| ثريا البقصمي |
/> البرلمان التركي... قامت قيامته ولم تقعد بسبب المسلسل التلفزيوني الشهير «حريم السلطان»، وهناك محاولات مستميته لمنعه، وهذا أمر يدعو للحيرة، فالمسلسل المشكلة قدم لتركيا دعاية سياحية لا مثيل لها، ومعظم الزوار العرب لا يخلو برنامجهم السياحي من زيارة مواقع تصوير أشهر المسلسلات التركية مثل قصر السلطان ومطعم فاطمة، وإلخ.
/>والمسلسل التاريخي يقدم وضعاً اجتماعياً كان سائداً في القرون الماضية، حيث تمتلئ قصور السلاطين والأمراء بالجواري والغلمان والقوادين وتجار البشر، وكانت أسواق النخاسة منتشرة في عالمنا العربي ولم يتم منعها إلاّ في خمسينات القرن الماضي.
/>وكانت القصور بؤرة عذاب بشري ضحيّته الأنثى، وعندما تلد الجارية طفلاً كان أبوه السلطان يتأمّله، إذا أعجبه منحه لقب أمير، وإذا لم يستلطفه تركه ليبقى لمصيره المشؤوم ليبقى عبداً.
/>مسلسل حريم السلطان من أجمل المسلسلات التاريخية، الممثلون شديدوا الاحتراف، وبطلة المسلسل «هيام» كأنها صحن مهلبية عثمانية.
/>وتاريخ تركيا الحديثه يبيّن كيف قضت ثورة الزعيم « كمال أتاتورك « على سلطنة الرجل المريض والحكم العثماني البغيض الذي جثم على صدر العالم العربي والإسلامي قرابة الأربعمئة عام، ومن ينسى مئات الحكايات عن الدسائس والمؤامرات التي تحاك في قصور السلاطين والأمراء، وحكاية « شجرة الدر» التي قتلت بقباقيب الجواري، وعندما يكون الحاكم منغمساً بملذاته وحاشيته تتحكم بمصير الشعب وتخفى عنه الحقائق وبعدها يطير رأسه أو كرسيه.
/>مسلسل «حريم السلطان» عمل درامي فنّي مبتكر يستحق المشاهدة وليس المنع، وعلى البرلمان التركي أن ينشغل بأمور أكثر أهمية من دلع هيام ونحاسة ضرّتها.
/>* كاتبة وفنانة تشكيلية
/> g_gallery1@hotmail.com
/>