| القاهرة - من أحمد ممدوح |
قالت مستشارة الرئيس المصري المستقيلة سكينة فؤاد، انها تشعر بحال حزن لما يحدث الآن من انقسام المصرين الى شعبين، مؤيد ومعارض، للرئيس محمد مرسي وجماعة «الاخوان»، موضحة أن الانجاز الوحيد للرئيس خلال هذه الفترة هو «توسيع الفجوة بين المصريين وانقسامهم».
وأضافت فؤاد في حوار مع «الراي»، ان النظام السياسي القائم يتحمل مسؤولية الدماء التي أريقت خلال التظاهرات السلمية كما سبق وتحمل الرئيس السابق حسني مبارك هذه المسؤولية ابان ثورة يناير، حتى انه يعاقب الآن على جرائم قتل المتظاهرين.
ورأت أن دعوة المرشد الايراني للرئيس مرسي بتبني نظام ولاية الفقيه «تعد على الشعب المصري، الذي جاء بمرسي وقادر على تغييره».
وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترين المشهد السياسي على الساحة المصرية في الوقت الحالي؟
- كبقية المصريين، أشعر بحال حزن شديد على بلدي بعد اتساع حدة الانقسام السياسي داخل المجتمع الذي عرف دائما بصلابته وتوحده في كل المواقف العثرة وأمام الطغاة على مر العصور. أما الآن، وفي أقل من شهور، أصبح الانجاز الحقيقي للقيادة السياسية الجديدة هو تفوقها في تقسيم المصريين الى شعبين أو طائفتين، وهو الانقسام الذي لم تنجح فيه أعتى القوى الاستعمارية بداية من الحملة الفرنسية مطلع القرن التاسع عشر وصولا لجميع الانكسارات التي مرت بها الأمة المصرية واستطاعت تجاوزها.
أما الآن، فاننا أمام شعب قام بثورة ودفع أبناءه دماء كانت ضريبة لرحيل نظام مبارك، وتوالت الأحلام التي عصفت بالجميع من بناء مجتمع مدني حديث قبل أن يتزحزح المسار بداية خلال فترة ادارة المجلس العسكري البلاد، حين أولى الاهتمام باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل اتفاق الجميع على وضع دستور يمثل مصر الثورة التي شارك فيها الجميع، لا مصر الحزبية المنقسمة الآن، كما مثله دستور الاخوان، والذي منذ اقراره نعيش داخل نفق مظلم.
• ما تعليقك على استنفار القوى الاسلامية وقيامها بتظاهرات تأييد للرئيس في هذا الوقت؟
- لا أدري طريقة التفكير التي يتخذونها، ومندهشة من أنهم في الحكم ويريدون تظاهرات دعم وتأييد، والذي يحكم في أي بقعة ديموقراطية في العالم لا يحتاج الى هذا الحشد أو الدعم، لكن الانجازات الحقيقية له هي التي تحميه وهو المسوغ الحقيقي لموقفه االسياسي، أما التيار الغالب الآن والذي يدير الدولة، لايكتفي بهذا بل يريد تظاهرات تهتف له، ولا أعرف ماذا تقول هذه الأعداد التي تحشد لدعم الرئيس ومساندته في تظاهراتهم، هل تحقق ماوعد به؟ وهل أوفى الرئيس بوعوده؟ أم هي تظاهرات انقلاب على الديموقراطية؟ لأن من في الحكم عليه أن يستمع الى مطالب معارضيه بالأساس وليس لهتافات شوفينية لمؤيديه تعود لحقب ديكتاتورية.
• من يتحمل مسؤولية الدماء التي أهدرت خلال الأحداث المتوالية التي تعيشها مصر؟
- سأرد بسؤال: من الذي تحمل مسؤولية الدماء التي سقطت خلال ثورة 2011؟ أليس الرئيس السابق مبارك هو الذي يحاكم الآن على جرائم قتل المتظاهرين، وهي الجرائم نفسها التي حدثت في شهور قليلة من حكم الرئيس المنتخب.
