| كتبت غادة عبدالسلام |
شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، على أن الكويت ليس لديها أي حساسية من «الربيع العربي» أو أي امر يتعلق بالاصلاحات والحريات، لافتا إلى أن الكويتيين يلتفون حول وثيقة الدستور، التي تتضمن كل ما يتعلق بالحريات وتنظم العلاقة بين السلطات وتشمل كل ما يتطلع له أي شعب، مشددا على أن «هامش الحريات وسقف حرية التعبير مكفولة ونرحب بأي تعليق واي ملاحظة ووجهة نظر»، فيما أشاد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بالتقدم في العملية الديموقراطية في الكويت، لما تشهده من انفتاح كبير وحرية للجميع ورعاية المؤسسات الديموقراطية، وحماية الحريات الأساسية فيها قائلا «وهو الأمر الذي ساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة» في الكويت.
ووصف بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ صباح الخالد مساء أمس الأول، في مقر الوزارة بمناسبة زيارته للبلاد، الانتخابات البرلمانية التي شهدتها الكويت اخيرا بـ«الانجاز الكبير الذي أظهر التزاما كبيرا في العملية الديموقراطية من خلال المرشحين، الذين تم اختيارهم في هذا البرلمان»، داعيا أطياف المجتمع كافة الى الانخراط في حوار شامل وبناء لتحقيق مصلحة الشعب الكويتي.
وقال ان زيارته لدولة الكويت تأتي «لتعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والكويت.. ولأظهر التزامي في عملية تطبيع العلاقات بين دولة الكويت وجمهورية العراق»، مشيرا الى اجتماعاته «المثمرة جدا» مع صاحب السمو أمير البلاد، بحضور سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، وايضا اجتماعاته مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وعدد من الوزراء.
وأعرب بان كي عن الشكر لدولة الكويت على دعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة، واستضافتها منظمات ومكاتب الأمم المتحدة وبعثاتها خلال فترة «الحرب» في أفغانستان والعراق، وتبرعها لاستضافة مبنى الأمم المتحدة في الكويت. واشار الى الاحترام الشديد الذي تحظى به دولة الكويت في الأمم المتحدة لمساهماتها الفاعلة في دعم مساعي السلام والأمن والتنمية وحقوق الانسان عن طريق المساعدات الانسانية التي تقدمها وتترك بدورها اثرا كبيرا على مستوى المنطقة.
وتوجه بالشكر الخاص للانشطة المتعددة التي يقوم بها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومساهماته التي قدمها لعدد من الدول في بناء الكثير من المنشآت وتقديم مياه الشرب النظيفة والمنح العديدة في هذا المجال.
وحول العلاقات الكويتية - العراقية، اوضح بان ان العلاقات بين الجانبين «في طور اعادة التطبيع بما يضمن استقرار الكويت في المنطقة»، مؤكدا التزامه التام في هذا الصدد والتزام السلطات الكويتية بجميع التزاماتها على المستوى الدولي.
وقال ان الفرصة الآنية تاريخية لتطبيع العلاقات بين البلدين، مضيفا انه سيزور العراق وينقل الرسالة نفسها التي بحثها في الكويت.
وردا على سؤال حول ما يتردد من فشل مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الاخضر الابراهيمي للتوصل الى حل للازمة السورية، أعرب السكرتير العام عن القلق لاستمرار «دائرة العنف والتردي المزري جدا وغير المقبول» في سورية، والذي خلف الاف الضحايا في الاشهر العشرين الاخيرة.
وقال ان الابراهيمي «كان منخرطا بشكل جاد وفعال بين الاطراف المعنية لاسيما مع اعضاء مجلس الامن والبلدان في هذه المنطقة، واصحاب المصلحة والمعنيين في القضية»، بيد انه استدرك قائلا «لكن لسوء الحظ اطراف هذه الازمة (الحكومة السورية واطراف المعارضة) مستمران في اعتقادهما باستمرارية الخيارات العسكرية»، مؤكدا ان الخيار العسكري لا يمكن ان يكون الحل لهذه الازمة و«يجب وضع حد لدائرة العنف في هذا البلد التي خلفت الآلاف من القتلى والمشردين».
وناشد السكرتير العام جميع الدول التي قد يكون لها تأثير على الحكومة السورية والمعارضة على «بذل قصارى الجهد لوقف هذا العنف».
ودعا الى حل جميع المشاكل العالقة «من خلال الحوار السياسي ومن خلال العملية السياسية باحترام الرغبات والتطلعات الحقيقية للشعب السوري».
وأشار الى التزام الأمم المتحدة والجامعة العربية ومتابعة تكليفهما «للمثل المشترك لتحقيق السلام» مجددا قلقه حيال الوضع الانساني هناك «حيث يوجد حوالي ثلاثة ملايين نسمة نزحوا داخل سورية وما يقارب النصف مليون نسمة أصبحوا لاجئين في أربع دول مجاورة».
