قد تأتينا أحياناً ما نعتقد أنها فكرة لمنتج جديد أو لبدء عمل تجاري متميز، ولكن المشكلة في ذلك أن الفكرة في حد ذاتها لا تشكل سوى جزءً ضئيلاً** للغاية من نجاح ما يعرف بعملية "إطلاق المنتج". فزيادة فرص نجاح إطلاق أي منتج أو خدمة مهمة جداً لاستمرار العمل التجاري. وبالرغم من عدم وجود ضمانات محددة للنجاح، إلا أنني سأقدم لكم ما يكفي من المعلومات الأساسية التي يحتاجها أي مبادر، بغض النظر عن نوع المنتج أو الخدمة التي تقومون بإطلاقها.
من الطبيعي أن تنتابك مشاعر الإثارة بشان فكرة تراودك تجاه منتج جديد أو خدمة جديدة. وتعتبر هذه المشاعر بمثابة الوقود الذي يغذي الابتكار والإبداع عند المبادر، ويمكنه أن ينتج أفكار متميزة. بل وقد يكون مسؤولاً عن ميلاد أعمال تجارية جديدة بكاملها. وفي الواقع فإن معظم المؤسسات والشركات تؤسس على منتج جديد أو خدمة جديدة يتم تقديمها. هذا هو الشِق الجيد. أما الشِق غير الجيد، فهو أن معظم المنتجات الجديدة تصادف معدلات إخفاق طبيعية.
فما السبب وراء ذلك؟ بينما قد تتعدد الأسباب وراء إخفاق منتج جديد، فإن خبراء إطلاق المنتجات جون شنايدر وجولي هال أشارا في مقال لهما في "هارفارد بزنس ريفيو" الصادرة في إبريل 2011 إلى ما يلي:

" إن أكبر المشاكل التي واجهناها كانت الافتقار إلى الإعداد الجيد: فالشركات تركز كل جهودها على تصميم وتصنيع المنتجات الجديدة، بحيث تؤجل أعمال الاستعداد لتسويقها بكل ما تنطوي عليه من جدية وعمل شاق إلى وقت متأخر للغاية".
استمع إلى هذه الجملة مرة أخرى، ولاحظ الكلمات: "بحيث تؤجل أعمال الاستعداد لتسويقها بكل ما تنطوي عليه من جدية وعمل شاق" لذا فإنك ستسمع مراراً وتكراراً عن إخفاق المنتجات، ليس لأنها كانت فكرة سيئة، ولكن لأن إطلاقها كمنتج كان ضعيفاً. نعم، حتى الشركات الكبرى التي من المفروض أنها "تعرف أكثر" تقع في هذا الخطأ القاتل.
إذاً، فكيف يمكنك زيادة فرصك في إطلاق المنتج الخاص بك بشكل ناجح، والحد من احتمالات الإخفاق؟ وكيف "تستعد لتسويق" منتج أو خدمة؟ سوف أطلعكم على ثلاث خطوات، تتمحور حول قابلية المنتج للتسويق، وليس تطوير المنتج. وهذه النقاط هي:
1- إجراء بحثاً تفصيليا عن السوق.
2- اصنع نموذجاً للمنتج واختبره.
3- قدم منتجك إلى السوق بطريقة متميزة.
لذا تذكر دائماً، عندما تراجع هذه الخطوات الثلاث بشأن إطلاق المنتج، أن لكل خطوة توقيتها "قبل" أو "بعد" غيرها من الخطوات. فما يأتي قبل الخطوة الأولى هو المفهوم أو فكرة المنتج أو الخدمة، أو تطوير المنتج أو الخدمة. وما يأتي "بعد" الخطوة الثالثة هو المزيد من تطوير المنتج، وخاصة عملية "التنقيح"، القائمة على ما تعلمته من السوق والعملاء.
في الواقع، إن عملية إطلاق المنتجات الحديثة يجب أن تكون عملية مدفوعة بواقع السوق ذلك يؤدي إلى نجاح المنتج، فلابد من وجود عدد كبير من العملاء الراغبين في شرائه. وأتمنى أن تساهم هذه الإطلالة التسويقية في نجاح الجهود التسويقية للمبادرين بشكل خاص وللمؤسسات والشركات بشكل عام.
 
م. خالد غازي الزنكي
KhalidAlZanki@