| القاهرة - من فريدة موسى ومحمد الغبيري وأحمد مجاهد |
أشعل أنصار المرشح الرئاسي السابق حازم أبوإسماعيل معركة جديدة، بين المعارك التي تشهدها الساحة السياسية في مصر بهجومها على مقر حزب وصحيفة الوفد ومحاولة هجومها على مقر التيار الشعبي، وتهديدات بمهاجمة مقار أخرى. كما وقعت اعتداءات على المعتصمين في ميدان التحرير فجر امس نفت جماعة الاخوان المسلمين علاقتها بها.
وطالبت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم عددا من الأحزاب المدنية، وزارة الداخلية رسميا بتأمين جميع مقارها بعد التهديدات التي تلقتها باقتحامها على خلفية حصار مقر التيار الشعبي واقتحام حزب وجريدة الوفد على يد عدد من المنتمين للتيار الإسلامي.
وقال النائب السابق عن الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي مجدي صابر إن الحزب تلقى تهديدات باقتحامه وأن رئيس الحزب محمد أبو الغار دعا إلى ضرورة الاستعانة بالأمن الخاص لتأمين المقار في ظل التقهقر المستمر لقوات الشرطة في مواجهة ما سماه «مليشيات الإسلام السياسي».
وبينما استنكرت الأحزاب الإسلامية الهجوم على مقر حزب الوفد وحصار التيار الشعبي، وأعلنت براءة «حازمون»، اي جماعة ابو اسماعيل، من تلك الممارسات التخريبية الممنهجة، أكدت الحركات الثورية أن الهجوم على مقار أحزاب المعارضة وخاصة حزب الوفد والذي يجتمع فيه بشكل دائم المعارضون للرئيس والهجوم على الصحف والقنوات الخاصة واستهدافها وحصارها لمعارضتها السياسة المتخبطة للرئاسة التي ستؤدي بالبلاد إلى الهاوية.
واتهمت مصادر وفدية أنصار حازم أبو إسماعيل باقتحام الحزب، رافعين شعار: «بالروح والدم نفديك يا إسلام».
وحمل رئيس الحزب السيد البدوي الرئيس محمد مرسي والنائب العام مسؤولية الأحداث وقال في مؤتمر صحافي ليلة أول من أمس: «يؤسفني أن أنعى الدولة المصرية التي سقطت بسقوط هيبتها. لقد تحولنا من الدولة الكبرى إلى دولة الفوضى».
وأضاف: «عندما تأتي مجموعة ينسبون إلى أنفسهم زورا وبهتانا الإسلام ليقتحموا مقر الوفد ويطلقوا الرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ويثيروا الفزع في المنطقة، تحت هتاف حي على الجهاد، فأي جهاد هذا وأي أخلاق».
وأوضح أن الهجوم أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الصحافيين وتحطيم 12 سيارة خاصة بهم، وإحراق جانب من المسجد والاعتداء على امين عام الحزب، مشيرا إلى أن الاقتحام يستهدف حرف أنظار الرأي العام المصري عما يحدث في الاستفتاء.
وقالت وزارة الداخلية إن ما حدث من اعتداء على مقار الأحزاب ووسائل الإعلام «نهج جديد من الإرهاب» ولا يمكن أن «نصف هؤلاء بالمتظاهرين بل هم بلطجية».
وكانت مسيرة، أطلقت على نفسها «بيوت ربنا نفديها بدمنا» تضم المئات من المنتمين للتيار الإسلامي وأعضاء تابعين لأبو إسماعيل، قد وصلت إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين، تمهيدا لأن تجوب المسيرة شوارع منطقة المهندسين للتنديد بالاعتداءات التي وقعت بمسجد القائد إبراهيم واحتجاز الشيخ أحمد المحلاوي قبل ذلك بيوم.
وقال مصدر أمني مسؤول إن المسيرة أطلقت الشماريخ وطلقات الخرطوش تجاه قوات الأمن المركزي أثناء تأمين مقر حزب الوفد، ما اضطر القوات للتعامل معهم بالغاز المسيل للدموع حتى تم تفريقهم، إلا أن مجموعة منهم تمكنت من إحداث تلفيات في عدد من نوافذ مقر الحزب وزجاج بعض السيارات الموجودة بداخله، لافتا إلى إصابة ضابط من قوة مباحث قسم شرطة الدقي و5 مجندين من قوات الأمن المركزي.
وذكرت مصادر أمنية أنه فور الهجمات عقد وزير الداخلية اجتماعا طارئا مع كبار مساعديه لدراسة إعادة تسليح الشرطة لتمكينها من مواجهة العنف الذي يشهده الشارع المصري في الآونة الأخيرة من استخدام أسلحة نارية ومقذوفات نارية، مشددة على أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لتعقب الجناة وتحديدهم والعمل على ضبطهم.
واكد أبو إسماعيل انه لا تربطه أي علاقة بأحداث مقر حزب الوفد وأن أي محاولات للزج باسمه سيقوم بمقاضاة من يفعلها حتى لو كانت وزارة الداخلية، مؤكدا أنه يستنكر أي محاولات للاعتداء على المقار أو التسبب في الضرر للآخرين، مطالبا بإقالة وزير الداخلية، ومعتبرا أن هذا المطلب «لازم الآن» مضيفا: «ولا يحول دون ذلك أدبه في الحديث ولا حلاوة لفظه أو لياقة تعامله الشخصي والعبرة بأعماله. وقد رأينا فوارق الاحتياطات الأمنية».
