| مسفر النعيس |
من حق المواطن على الدولة وفقا للدستور الكويتي، أن توفر له أفضل سبل العيش من تعليم مناسب ورعاية صحية جيدة وتكفل الأمن والأمان والطمأنينة وحق العمل وفق وظيفة مناسبة تتلاءم مع شهادته وخبرته.
كما ان ثمة حقوقا دستورية مستحقة للمواطن، متمثلة في حرية الرأي والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص وتوفير رعاية للنشء وحمايته وحفظ كيان الأسرة الكويتية، أي توفير سكن مناسب يؤويها والتكفل برعايتها لأنها تمثل أساس المجتمع.
اعتقد ان هذه المطالب هي جلّ ما يطالب به السياسيون والكتاب والإعلاميون والنشطاء والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بحقوق الإنسان، وهي مطالب مستحقة وعلى الدولة تنفيذها وتوفيرها للمواطن.
ولكن ما جعلني أكتب هذا المقال، هو عدم إشارة الكثيرين من الكتاب والسياسيين وغيرهم الى واجبات المواطن تجاه بلده وما الذي يجب على المواطن تقديمه لبلده ومجتمعه لكي يساهم بشكل فاعل في بناء بلده الذي أعطاه الكثير وحان وقت رد بعض من الجميل.
فبوجهة نظري المتواضعة، أرى ان هناك واجبات على المواطن تجاه الدولة وهي متعددة، لعل أولها واهمها العمل بجد وإخلاص وتسخير كل الإمكانات العلمية وتطويع الخبرة العملية في خدمة البلد والمجتمع، فمهما كانت نوعية العمل فإن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة لا بد ان يدرك بأنه عامل مهم في بناء البلد وان يحافظ عليه ويحترم قوانينه ويلتزم بتعاليمه ويكون قدوة حسنة، فلا يختلف اثنان على ان التعدي على املاك الدولة ومخالفة انظمة وقوانين المرور ورمي القمامة في الشارع ما يسبب تلوثاً للبيئة ومضايقة المارة وسلب حقوق الناس بالواسطة وتفويت الفرصة على المستحقين والتعامل بالرشوة وسرقة الاموال العامة وتشجيع وتقريب الفاسدين وغيرها الكثير وهي امور يرفضها العقل والمنطق وقبلهما الدين والأخلاق والعادات والتقاليد.
فلابد ان نكون مواطنين صالحين بالفعل وليس بالقول، فالبلد له حق علينا ولا بد لنا ان نرد جزءا بسيطا من جميله باحترام قوانينه والمساهمة الفعالة في بنائه واستقراره.
أدرك جيداً بأن هناك من سيعتبر كلامي مثالياُ وغير قابل للتطبيق، خصوصا في وقت انتشر فيه الفساد وقرب الفاسدون وسلبت بعض الحقوق واصبح الفساد والواسطة والمحسوبية والرشاوى هي ما تسير حياتنا بكل أسف.
ولكن ما الذي يضر لو اصلحنا انفسنا وحاربنا الفساد الذي نراه بشكل يومي ونسهم ببعض منه، فمهما بلغ الفساد مداه وزاد حجم الفساد وأصبحت الفوضى تعم بعض الأماكن من سوء إدارة مسؤوليها، فلا يجب علينا ان نعاقب بلدنا على ذنب اقترفه بعض المسؤولين وظلم وقع علينا منهم، فهؤلاء الأشخاص اليوم موجودون وغداُ ذاهبون بفسادهم الى من يحاسبهم وينصفهم ولا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها سبحانه وتعالى.
فلعل الدعوات الى العصيان المدني بسبب الفساد وامور أخرى، كالخلافات السياسية، هي دعوات مرفوضة جملة وتفصيلاُ وهي تمثل إخلالاُ حقيقياُ بواجبات المواطنة، وتأثيرها مباشر على مؤسسات الدولة والمواطن.
فأرى ان اي مطالب دستورية ومدنية هي مشروعة إن كانت بالمعقول، واعتقد ان حل المشاكل السياسية ليس بزج البلد الى نفق مظلم وتشويه سمعته الدولية، فجميعنا يعلم بأن هناك تقصيرا وان المواطن لم يحصل على حقوقه بالشكل المطلوب، ولكن لنكن منصفين هل أدى المواطن واجباته للدولة حتى يكون ضميره مرتاحاُ ومطالبه عادلة ومعقولة.
***
هناك جهود كبيرة تبذل في وزارة الكهرباء والماء، والعمل على قدم وساق من أجل تفادي مشاكل الانقطاع في فترة الصيف، اتمنى ان نعي الدور المطلوب من الجميع ونرشد الاستهلاك في مرفقي الكهرباء والماء، فهي نعمة يجب ان نحافظ عليها من اجل استمرارها، فالترشيد واجب وطني، فمن أجل الكويت يجب أن نحافظ على الكهرباء والماء.
***
تغريدة :
1- زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً *** أبشر بطول سلامة يا مربع ( استجوابات مجلس الصوت الواحد ).
2- خالص العزاء للزميل زايد الزيد بوفاة والده، ونقف معه ونسانده في قضيته فقد ساهم بشكل لافت في مكافحة الفساد والفاسدين، صبر جميل والله المستعان.

mesfir@gmail.com
mesferalnais@