أقول، القيادة السياسية بكاملها الآن هي من تتحمل مسؤولية هذه الدماء، وأود أن أذكّر الرئيس مرسي بكلامه خلال الجولة الانتخابية حين قال: من حق أولياء الدم أن يطالبوا بهذا الدم، ومن هنا ماذا تحقق مما قاله الرئيس سوى أننا سنستشهد بكلامه هذا المرة في ادانته وفريق حكومته في دماء تظاهرات غاضبة كانت تطالب بالعدالة والحرية وسيادة دولة القانون، القانون الذي أغلق أمامه أنصار الرئيس المحكمة الدستورية خوفا من حل ابطال الجمعية التأسيسة قبل اقرار الدستور.
• ولماذا ترفض الرئاسة وضع أجندة جادة لحوار وطني كما يطالب ويتهمها بذلك قادة المعارضة؟
- يبدو أن الرئاسة ليست لديها رغبة جادة في التوافق، وما علينا سوى النظر الى الخلف قليلا لنرى جميع التراجعات في مواقفها وقراراتها، وأخيرا قانون الانتخابات البرلمانية الذي تم الاتفاق فيه على صيغة مع بعض من قبلوا بالجلوس مع الرئاسة ثم الخروج بصيغة أخرى من خلال مجلس الشورى «القائم بالتشريع الآن»، الرئاسة الآن مشغولة بتمكين فصيل سياسي من جميع مفاصل الدولة.
• كنت مستشارة لرئيس الجمهورية لفترة قبل تقديم استقالتك، كيف يدار القصر الرئاسي في أوقات الأزمات؟
- هذا السؤال فيه جزء من الاجابة عما أريد قوله. من أسباب تقديم استقالتي هو كيفية ادارة القصر الرئاسي للأزمات كذلك مشاركته في صنعها بالأساس، كنت تقدمت باستقالتي وآخرين على خلفية الاعلان الدستوري الذي لم نستشر فيه ثم فوجئنا به من خلال وسائل الاعلام.
وكان أمر مثير للدهشة، كيف يخرج هذا الشيء المهم من دون أن يطرح لنقاش جاد بين المستشارين حتى نائب الرئيس السابق قال في تصريحه الشهير انه لم يعلم به لوجوده في باكستان، ومن حينها ومنذ الاعلان الدستوري، دخلت الدولة في دوامة الغضب الحاصل الآن.
• هل ترين أن ماحدث في تونس كاغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد قابل للتكرار في مصر؟
- في ظل المناخ الراهن الملوث، أصبح كل شيء متوقعا، كل ما أخشاه الآن أن أفتح عيني صباح يوم وأجد خبرا يقول نصه: أطلق مجهولون النار على القيادي كذا وتسببت رصاصاتهم في اغتياله قبل محاولات نقله الى أقرب مستشفى.
• ما تعليقك على خطاب المرشد العام للثورة الايرانية والذي طالب فيه الرئيس مرسي بتبني نظام ولاية الفقيه؟
- خطاب المرشد العام والعلماء الايرانيين المطالب بتبني نظام ولاية الفقيه تعدٍ على الشعب المصري وتدخل غير مقبول في شؤون السيادة المصرية. المصريون هم أصحاب الثورة، وهم من جاءوا بمرسي وهم من سينتخبون غيره، ولن يفرض على الشعب مهما كان النمط الايراني في السمع والطاعة من أعلى المنصة باسم المرشد العام أو الملهم للشعب.