وقال بان أنه سيزور (اليوم وغدا) مخيمات اللاجئين «لكي ارسل رسالة من الأمم المتحدة تدل على تعاضدنا مع المتضررين من هذه الازمة، ولأرفع مستوى الدعم الانساني لهم»، معبرا عن شكره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد لدعمه الكريم للاجئين السوريين، وذلك في اشارة الى المنحة المالية التي قدمتها الكويت اخيرا لدعم اللاجئين السوريين.
وعن موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على منح فلسطين صفة عضوا مراقبا في الامم المتحدة قال بان ان «هذا تطور هام وكبير وسيساهم في تحسين الوضع بشكل كبير».
ولفت الى أنه طلب من حضرة صاحب السمو أمير البلاد ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، مواصلة تقديم الدعم للفلسطينيين، لاسيما وأنهم «يعانون من نقص كبير في الموارد المالية»، معبرا عن امتنانه للكثير من الدول العربية بما فيها الكويت «التي كانت دائما لها الريادة في تقديم مثل هذه المساعدات السخية».
من جهته ثمن الشيخ صباح الخالد الزيارة والدور الهام الذي يلعبه السكرتير العام للامم المتحدة لحل ومتابعة القضايا بين دولة الكويت وجمهورية العراق.
واشار الى لقاءات السكرتير العام للامم المتحدة بحضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، والتي استعرض فيها علاقة دولة الكويت بالامم المتحدة وتم خلالها ايضا التباحث حول جميع الامور والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وبين ان زيارة السكرتير العام للامم المتحدة الى الكويت، تأتي «في ظل ظروف سياسية وانسانية معقدة تشهدها وتعيشها منطقة الشرق الاوسط، كالوضع في سورية والقضية الفلسطينية واليمن»، مشيرا الى ما شهدته الجلسة الاخيرة الجمعية العامة للامم المتحدة بحصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو بأغلبية 138 صوتاً.
واشاد الشيخ صباح الخالد بمساعي السكرتير العام «لتنسيق العمل الدولي لمواجهة التحديات والمخاطر العالمية كظاهرة تغير المناخ والامن الغذائي والقضاء على الفقر والتنمية المستدامة».
واكد دعم دولة الكويت ومساندتها لكافة الجهود التي تبذلها الامم المتحدة للقضاء على الفقر ومكافحة الارهاب ونزع السلاح، وتأييدها لكافة مساعي السكرتير العام لتعزيز كفاءة وفعالية اجهزة الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومواءمتها لمواكبة المتغيرات والمستجدات على الساحة الدولية.
وفي ما يخص الملفات العالقة بين الكويت والعراق، قال الشيخ صباح الخالد «كان هناك بحث مطول ومعمق مع السكرتير العام للامم المتحدة حول العلاقة بين دولة الكويت وجمهورية العراق».
وافاد في هذا السياق ان السكرتير العام متابع للتطورات الايجابية التي حدثت هذا العام منذ زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت في 14 مارس الماضي، وزيارة حضرة صاحب السمو امير البلاد التاريخية لبغداد في 29 من مارس، للمشاركة في القمة العربية، مبينا انه تبع ذلك اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين.
واوضح ان وفد الكويت المشارك في هذا الاجتماع ضم خمسة وزراء وعدة جهات في الدولة، لبحث العلاقات الثنائية ورسم خارطة طريق للتعامل في حل جميع القضايا العالقة بين البلدين.
واكد حرص السكرتير العام للامم المتحدة على ان تشهد العلاقة بين البلدين مزيداً من التعاون والمحافظة على هذا النسق وامله بان تنتهي نتائج هذه الاجتماعات بشكل ايجابي كما بدأت مجددا التأكيد على حرص السكرتير العام ان يستمر البحث في كل القضايا العالقة التي تم الاتفاق عليها في اللجنة المشتركة بين البلدين.
واوضح الشيخ صباح الخالد ان موضوعي الأسرى والتعويضات الكويتية من الالتزامات الدولية، وفقا للفصل السابع من الميثاق مع العراق، الذي نفذ كثيرآ من الاستحقاقات المترتبة بموجب قرارات مجلس الامن.
واعرب عن الامل بان يستكمل العراق ما تبقى عليه من التزامات «ومنها صيانة العلامات الحدودية وتعويض المزارعين وبذل مزيد من الجهود للعثور على رفاة المفقودين الكويتيين وغيرهم والممتلكات والارشيف الوطني الكويتي»، مشيدا بتعاون العراق الايجابي في التعامل مع موضوع التعويضات ووفائه بكل التزاماته في هذا الشأن.
وردا على سؤال حول ما اثاره احد المسؤولين العرب عن اقتراب الربيع العربي من الكويت ومدى اعتبار هذا تدخلا في الشؤون الداخلية، قال الشيخ صباح الخالد، ان الكويت ليس لديها أي حساسية من ذكر موضوع ربيع عربي، واي امر يتعلق بالاصلاحات والحريات، مؤكدا ان وثيقة الدستور التي نلتف حولها «تشمل وتتضمن كل ما يتعلق بالحريات وينظم العلاقة بين السلطات ويشمل كل ما يتطلع له أي شعب».
