| د. حسن عبدالله عباس |
كنت بصدد الحديث عن مقالة النيباري الاربعاء الماضي لكن سبقني في التعليق زميلنا جعفر رجب. لا بأس بالمزيد كونها مقالة بحق تعاني من ضعف ويصعب تمريرها لمجرد أن كاتبها نائب سابق بوزن عبدالله النيباري، كما تعكس رأي حركة قوية كالمنبر كونه رئيسها السابق.
لنبدأ بالمنبر الذي دعا الخميس الفائت «السلطة إلى قراءة أبعاد مقاطعة 60 في المئة من الشعب». من المعيب على قوة سياسية كبيرة كالمنبر أن تتحدث بأسلوب يستغفل الناس، فهي لم تعودنا على هذا الشكل من المستوى. فكيف حَسِب المنبر المقاطعة بنسبة 60 في المئة؟ أعلم أنهم يقصدون نسبة المشاركة 40 في المئة، ولكن متى كان الكويتيون يشاركون بنسبة 100 في المئة حتى تكون المقاطعة 60 في المئة؟ أليست نسب المشاركة دائما لم تتجاوز الستين أو السبعين بالمتوسط؟ وإن كان الامر كذلك، لماذا سكتم دائما بالماضي عن «مقاطعة» 30 في المئة من الشعب وبشكل دائم؟!
هذا الكلام نوجهه إلى النيباري ايضا الذي أبرز رقما أكثر تشاؤميا وأن المشاركة بلغت 38.5 في المئة والمقاطعة بحسبه كانت ناجحة وبلغت 61 في المئة. فلو أردنا الدقة هنا نقول بأن نسبة المشاركة الدائمة كانت بالمتوسط حوالي 65 في المئة من الشعب. وإذا حسبنا من شاركوا هذه المرة مقارنة بهذه النسبة لوجدنا أن الثلث هو من قاطع والثلثين هم من شاركوا!
لن أكابر وأتفق مع النيباري بأن نسبة نجاح المرشح حينما تكون عالية أفضل من دون الخوض في تفاصيل الارقام التي رماها على مسامعنا. لكن كلامه يصلح ويجوز ومقبول في مجتمعات تخلو من الامراض الاجتماعية التي لدينا. فمن الخطأ ان نقارن الكويت بأميركا كون الشعب هناك يمارس الديموقراطية وهو خال من أمراض الفرعيات والمال السياسي والمذهبية والطائفية والحقد المشحون. فهناك الارقام تختلف عن الارقام لدينا، فهل أحتاج أن أقول بأن ارتفاع الرقم عندنا ليس بالضرورة يعني التمثيل بقدر ما يعني التعصب والعنصرية والفرعيات!
اللافت في حديث النيباري أنه بنى تحليله على فرضيات ليست بالضرورة صحيحة، واستنتاجاته بالتالي مهزوزة ومشكوك فيها. دعني أعطيك مثالين من كلامه. مثلا يقرر هو من عند نفسه أن نسبة الشيعة 20 في المئة وينطلق للاستنتاجات، لكن «هوب» تعال قل لنا كيف عرفت أنهم الخُمس مع أن المعروف والتقارير الدولية تؤكد أنهم الثُّلث!
الشيء الثاني وامتدادا للنقطة السابقة، لا أدري كيف توصل وعرف أن مشاركة الشيعة بلغت النصف؟! ولماذا صدّق أن الشيعة جميعهم شاركوا؟ وكيف عرف أن جميع المشاركين الشيعة صوتوا لنواب شيعة؟ وكيف عرف أن كل المشاركين السنة صوتوا لنواب سنة (ساعدني يالصديق «يالسكّين يالكندري» وقولهم ليش عطيت القلاف)!؟ ثم ما النقص في الشيعة حتى يُفرز لهم باب خاص في نقاشك وتستقل رأيهم وثقلهم؟!