لذلك نجد الشباب يقدمون أرواحهم حين وجدوا انحرافا على مسار الثورة، ويستمرون في النضال لحقوق واضحة، لا لكي يخرج المرشد الايراني ويدعو الرئيس بتبني نظام ولاية الفقيه بدلا من مخاطبة الشعب المصري بقدر ما يستحق من تكريم وتقدير
قالت مستشارة الرئيس المصري المستقيلة سكينة فؤاد، انها تشعر بحال حزن لما يحدث الآن من انقسام المصرين الى شعبين، مؤيد ومعارض، للرئيس محمد مرسي وجماعة «الاخوان»، موضحة أن الانجاز الوحيد للرئيس خلال هذه الفترة هو «توسيع الفجوة بين المصريين وانقسامهم».
وأضافت فؤاد في حوار مع «الراي»، ان النظام السياسي القائم يتحمل مسؤولية الدماء التي أريقت خلال التظاهرات السلمية كما سبق وتحمل الرئيس السابق حسني مبارك هذه المسؤولية ابان ثورة يناير، حتى انه يعاقب الآن على جرائم قتل المتظاهرين.
ورأت أن دعوة المرشد الايراني للرئيس مرسي بتبني نظام ولاية الفقيه «تعد على الشعب المصري، الذي جاء بمرسي وقادر على تغييره».
وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترين المشهد السياسي على الساحة المصرية في الوقت الحالي؟
- كبقية المصريين، أشعر بحال حزن شديد على بلدي بعد اتساع حدة الانقسام السياسي داخل المجتمع الذي عرف دائما بصلابته وتوحده في كل المواقف العثرة وأمام الطغاة على مر العصور. أما الآن، وفي أقل من شهور، أصبح الانجاز الحقيقي للقيادة السياسية الجديدة هو تفوقها في تقسيم المصريين الى شعبين أو طائفتين، وهو الانقسام الذي لم تنجح فيه أعتى القوى الاستعمارية بداية من الحملة الفرنسية مطلع القرن التاسع عشر وصولا لجميع الانكسارات التي مرت بها الأمة المصرية واستطاعت تجاوزها.
أما الآن، فاننا أمام شعب قام بثورة ودفع أبناءه دماء كانت ضريبة لرحيل نظام مبارك، وتوالت الأحلام التي عصفت بالجميع من بناء مجتمع مدني حديث قبل أن يتزحزح المسار بداية خلال فترة ادارة المجلس العسكري البلاد، حين أولى الاهتمام باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل اتفاق الجميع على وضع دستور يمثل مصر الثورة التي شارك فيها الجميع، لا مصر الحزبية المنقسمة الآن، كما مثله دستور الاخوان، والذي منذ اقراره نعيش داخل نفق مظلم.
• ما تعليقك على استنفار القوى الاسلامية وقيامها بتظاهرات تأييد للرئيس في هذا الوقت؟
- لا أدري طريقة التفكير التي يتخذونها، ومندهشة من أنهم في الحكم ويريدون تظاهرات دعم وتأييد، والذي يحكم في أي بقعة ديموقراطية في العالم لا يحتاج الى هذا الحشد أو الدعم، لكن الانجازات الحقيقية له هي التي تحميه وهو المسوغ الحقيقي لموقفه االسياسي، أما التيار الغالب الآن والذي يدير الدولة، لايكتفي بهذا بل يريد تظاهرات تهتف له، ولا أعرف ماذا تقول هذه الأعداد التي تحشد لدعم الرئيس ومساندته في تظاهراتهم، هل تحقق ماوعد به؟ وهل أوفى الرئيس بوعوده؟ أم هي تظاهرات انقلاب على الديموقراطية؟ لأن من في الحكم عليه أن يستمع الى مطالب معارضيه بالأساس وليس لهتافات شوفينية لمؤيديه تعود لحقب ديكتاتورية.
• من يتحمل مسؤولية الدماء التي أهدرت خلال الأحداث المتوالية التي تعيشها مصر؟
- سأرد بسؤال: من الذي تحمل مسؤولية الدماء التي سقطت خلال ثورة 2011؟ أليس الرئيس السابق مبارك هو الذي يحاكم الآن على جرائم قتل المتظاهرين، وهي الجرائم نفسها التي حدثت في شهور قليلة من حكم الرئيس المنتخب.
