قد تكون مسيرات كرامة وطن الثلاثة التي سبقت الانتخابات البرلمانية قد ادت دورا مهما في عزوف اعداد كبيرة من الناخبين عن الادلاء بأصواتهم بموجب قناعاتهم، لكن اليوم وقد ظهرت نتائج الانتخابات ووصل من وصل الى البرلمان فإن الحديث عن اسقاط المجلس عن طريق التظاهرات والتصريحات والاحتجاجات هي فكرة سخيفة لا تنطلي على احد، فكيف سيتم اسقاط المجلس عن طريق تلك الممارسات المقززة وزج الاطفال والشباب في اتون الفوضى والعنف الذي نشاهده والذي يقوده وللاسف بعض الكبار الذين كانت الفرصة سانحة لهم للوصول الى المجلس وفرض التغيير؟!
ومتى يدرك هؤلاء الكبار بأنهم قد فشلوا في طريقة فرض إرادتهم على الشعب وان الطريق الذي سلكوه كان خاطئا كما ذكرنا مرارا وتكرارا، وهذا لا يعني ان قضيتهم فاشلة ولكنهم استبدلوا الاسلوب الصحيح في الوصول الى مرادهم الى ممارسات شاذة نفرت الناس منهم ودفعتهم لمعاندتهم.
يحاول البعض المجادلة باستخدام لغة الارقام لمن ذهبوا الى صناديق الاقتراع ويشكك في صحة الارقام الرسمية لإثبات ان المقاطعة كانت ناجحة بجميع المعايير ولكنهم ينسون بأن القضية ليست مرتبطة بالاعداد فقط ولكن بمدى قناعة الناس بالمشاركة.
ويجب ان يتذكر هؤلاء المقاطعون بأن الدوائر الثلاث الداخلية قد رفضت دعوتهم للمقاطعة وتوجهت للاقتراع بنسب تقارب نسب الانتخابات السابقة وهي برهان قاطع على فشل تحركات المقاطعة في التأثير على غالبية الشعب بالرغم من حشدهم لجميع إمكاناتهم، وبالرغم من ان امتداد التجمعات الليبرالية مثل المنبر الديموقراطي وغيرها كان كله في مناطق الحضر الداخلية.
اما بالنسبة للدائرتين الرابعة والخامسة فهما اللتان اثرتا فعلا في انجاح المقاطعة وذلك لوقوف القبائل الكبيرة ضد الترشح والانتخاب وبذلك فإن المقاطعة هي مقاطعة اجتماعية وليست سياسية اذ تسبب الضغط الاجتماعي على افراد القبائل في ابتعاد اكثرهم عن الذهاب للتصويت ناهيك عن الترشيح، وقد شاهدنا من ذهبوا متلثمين للتصويت خوفا من انكشاف هويتهم.
اذا فكل ما انجزته حملة المقاطعة العنيفة هو ان اخرجت لنا مجلسا مليئا بالعيوب والمثالب مهما تنصلت من هذا الفعل، ثم هي اليوم تقاتل من اجل اسقاطه!! ما اجمل ما قاله الاخ جاسم الخرافي بأننا اليوم «نبكي على اللبن المسكوب» وبالطبع لن نستطيع ارجاعه الى الإناء.
ان امام المقاطعة فرصة واحدة وهي ان تصدر المحكمة الدستورية حكما ببطلان مرسوم الضرورة بالصوت الواحد، وبذلك نستطيع العودة لترتيب البيت الكويتي من جديد، اما اذا حصنت المحكمة ذلك المرسوم فيجب على المقاطعة ان تتقبل النتائج بصدر رحب وان ترجع الى الحق (فالرجوع الى الحق فضيلة) ليست هذه نهاية التاريخ ولكن لا بد من استيعاب الدروس والعبر من تلك الاحداث المهمة واولها ان الفوضى والعنف والمظاهرات غير المنظمة لا يمكنها أن تخلق نظاما محكما وان المواطن الكويتي ليس آلة صماء يتم برمجتها كما يشتهي البعض بل لا بد من احترام عقولنا وارادتنا الحرة، وان تخويف الناس بالربيع العربي الآتي هو ضحك على الذقون.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
ومتى يدرك هؤلاء الكبار بأنهم قد فشلوا في طريقة فرض إرادتهم على الشعب وان الطريق الذي سلكوه كان خاطئا كما ذكرنا مرارا وتكرارا، وهذا لا يعني ان قضيتهم فاشلة ولكنهم استبدلوا الاسلوب الصحيح في الوصول الى مرادهم الى ممارسات شاذة نفرت الناس منهم ودفعتهم لمعاندتهم.
يحاول البعض المجادلة باستخدام لغة الارقام لمن ذهبوا الى صناديق الاقتراع ويشكك في صحة الارقام الرسمية لإثبات ان المقاطعة كانت ناجحة بجميع المعايير ولكنهم ينسون بأن القضية ليست مرتبطة بالاعداد فقط ولكن بمدى قناعة الناس بالمشاركة.
ويجب ان يتذكر هؤلاء المقاطعون بأن الدوائر الثلاث الداخلية قد رفضت دعوتهم للمقاطعة وتوجهت للاقتراع بنسب تقارب نسب الانتخابات السابقة وهي برهان قاطع على فشل تحركات المقاطعة في التأثير على غالبية الشعب بالرغم من حشدهم لجميع إمكاناتهم، وبالرغم من ان امتداد التجمعات الليبرالية مثل المنبر الديموقراطي وغيرها كان كله في مناطق الحضر الداخلية.
اما بالنسبة للدائرتين الرابعة والخامسة فهما اللتان اثرتا فعلا في انجاح المقاطعة وذلك لوقوف القبائل الكبيرة ضد الترشح والانتخاب وبذلك فإن المقاطعة هي مقاطعة اجتماعية وليست سياسية اذ تسبب الضغط الاجتماعي على افراد القبائل في ابتعاد اكثرهم عن الذهاب للتصويت ناهيك عن الترشيح، وقد شاهدنا من ذهبوا متلثمين للتصويت خوفا من انكشاف هويتهم.
اذا فكل ما انجزته حملة المقاطعة العنيفة هو ان اخرجت لنا مجلسا مليئا بالعيوب والمثالب مهما تنصلت من هذا الفعل، ثم هي اليوم تقاتل من اجل اسقاطه!! ما اجمل ما قاله الاخ جاسم الخرافي بأننا اليوم «نبكي على اللبن المسكوب» وبالطبع لن نستطيع ارجاعه الى الإناء.
ان امام المقاطعة فرصة واحدة وهي ان تصدر المحكمة الدستورية حكما ببطلان مرسوم الضرورة بالصوت الواحد، وبذلك نستطيع العودة لترتيب البيت الكويتي من جديد، اما اذا حصنت المحكمة ذلك المرسوم فيجب على المقاطعة ان تتقبل النتائج بصدر رحب وان ترجع الى الحق (فالرجوع الى الحق فضيلة) ليست هذه نهاية التاريخ ولكن لا بد من استيعاب الدروس والعبر من تلك الاحداث المهمة واولها ان الفوضى والعنف والمظاهرات غير المنظمة لا يمكنها أن تخلق نظاما محكما وان المواطن الكويتي ليس آلة صماء يتم برمجتها كما يشتهي البعض بل لا بد من احترام عقولنا وارادتنا الحرة، وان تخويف الناس بالربيع العربي الآتي هو ضحك على الذقون.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com