ومن عيون الشعرة، هذه القصيدة التي قالها المرحوم سليمان بن شريم رحمه الله بعد ان تقدم به العمر مخاطباً ابنه عبد العزيز ومشفقا عليه من تقلب الزمان وناصحاً له في امور دينه ودنياه.**

يا من لعينٍ في محاجيرها شوك
والقلب به عن لذة النوم دكاك
لا دك في قلبي من الهم داكوك
جاوبت طربان الحمايم والأدياك
عزي لحالك يا عزيز وأنا أبوك
كان الزمان اللي وطاني توطاك
أمشي وكني يا عزيز بتابوك
في حبس جبارٍ تحت حكم الأتراك
على عشيرٍ دونه الباب مصكوك
ما غير أمرّه وأتعداه مناك
بابٍ وراه حروس ما هو بمفكوك
ومبرزٍ دونه مكاين وشباك
وبقيت أنا في حضرة الوقت مملوك
دولة زمانٍ بين جاك وتعداك
افهم وصاتي ياعزيز وأنا بوك
دامك صغير وغاية العلم يقراك
تراه ما ينفعك خالك ولا أخوك
لا صار ما تقضي لزومك بيمناك
وربعك الى بان الخلل فيك عافوك
أقرب قريبٍ لك من الناس يشناك
ان كثر مالك صدقوا لك وطاعوك
وان قل ما بيديك شانت سجاياك
لو تطلب الماء عندهم كان ما أسقوك
أبعد مزارك عن وطنهم ومرباك
ان جاد حظك صدقوا لك وزاروك
وان بار كلٍ ما يبي غير فرقاك
والى اعترض لك من صروف النيا صوك
كلٍ تبرا منك ماهوب واياك
وهراجة المجلس الى جيت وروك
منازل تطرب نظيرك بدنياك
والى قضوا منك اللوازم وخلوك
تفرقوا وأنت احتمل كل ما جاك
كنك سراج البيت للنور شبوك
والى قضى الوارد حدا الربع طفاك
والا كما ليمونة الحمض مصوك
والى قضى منه الطعم فرغوا ذاك
واللي يجي من رفقته ريب وشكوك
احذر عنه لياك تصدق بمسراك
والى جفوك أهل الوطن واستخفوك
قلّع غريسك منه واهدم ركاياك
تراك لو تنجع على الرجل صعلوك
أحسن من اللي تلتجي له وياطاك
عطهم وضيايفهم الى منهم جوك
وغلّق ضميرك لا تعلم بقصياك
وخدمتك شيخٍ كنك العبد مملوك
يامرك فيما يشتهي وأنت ينهاك
اعرف تراك مبرقعٍ منه مشبوك
حدّرك في حبل المهالك ولا أرقاك
واصحى لخلان الرخا لو تغالوك
اعرف ترى أطيبهم الى احتجت يجفاك
كنك خوي مقيط دهووك وأغووك
وحقك عطاك رشاك وأقفى وخلاك
واحذر عن العيله ترى الحق مدروك
مثل العمل يدرك ما منه فكاك
وان كان عدوانك على الضيق حدوك
اخصم طلابتهم بعجفاك وقداك
وان كانهم لمشرّف الحق ماشوك
ناظر مطاليع الفرج قبل مبداك
وان طوعوا شيطان الأنفس وهانوك
فاصبر على البلوى ودفنت رزاياك
زرهم تراك الى توانيت زاروك
اما بديت بصاحب السو يبداك
ما دامهم ما طاوعوا لك وعرفوك
اضرب على الكايد الى عمست أرياك
لو هذبوك من المصايب وضدوك
ما يذبحونك قبل تدني مناياك
واحلم عن الجاهل ترى الحلم مبروك
وقم للضعيف اللي من الضيم ينخاك
وادمح خطا جيران بيتك الى أوذوك
ترى القصير وحرمة الجار بحماك
عطهم رواتب حقهم لو تناسوك
في كل ما يصلح لدينك ودنياك
وقم للضيوف الى عنوا لك وضافوك
أغلى كرامتهم حجاجك وبشراك
واعرف ترى ما لك من الضيف مشروك
لولاه يطلب حاجته فيك ما جاك
وقم للرجال ان ريعوا لك وحبوك
واحشم خويك وأكرمه عند ملفاك
والى اعتبرت بسيرة الناس كفوك
ما كثر من شي تعبته وعناك
ولا تبات بهم دنياك مضنوك
ما طاب لك ما دام لك وافتهم ذاك
لو يطلبون اخفايك الناس ما أخفوك
والرجل مثل النجم في كل الأفلاك
وصلاة ربي عد الأوراق والشوك
ما ناض براقٍ وما هل سفاك
على الذي ما فيه ريبٍ ولا شكوك
محمدٍ ما دك بالقلب دكاك

شعر: سليمان بن شريم