توقعت أن يكون هذا الكلام من الدويلة أو الطبطبائي، لكن أن أسمع لجانب الاخوان والسلفية العلمية والسلفية الجهادية تياراً جديداً «التقدمي السلفي»، فهذه من علامات آخر الزمان!
hasabba@hotmail.com
كنت بصدد الحديث عن مقالة النيباري الاربعاء الماضي لكن سبقني في التعليق زميلنا جعفر رجب. لا بأس بالمزيد كونها مقالة بحق تعاني من ضعف ويصعب تمريرها لمجرد أن كاتبها نائب سابق بوزن عبدالله النيباري، كما تعكس رأي حركة قوية كالمنبر كونه رئيسها السابق.
لنبدأ بالمنبر الذي دعا الخميس الفائت «السلطة إلى قراءة أبعاد مقاطعة 60 في المئة من الشعب». من المعيب على قوة سياسية كبيرة كالمنبر أن تتحدث بأسلوب يستغفل الناس، فهي لم تعودنا على هذا الشكل من المستوى. فكيف حَسِب المنبر المقاطعة بنسبة 60 في المئة؟ أعلم أنهم يقصدون نسبة المشاركة 40 في المئة، ولكن متى كان الكويتيون يشاركون بنسبة 100 في المئة حتى تكون المقاطعة 60 في المئة؟ أليست نسب المشاركة دائما لم تتجاوز الستين أو السبعين بالمتوسط؟ وإن كان الامر كذلك، لماذا سكتم دائما بالماضي عن «مقاطعة» 30 في المئة من الشعب وبشكل دائم؟!
هذا الكلام نوجهه إلى النيباري ايضا الذي أبرز رقما أكثر تشاؤميا وأن المشاركة بلغت 38.5 في المئة والمقاطعة بحسبه كانت ناجحة وبلغت 61 في المئة. فلو أردنا الدقة هنا نقول بأن نسبة المشاركة الدائمة كانت بالمتوسط حوالي 65 في المئة من الشعب. وإذا حسبنا من شاركوا هذه المرة مقارنة بهذه النسبة لوجدنا أن الثلث هو من قاطع والثلثين هم من شاركوا!
لن أكابر وأتفق مع النيباري بأن نسبة نجاح المرشح حينما تكون عالية أفضل من دون الخوض في تفاصيل الارقام التي رماها على مسامعنا. لكن كلامه يصلح ويجوز ومقبول في مجتمعات تخلو من الامراض الاجتماعية التي لدينا. فمن الخطأ ان نقارن الكويت بأميركا كون الشعب هناك يمارس الديموقراطية وهو خال من أمراض الفرعيات والمال السياسي والمذهبية والطائفية والحقد المشحون. فهناك الارقام تختلف عن الارقام لدينا، فهل أحتاج أن أقول بأن ارتفاع الرقم عندنا ليس بالضرورة يعني التمثيل بقدر ما يعني التعصب والعنصرية والفرعيات!
اللافت في حديث النيباري أنه بنى تحليله على فرضيات ليست بالضرورة صحيحة، واستنتاجاته بالتالي مهزوزة ومشكوك فيها. دعني أعطيك مثالين من كلامه. مثلا يقرر هو من عند نفسه أن نسبة الشيعة 20 في المئة وينطلق للاستنتاجات، لكن «هوب» تعال قل لنا كيف عرفت أنهم الخُمس مع أن المعروف والتقارير الدولية تؤكد أنهم الثُّلث!
الشيء الثاني وامتدادا للنقطة السابقة، لا أدري كيف توصل وعرف أن مشاركة الشيعة بلغت النصف؟! ولماذا صدّق أن الشيعة جميعهم شاركوا؟ وكيف عرف أن جميع المشاركين الشيعة صوتوا لنواب شيعة؟ وكيف عرف أن كل المشاركين السنة صوتوا لنواب سنة (ساعدني يالصديق «يالسكّين يالكندري» وقولهم ليش عطيت القلاف)!؟ ثم ما النقص في الشيعة حتى يُفرز لهم باب خاص في نقاشك وتستقل رأيهم وثقلهم؟!
توقعت أن يكون هذا الكلام من الدويلة أو الطبطبائي، لكن أن أسمع لجانب الاخوان والسلفية العلمية والسلفية الجهادية تياراً جديداً «التقدمي السلفي»، فهذه من علامات آخر الزمان!
hasabba@hotmail.com