| محمد صالح السبتي |
الحول مرض يصيب العين بارتخاء اعصابها فتغدو العين في غير مكانها الطبيعي وهو وسط محجرها وقد يرافق هذا المرض عيب في النظر كأن يبصر مريض الحول الواحد اثنين او لا يرى كما يرى اصحاء النظر.
هذا الحول قد يكون فكريا احيانا، حين يصاب فكر الانسان وعقله بارتخاء اعصاب او ضمورها، وعلميا للفكر مرض كما لأي عضو من اعضاء الجسد، ولأن الجسد حين يمرض تظهر الاعراض التي من خلالها يعرف الانسان انه عليل، الا ان الفكر لا اعراض له تظهر لعامة الناس بينما المتخصصون الحكماء الحاذقون هم الذين يكتشفون مرض الفكر ويرون اعراضه جلية امامهم... وكما طبيب الاجساد بالفحص الطبي يكتشف امراض البدن، فالنقاش وسماع الاراء هو سبيل الحكماء للكشف عن امراض الفكر فبأي نقاش مع اي شخص يكتشف طبيب العقول ما اذا كان هذا الشخص يعاني مرضا فكريا ام لا ويرى بأم عينه درجة الحول الفكري الذي يعانيه وخطورته على نظرته الفكرية...
انا لا اقول هذا الكلام عيبا على احد ابدا، فلعل اغلبنا او كلنا يعاني هذا الحول الفكري ولو بدرجة معينة او لوقت محدد... لا نعيب على احد فكره انما نعيب عدم الايمان بهذا ولا السعي لعلاجه...نعيب ذاك التطرف الفكري الذي نمارسه يوميا بعدم تقبلنا لأي نقد او توجيه وكأننا نملك الحق المطلق وغيرنا له الباطل المطلق والخطأ الذي لا يمكن لنا تقبل وجهة نظره مهما حاول ونحن من اجل ذلك نرفض حتى مجرد الاستماع...اقول الاستماع لا مجرد السماع لافكار غيرنا!!
في احصائية موثقة نشرها قبل ايام المعلم د. صلاح الراشد اشار الى ان الاحصائيات تشير الى ان عدد الكتب المنشورة في دولة مثل اميركا قارب الـ 15 مليون كتاب لسنة 2012!! وان اكثر بلد عربي ينشر الكتب هو لبنان وكانت احصائية عام 2005 تشير إلى انه نشر 3686 كتابا فقط!! ومصر نشرت 2215 كتابا عن العام ذاته واسرائيل نشرت 6866 كتابا في ذات العام!!!
تشير بعض الدراسات في الامم المتحدة إلى ان الأميركي يقرأ 11 كتابا في السنة بينما البريطاني يقرأ 8 كتب في السنة وكان نصيب المواطن العربي 4-10 ورقات في السنة قراءة!!!
وتشير ايضا الى ان المثقف العربي يقرأ كتابا واحدا في السنة بينما نصيب المثقف الاسرائيلي 40 كتابا في السنة للقراءة!!!
من اين تأتينا الثقافة وسعة الاطلاع والافق ونحن امة القراءة اخر اهتماماتها!! كيف لنا لا نصاب بالحول الفكري او حتى العمى وعقولنا لا تمارس الرياضة الفكرية ابدا فهي لا لياقة فكرية لديها!!
بالنسبة لنا كعرب كل علاقتنا بالثقافة والقراءة هو التفاخر بما فعله اجدادنا السابقون علميا فقط... نعيش في وهم ان لنا ماضيا ثقافيا ما زلنا نعيش على ذكراه.. اما نحن فلا علاقة لنا ابدا بهذا السيل الجارف من المعلومات العالمية، ولذا كان مرض الحول الفكري احد اكثر الامراض انتشارا بين عقولنا العربية. وما خلافاتنا ومعاركنا السياسية اليوم الا من اعراض هذا الحول الفكري الذي نعانيه فليس منا الا وله وجهة نظر! وليس منا الا ويرغب في الكلام ويصعب عليه الاستماع! وليس منا الا ويظن نفسه على الحق المطلق وان مخالفه على الباطل المطلق!! ولو حققت الامر وسبرت اغواره لرأيت كما ترى ضوء الشمس ان اغلب المتكلمين على جهل بما يطرحون وليس من بين هذا السيل الجارف من الكلام الا القليل من السمين واغلبه غث لا معنى له ولا ارضية يقوم عليها.
lawyermidalsbti
الحول مرض يصيب العين بارتخاء اعصابها فتغدو العين في غير مكانها الطبيعي وهو وسط محجرها وقد يرافق هذا المرض عيب في النظر كأن يبصر مريض الحول الواحد اثنين او لا يرى كما يرى اصحاء النظر.
