة معرضي في فلورنسا اختلفت عن دوافع معرضي في اسمرة، ومعرضي في كنشاسا 1978 كان مشحونا بأحلام طالبة فنون، مؤطرا بانطباعات الحياة الافريقية الصاخبة.
دول غريبة زرتها، اقمت فيها، دعيت اليها، والصولو كان متربعا علي رأس الحدث يقدمني في كل مرة بصورة مختلفة.
وفي مدينة بافوس القبرصية انفتحت جروح روحي المعذبة، العام 1991 حيث قدمت نتاجا فنيا انجز تحت نيران المحتل العراقي، كان الجمهور دامع العين، ومعرضي سرادق عزاء مفتوحا، ورحلت معي تلك اللوحات لتحط في لندن وادنبرة واثينا والكويت، لتصبح وثيقة فنية تدين همجية المحتل.
وفي الالفية الجديدة تنوعت محطات الصولو، دول اوروبية مثل المانيا وسلوفاكيا والتشيك وايطاليا، ودول الشرق مثل الصين وايران وكوريا اما محطات الصولو الكويتية فكان لغدير جاليري (مؤسستي الفنية) نصيب الاسد منها، وكذلك قاعات عرض المجلس الوطني.
قاطرة المحطة الستين تتوقف عند متحف الفن الحديث حيث اقدم عالمي الخاص بصورة جديدة مغايرة مشحونة بأحلامي الصغيرة مربوطة بخيوط هواجسي سابحة بسماء رمزيتي، سمكة، قطة، امرأة، كف تتوسطها عين.
وتبقى حقيقة واحدة: ان افتتاح اي معرض هو حفل عرس للفنان، حيث يزف نتاجه الفني الى الجمهور، وينتظر منه التصفيق او الصمت، انها لحظة فرح تستحق المشاركة والتأمل والمباركة».