وأكد حزب الحرية والعدالة أن الحزب ليست له علاقة بحرق حزب الوفد وأن الزج باسمه محض افتراء وكذب.
وقال عضو ائتلاف دعم المسلمين الجدد الشيخ أبو يحيى لـ «الراي» إن اقتحام مقر حزب الوفد جاء ردا من أبناء الدعوة الإسلامية على من وصفهم بالبلطجية المأجورين من جبهة الإنقاذ الذين حاصروا الشيخ المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وفي ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس وجهت صفحة أبو إسماعيل على «فيسبوك» نداء عاجلا من أنصار الشيخ ومحبيه من أجل النزول إلى البوابة رقم 6 في نادي الصيد في الدقي من أجل حماية الشيخ «من تربص الشرطة له».
وقال منسق حملة «لازم حازم» الشيخ جمال صابر إن أزمة حصار إسماعيل بدأت عندما استوقفت إحدى سيارات الشرطة اثنين من أنصاره أسفل مقر حملته وأنه فور توقيف سيارة الشرطة لهما توجه الشيخ بنفسه إلى الشرطة وقال لهم: «هو النظام القديم لسه موجود.. إنتوا مش هتتغيروا».
وعلى صعيد آخر، وعلى الرغم من قلة الأعداد، توترت الأجواء منذ الساعات الأولى من صباح أمس في ميدان التحرير، على إثر اعتداءات من مجهولين بعد الفجر، ثم انتشار شائعات حول هجوم محتمل في الساعات المقبلة من يوم أمس، وسط اتهامات وجهت من المحتجين والمعتصمين للإخوان بأنهم وراء الهجمات المتتالية على الميدان.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الإخوان محمود غزلان، إن ما تناولته وسائل الإعلام حول قيام 3 ملثمين بإطلاق النار في الهواء على المعتصمين في ميدان التحرير، وإصابة عدد من المعتصمين، ومحاولة البعض إلصاقه بالجماعة، هو أمر غير صحيح.
وسادت حالة من القلق بين المعتصمين في ميدان التحرير، على إثر انتشار اشاعات عن هجوم محتمل على الميدان، فتقرر إغلاق مداخل الميدان ووضع الأسلاك الشائكة الإضافية في جميع الاتجاهات التي تحيط بالميدان، مع زيادة الحراسات على بوابات الدخول المصنوعة من الأسلاك الشائكة.
المعتصمون، قالوا إنهم مستعدون للدفاع عن الاعتصام وصد أي هجوم، وأحضروا العصي والشوم ووقفوا أمام المداخل والمخارج المؤدية للميدان، بعد انتشار موجة الهجوم على مقار الأحزاب والصحف.
وقالت مصادر أمنية مصرية، إن الميدان تعرض لمحاولة هجوم واختراق الحاجز الأمني بجوار المتحف المصري، وعند محاولة توقيفهم ورفضهم إظهار إثبات الهوية، للجان الشعبية التي تعمل على حماية الميدان حدثت مصادمات ما دفع اللجان الشعبية إلى محاولة التحفظ على الشباب المقتحمين، ولكن الاشتباكات تجددت بين الطرفين ونتج عنها إطلاق 3 طلقات خرطوش والتراشق بالحجارة وإصابة عدد من المعتصمين بالميدان بجروح سطحية، وأوقف أمن الميدان شخصين من المقتحمين.


مصدر عسكري لـ «الراي»:  لن نسمح بتكوين «حرس ثوري»

 القاهرة من أحمد عبدالعظيم :
قال مصدر عسكري مصري مسؤول إن الجيش في مصر لن يسمح بتكوين ما يسمى بـ «الحرس الثوري» أو تغيير استراتيجية التسليح وفقا للتوازنات الدولية وظروف المنطقة المحيطة.
وقال المصدر في تصريحات لـ «الراي» إن للقوات المسلحة قواعد وتقاليد راسخة لا تخضع للأهواء الشاذة أو القرارات غير المحسوبة لأنها تعمل دائما وفق إرادة الشعب وتوجيهات الرأي العام المصري، بدليل وقوف الجيش مع ثورة 25 يناير ضد الرئيس السابق حسني مبارك.
وشدد على أن الرئاسة لا تتخذ قرارات تتعلق بالتسليح أو تكوين الجيش، إلا بموافقة المجلس العسكري والمؤسسة العسكرية، لافتا إلى أن فكرة استيراد أسلحة من كوريا الشمالية أمر مستبعد نهائيا، حيث إن الجيش المصري مرتبط بعقود تسليح مع دول معينة أهمها الولايات المتحدة.
تأكيدات المصدر العسكري المصري، جاءت ردا على ما تناقلته الصحف العالمية من نبأ إتمام مصر صفقة صواريخ سكود من كوريا الشمالية، وزعم المحلل الإسرائيلي ريتشارد فيشر أن هذه الصفقة تعني أحد أمرين، إما نيه نظام الرئيس محمد مرسي، التابع لجماعة الإخوان، شن حرب ضد إسرائيل أو إنشاء حرس ثوري على غرار إيران.