| كتب ناصر الفرحان |
أكد النائب الدكتور يوسف الزلزلة ان مجلس الامة الحالي اكثر مجالس الامة وطنية خلال حياته النيابية، مؤكدا انه شارك في مجلس «بو صوتين» ومجلس «بو اربع أصوات» ومجلس «بو صوت واحد» فلم ير مجلسا اكثر التزاما وحضورا ورغبة في تقديم شيء للكويت كالمجلس الحالي.
وقال الزلزلة في كلمة له بالمهرجان الخطابي التي عقدته الجمعية التربوية الاجتماعية في ديوانه بحضور ديبلوماسي ونيابي وديني وجماهيري تحت عنوان «جميعنا للوطن» ان الذهاب الى جلسات المجالس السابقة كان مشوبا بعدم الراحة لشعوره بأن هناك من سيطرح موضوعا طائفيا او قبليا بغيضا او يأتي ليصرخ بهدف تعطيل الجلسة او إلغائها.
وأكد انه في مجلسي 2003 و2009 لا يمكن ان تعقد الجلسة في وقتها لعدم وجود نصاب نتيجة عدم التزام النواب بالحضور بعكس المجلس الحالي الذي كل جلساته عقدت في وقتها بالاضافة الى عقد الاجتماعات في اللجان بشكل رسمي وكامل بعكس المجالس السابقة وهذا مؤشر يدل على ان اعضاءه يعرفون ويقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الانجاز والعمل والتعاون والتنسيق في ما بيننا بكل محبة ورقي وحب لهذا الوطن واحترام لقاعة عبد الله السالم.
وطالب الزلزلة وزارة التربية بضرورة ان تكون المقررات الدراسية تحتوي على مفاهيم الوحدة الوطنية والبعد عن ما يثير الطائفية والفئوية وعلى المعلمين توجيه الطلبة نحو المفاهيم الوطنية متعجبا عن سكوت جامعة الكويت عن دكتور يسب الحكومة ويدق اسفين التفرقة في المجتمع متسائلا عن دور مدير الجامعة ووزير التربية في هذه الشخصيات التي تسب الحكومة والمجلس وهؤلاء مثل التفاح الفاسد ان ترك سيفسد كل التفاح بالصندوق.
كما طالب وزارة الاعلام بإعداد برامج واضحة تؤصل بها قضية الوحدة الوطنية في نفوس ابناء المجتمع وهي الآن مغيبة نحو الواقع الكويتي لأبعد الحدود ولا يوجد لديها خطة نحو تغيير مفاهيم المجتمع من الطائفية والفئوية والقبلية الى مفاهيم وطنية كما خاطب وزارة الاوقاف ان يكون لها برامج واضحة في المساجد والمراكز الدينية والحسينيات لكيفية توجيه الناس للروح والوحدة الوطنية.
من جانبها، تحدثت النائبة معصومة المبارك عن دور المرأة في تعزيز الوحدة الوطنية حيث عرضت إعلان مدفوع الثمن منشوراً بإحدى الصحف كان بعنوان «لا... لا للوحدة الوطنية... نعم نعم للوحدة الإسلامية»، متسائلة ما المغزى من هذا الإعلان وما دوافعه؟
وأوضحت ان مثل هذا التفكير الإقصائي يجب ألا يروج له، والوحدة الوطنية واجب والكل يسعى له ولا أحد يختلف على أهمية تماسك أبناء الوطن والتفافهم حول قيادتهم بكل مشاربهم.
وأضافت ان دور المرأة معزز للوحدة الوطنية سواء موظفة أو مربية في البيت وعليها دور في نبذ الطائفية وأن تكون قدوة لأبنائها في نقل الولاء والوحدة وحب الوطن إلى أبنائها لتخلق منهم جيلا وطنيا صاعدا مؤكدة بأن الوحدة الوطنية عمل وبناء وأن الغياب الكبير للعاملين في أجهزة الدولة يومي الأربعاء والخميس الماضيين لا يدل على الولاء والحب والعمل من أجل هذه الأرض الطيبة.