أقول، القيادة السياسية بكاملها الآن هي من تتحمل مسؤولية هذه الدماء، وأود أن أذكّر الرئيس مرسي بكلامه خلال الجولة الانتخابية حين قال: من حق أولياء الدم أن يطالبوا بهذا الدم، ومن هنا ماذا تحقق مما قاله الرئيس سوى أننا سنستشهد بكلامه هذا المرة في ادانته وفريق حكومته في دماء تظاهرات غاضبة كانت تطالب بالعدالة والحرية وسيادة دولة القانون، القانون الذي أغلق أمامه أنصار الرئيس المحكمة الدستورية خوفا من حل ابطال الجمعية التأسيسة قبل اقرار الدستور.
• ولماذا ترفض الرئاسة وضع أجندة جادة لحوار وطني كما يطالب ويتهمها بذلك قادة المعارضة؟
- يبدو أن الرئاسة ليست لديها رغبة جادة في التوافق، وما علينا سوى النظر الى الخلف قليلا لنرى جميع التراجعات في مواقفها وقراراتها، وأخيرا قانون الانتخابات البرلمانية الذي تم الاتفاق فيه على صيغة مع بعض من قبلوا بالجلوس مع الرئاسة ثم الخروج بصيغة أخرى من خلال مجلس الشورى «القائم بالتشريع الآن»، الرئاسة الآن مشغولة بتمكين فصيل سياسي من جميع مفاصل الدولة.
• كنت مستشارة لرئيس الجمهورية لفترة قبل تقديم استقالتك، كيف يدار القصر الرئاسي في أوقات الأزمات؟
- هذا السؤال فيه جزء من الاجابة عما أريد قوله. من أسباب تقديم استقالتي هو كيفية ادارة القصر الرئاسي للأزمات كذلك مشاركته في صنعها بالأساس، كنت تقدمت باستقالتي وآخرين على خلفية الاعلان الدستوري الذي لم نستشر فيه ثم فوجئنا به من خلال وسائل الاعلام.
وكان أمر مثير للدهشة، كيف يخرج هذا الشيء المهم من دون أن يطرح لنقاش جاد بين المستشارين حتى نائب الرئيس السابق قال في تصريحه الشهير انه لم يعلم به لوجوده في باكستان، ومن حينها ومنذ الاعلان الدستوري، دخلت الدولة في دوامة الغضب الحاصل الآن.
• هل ترين أن ماحدث في تونس كاغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد قابل للتكرار في مصر؟
- في ظل المناخ الراهن الملوث، أصبح كل شيء متوقعا، كل ما أخشاه الآن أن أفتح عيني صباح يوم وأجد خبرا يقول نصه: أطلق مجهولون النار على القيادي كذا وتسببت رصاصاتهم في اغتياله قبل محاولات نقله الى أقرب مستشفى.
• ما تعليقك على خطاب المرشد العام للثورة الايرانية والذي طالب فيه الرئيس مرسي بتبني نظام ولاية الفقيه؟
- خطاب المرشد العام والعلماء الايرانيين المطالب بتبني نظام ولاية الفقيه تعدٍ على الشعب المصري وتدخل غير مقبول في شؤون السيادة المصرية. المصريون هم أصحاب الثورة، وهم من جاءوا بمرسي وهم من سينتخبون غيره، ولن يفرض على الشعب مهما كان النمط الايراني في السمع والطاعة من أعلى المنصة باسم المرشد العام أو الملهم للشعب.
لذلك نجد الشباب يقدمون أرواحهم حين وجدوا انحرافا على مسار الثورة، ويستمرون في النضال لحقوق واضحة، لا لكي يخرج المرشد الايراني ويدعو الرئيس بتبني نظام ولاية الفقيه بدلا من مخاطبة الشعب المصري بقدر ما يستحق من تكريم وتقدير