| محمد صالح السبتي |
في القوانين هناك سن رشد حين يبلغه الشخص يكون قد استمتع بكامل أهليته للتصرف وهو في القانون الكويتي 21 عاما... وقبل هذا السن يكون الانسان ناقص الأهلية لا يحق له التصرف الكامل حتى بأمواله بل يرجع الأمر والتصرف لوليّه الطبيعي!!
وقد يبلغ الإنسان هذه السن لكنه يبلغه سفيهاً أو معتوهاً أو مجنوناً!! وكل هذه التعابير تعابير قانونية... وحينها فإنه لا يتمتع بالأهلية للخلل الذي يعاني منه في التفكير بل يكون الأمر للقيّم عليه الذي يراقب تصرفاته أو يقوم بشؤونه حفاظاً عليه... وقد يبلغ الشخص سن الرشد ولا يكون مجنونا ولا معتوها لكنه يكون سفيهاً!! ولعل هذا السفه لا يستدعي فرض الحجر عليه!! لكنه يبقى سفيهاً!! كم من شخص في المجتمع أضاع ماله وعائلته ومصالحه بسبب السفه!! مع أنه يظهر بمظهر العقلاء المتزنين!!
هذا هو سن الرشد القانوني!!
للفكر والكتابة أيضاً سن رشد!! لكنها للأسف غير منظمة في القانون!! وفي مرحلة فوضى الكتابة التي نمر بها الآن اختلط الأمر بين عقلاء الكتابة ومعتوهيها!! بين من بلغ سن الرشد الفكري وبين ناقصي أهليته!! عندما أتاحت مواقع التواصل الالكتروني لأي شخص أن يكتب ما يشاء فكأنما أتاحت لأي شخص أن يتصرف بماله وشؤونه بغض النظر عن سنّه وسلامة قواه العقلية ورجاحة تفكيره!!
ليس هذا حجراً على حق الكتابة وإبداء الرأي ومناقشة ما يهم المجتمعات... إنما هو إشارة إلى انه ليس كل من يكتب قد بلغ سن الرشد الفكري!! وليــــس كل ما يكتب صادرا عن كامل الأهلية الفكرية!!
في السفه والعته القانوني تكون آثار التصرفات غير المسؤولة على الشخص نفسه بضياع مصالحه الشخصية وقليل ما تتعدى هذه الآثار للمجتمع... بالعكس تماما في السفه الفكري فإن الآثار تتجه مباشرة للمجتمع!! والمجتمع هو الوحيد الذي يدفع ثمن هذا السفاهة!! وهنا تكمن الخطورة!!
للكتابة معاتيه وسفهاء وناقصوا أهلية كما للتصرفات القانونية تماماً ولها أيضا سن رشد معنوي يجب علينا ملاحظته ومراقبته لنعرف من بلغه ممن لم يبلغه بعد!!
 
lawyermodalsbti