هذا الحول قد يكون فكريا احيانا، حين يصاب فكر الانسان وعقله بارتخاء اعصاب او ضمورها، وعلميا للفكر مرض كما لأي عضو من اعضاء الجسد، ولأن الجسد حين يمرض تظهر الاعراض التي من خلالها يعرف الانسان انه عليل، الا ان الفكر لا اعراض له تظهر لعامة الناس بينما المتخصصون الحكماء الحاذقون هم الذين يكتشفون مرض الفكر ويرون اعراضه جلية امامهم... وكما طبيب الاجساد بالفحص الطبي يكتشف امراض البدن، فالنقاش وسماع الاراء هو سبيل الحكماء للكشف عن امراض الفكر فبأي نقاش مع اي شخص يكتشف طبيب العقول ما اذا كان هذا الشخص يعاني مرضا فكريا ام لا ويرى بأم عينه درجة الحول الفكري الذي يعانيه وخطورته على نظرته الفكرية...
انا لا اقول هذا الكلام عيبا على احد ابدا، فلعل اغلبنا او كلنا يعاني هذا الحول الفكري ولو بدرجة معينة او لوقت محدد... لا نعيب على احد فكره انما نعيب عدم الايمان بهذا ولا السعي لعلاجه...نعيب ذاك التطرف الفكري الذي نمارسه يوميا بعدم تقبلنا لأي نقد او توجيه وكأننا نملك الحق المطلق وغيرنا له الباطل المطلق والخطأ الذي لا يمكن لنا تقبل وجهة نظره مهما حاول ونحن من اجل ذلك نرفض حتى مجرد الاستماع...اقول الاستماع لا مجرد السماع لافكار غيرنا!!
في احصائية موثقة نشرها قبل ايام المعلم د. صلاح الراشد اشار الى ان الاحصائيات تشير الى ان عدد الكتب المنشورة في دولة مثل اميركا قارب الـ 15 مليون كتاب لسنة 2012!! وان اكثر بلد عربي ينشر الكتب هو لبنان وكانت احصائية عام 2005 تشير إلى انه نشر 3686 كتابا فقط!! ومصر نشرت 2215 كتابا عن العام ذاته واسرائيل نشرت 6866 كتابا في ذات العام!!!
تشير بعض الدراسات في الامم المتحدة إلى ان الأميركي يقرأ 11 كتابا في السنة بينما البريطاني يقرأ 8 كتب في السنة وكان نصيب المواطن العربي 4-10 ورقات في السنة قراءة!!!
وتشير ايضا الى ان المثقف العربي يقرأ كتابا واحدا في السنة بينما نصيب المثقف الاسرائيلي 40 كتابا في السنة للقراءة!!!
من اين تأتينا الثقافة وسعة الاطلاع والافق ونحن امة القراءة اخر اهتماماتها!! كيف لنا لا نصاب بالحول الفكري او حتى العمى وعقولنا لا تمارس الرياضة الفكرية ابدا فهي لا لياقة فكرية لديها!!
بالنسبة لنا كعرب كل علاقتنا بالثقافة والقراءة هو التفاخر بما فعله اجدادنا السابقون علميا فقط... نعيش في وهم ان لنا ماضيا ثقافيا ما زلنا نعيش على ذكراه.. اما نحن فلا علاقة لنا ابدا بهذا السيل الجارف من المعلومات العالمية، ولذا كان مرض الحول الفكري احد اكثر الامراض انتشارا بين عقولنا العربية. وما خلافاتنا ومعاركنا السياسية اليوم الا من اعراض هذا الحول الفكري الذي نعانيه فليس منا الا وله وجهة نظر! وليس منا الا ويرغب في الكلام ويصعب عليه الاستماع! وليس منا الا ويظن نفسه على الحق المطلق وان مخالفه على الباطل المطلق!! ولو حققت الامر وسبرت اغواره لرأيت كما ترى ضوء الشمس ان اغلب المتكلمين على جهل بما يطرحون وليس من بين هذا السيل الجارف من الكلام الا القليل من السمين واغلبه غث لا معنى له ولا ارضية يقوم عليها.
lawyermidalsbti