أعود للقراء بعد توقف قسري بسبب عملية دقيقة لعيني وأوامر الأطباء بعدم إجهادها فترة كافية، وكما وعدتهم قبل الانقطاع بأنني سأعود لأعلق على انتخابات مجلس 2012 وأحللها.
مجلس صوت له من اقتنع بالتصويت، وامتنع البعض الآخر عن التصويت قناعة أو تحت ضغط المعارضة، وبان أثر ذلك بشدة في الدائرتين الرابعة والخامسة، بسبب الإحراج القبلي الاجتماعي على الناخبين والمرشحين، وتم الاختيار ممن تجرأوا على تحدي التشكيك والتخوين والإرهاب فخرج لنا مجلس به الكثيرون الذين نثق بهم وبنزاهتهم ووطنيتهم من القدماء ومن الوجوه الجديدة وإن كان الحلو لا يكتمل، لكن أصبح لدينا مجلس أمة منتخب بنسبة مقبولة، ووجب التعامل معه، ولعل التشكيل الحكومي الجديد بنهج جديد بعيداً عن المحاصصة والترضيات ونال الرضا من غالبية الشعب الكويتي، يكمل أي نقص في مجلس الأمة مع توقعي لتعاون تام وموسع بين السلطتين لإثبات ظلم حكم المعارضة عليها وإثبات كفاءتها.
ونتمنى أن تبدأ المسيرة من دون منغصات ويقبل المعارضون بالأمر الواقع لحين صدور حكم المحكمة الدستورية بصحة مرسوم الضرورة الذي تمت على أساسه انتخابات المجلس أو يعيد النواب المرسوم وهذا أمر غير متوقع، فقبلهم وافق نواب مجلس 1981 على مرسوم الضرورة بتحويل الكويت من 10 دوائر إلى 25 دائرة، وليس من العقل والمنطق أن يغلق أحدهم طريقاً جاء منه، ولكن ما نسمع وما يشاع من إجراءات وتصرفات تنوي المعارضة القيام بها لإفساد جلسة الافتتاح أمر يرفضه الشارع الكويتي وحتى أكثرية أعضاء المعارضة لما فيها من مخالفة للقانون والأعراف الديموقراطية والعادات الكويتية، متمنين عليهم إعطاء الحكومة والمجلس الفرصة والوقت والحكم عليهما بالنجاح والفشل بعد التجربة بعيداً عن الأحكام المسبقة، لأنه لا من مصلحة الوطن ولا قبول الشارع الكويتي بمبدأ احتكار الوطنية والشرف وتوزيع الاتهامات بلا دليل. قلنا وكررنا ان النزول للشارع خصوصا في الليل ووجود شباب صغير السن متحمس أمر لا تحمد عقباه وأنه لعب بالنار لا ندري متى يحرق البلد ويثير الفوضى.
فهل تسود روح العقل والتعاون بين الطرفين لمصلحة الوطن؟ فالكويت كلها تضع يديها على قلبها خوفاً مما سيجري اليوم عند افتتاح أولى جلسات مجلس الأمة الجديد، والله يستر.

مبارك مزيد المعوشرجي