بدوره، قال عضو مجلس الأمة يعقوب الصانع ان الكويت عانت خلال الفترة الماضية من الردة في جميع المجالات وضربت الوحدة الوطنية ومزقت أوصالها، وكان الإعلام مشاركاً رئيسياً في هذه الردة والضرب بالوحدة الوطنية خصوصاً وسائل الإعلام الحديثة، موضحاً أن دور مؤسسات المجتمع المدني كبير في لم شمل الوحدة الوطنية والتي كانت الحكومة لها اليد الطولى في ضربها من خلال المحاصصة في التعيينات ومن باب الصفقات السياسية وهذا المرض وصل إلى بعض أعضاء مجلس الأمة في التعامل مع ناخبيهم حسب طوائفهم وعوائلهم.
وأكد الصانع أنه يتشرف بالانضمام والعمل في مجلس الصوت الواحد الذي دعا له صاحب السمو ومهما كانت نتائجه وإنجازاته فيكفي فخراً الارتقاء بالخطاب السياسي وعدم طرح الطائفية والقبلية والفئوية في مقترحاتنا وقوانينا وهذا واضح في عدم وجود هذه العناصر في كل أعضاء مجلس الأمة.
ودعا الصانع زملاءه النواب لتقديم اقتراح يجعل انتخابات الجمعيات التعاونية والأندية والنقابات وغرفة التجارة بنظام الصوت الواحد.
من جانبه، قال الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني حسين المعتوق: «إن الشريعة الإسلامية مبنية على التراحم والتآخي بين أبناء المجتمع المسلم ولعل مبدأ السلام في الإسلام هو أنك في مأمن مني من نفسك وعرضك ومالك وسمعتك وعلى كل مسلم أن يحيي أخاه المسلم بها، موضحا أن الإسلام رحمة للعاملين، وقد خاطب الله سبحانه وتعالى النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنا أرسلناك رحمة للعالمين»، مؤكداً بأن الإسلام دين انفتاح على المجتمع البشري، وعلى المؤسسات الدينية دور كبير في إصلاح هذا الفكر المتحجر والذي ساقته العصبيات والأطروحات المبنية على الجهل ونسب إلى الإسلام، والإسلام بريء منه».
بدوره، قال د. فهد الشليمي: بما اني اعمل مستشارا أمنيا فقد شاهدت ما تفعل التفرقة والنزاعات العرقية في الدول الافريقية، حيث يبدأ النزاع بالتناحر السياسي بين طرفين ثم يبدأ الاصطفاف وبعدها يقوم قادة هذه الكتل بإشعال الموقف وتحدث شرارة واحدة ينقسم بعدها المجتمع الى قسمين يتناحرون لعشر سنوات وبعد حرق الاخضر واليابس يجتمع الفرقاء انفسهم للبحث عن المصالحة والسلم مقدما الدعوة الى القادة السياسيين والدينيين في الكويت بالابتعاد وأخذ الحذر من الدخول في هذا النفق المظلم.
من جانبه، قال الدكتور بدر الدويش ان وظيفة المجتمع المدني للدولة هي تكريس الوحدة الوطنية عن طريق الثوابت والمتغيرات فالثوابت واضحة في دستور (62) باعتباره العقد الاجتماعي الذي توافق عليه أهل الكويت جميعا وكما تم التوافق على صياغة نصوصه الزم التوافق على تعديل نصوصه فهو يواكب نص ومضمون المادة الثانية دين الدولة الاسلام والشريعة الاسلامية مصدر اساسي للتشريع فهذا يعبر عن عقد تنظيم الصلاحيات ولا يخالف الشريعة الاسلامية.
وختم المهرجان الخطابي الوكيل المساعد السابق في وزارة التربية جعفرالعريان حيث قال ان الوحدة الوطنية هي نظام شامل لجميع منظمات العمل الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني بالاضافة الى أفراد المجتمع من خلال التعاون والتنسيق فيما بينها لنشر مفاهيم الوطنية والابتعاد عن المفاهيم التي تمزق المجتمع.