واكد صباح الخالد ان هامش الحريات وسقف حرية التعبير في الكويت مكفولة «ونرحب بأي تعليق واي ملاحظة ووجهة نظر، طالما انها تعبر عن رأي او فكرة في أي مجال من المجالات».
... ويلتقي رئيس الجمعية العامة
ويتلقى رسالة من القربي
كونا- التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، برئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة السابعة والستين فوك يريميتش، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لدولة الكويت. وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات التي تتصدر اهتمامات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. وحضر اللقاء مدير إدارة المنظمات الدولية السفير جاسم مبارك المباركي والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي.
وغادر يريميتش البلاد صباح أمس. وكان الشيخ صباح الخالد على رأس مودعيه في المطار.
وتلقى صباح الخالد رسالة خطية من وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبدالله القربي، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا محل الاهتمام المشترك.
تعيين الدكتور عبدالله المعتوق
ممثلاً للشؤون الإنسانية
أشار الشيخ صباح الخالد الى استمرار دعم الكويت لانشطة الامم المتحدة كافة، لاسيما في المجال التنموي والانساني «وذلك من خلال تسديد انصبتها في الميزانية العامة وميزانية حفظ السلام، اضافة الى تقديم المساعدات المالية اللازمة في وقت حدوث الكوارث الطبيعية والازمات الانسانية».
واعرب عن الشكر للسكرتير العام على اختيار دولة الكويت، ممثلة في المجال الانساني بتعيين الدكتور عبدالله المعتوق ممثلاً للسكرتير العام في الشؤون الانسانية.
صباح الخالد
أولم لبان
على العشاء
ودع الشيخ صباح الخالد صباح أمس في مطار الكويت بان كي مون، الذي اختتم زيارته الرسمية لدولة الكويت.
وشارك بالتوديع عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وكان الشيخ صباح الخالد أعلن عن ترحيبه بزيارة بان كي مون الى البلاد، في ثاني زيارة رسمية له في غضون اشهر قليلة، مما يشير الى موقع الكويت المهم في اهتمامات المنظمة الدولية، وذلك خلال مأدبة عشاء عمل اقامها الشيخ صباح الخالد للضيف والوفد المرافق له الليلة قبل الماضية في مبنى وزارةالخارجية.
وناقش الجانبان خلال المأدبة اخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، علاوة على مناقشة آخر المستجدات المتعلقة باستكمال العراق للقرارات الدولية ذات الصلة.
وحضر المأدبة كل من المستشار بالديوان الاميري محمد ابوالحسن، ووكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله، وسفير دولة الكويت لدى العراق الفريق ركن متقاعد علي المؤمن، ومدير مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد، ومدير ادارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية جاسم المباركي، ومدير ادارة المراسم السفير ضاري العجران، ومدير ادارة مكتب الوكيل الوزير المفوض ايهم العمر ومندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة منصور عياد العتيبي، وسفير دولة الكويت لدى سورية عزيز الديحاني، ونائب مدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الوزير المفوض صالح اللوغاني.
شارك السفارة التايلندية احتفالها بالعيد الوطني
الرومي عن زيارة بان كي مون:
نأمل منها خيراً على صعيد علاقاتنا مع العراق
كتبت غادة عبدالسلام:
أكد مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية السفير محمد المجرن الرومي أن اللقاءات التي تجمع بين الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولين الكويتيين تكون دائماً نتائجها جيدة، لافتا الى انه تم التطرق الى الكثير من المواضيع المهمة والأمور المتعلقة بالعلاقات الكويتية-العراقية خلال زيارة بان كي مون للبلاد.
وأشار السفير الرومي خلال تصريح للصحافين على هامش مشاركته في الاحتفال الذي أقامته سفارة تايلند مساء اول من أمس في فندق الكراون بلازا بمناسبة عيدها الوطني أن هناك تفاؤلا بأن تساهم زيارة بان كي مون الىالكويت في إيجاد الآليات المناسبة لحلحلة كل القضايا العالقة بين البلدين، قائلا «نأمل خيرا من هذه الزيارة».
وفي رده على تصريحات رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي عن اقتراب الربيع العربي من الكويت، أكد الرومي رفض الكويت المطلق لأي تدخل في شؤونها الداخلية، وخصوصا أن الكويت تحترم الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها، مذكرا بأن الكويت دولة ديموقراطية منذ فجر الاستقلال، حيث تم تأسيس المجلس التأسيسي واجريت الانتخابات البرلمانية الحرة بالبلاد في أوائل فترة الستينات من القرن الماضي.
وبالعودة إلى أجواء المناسبة، أشاد الرومي بالعلاقات الكويتية-التايلندية التي وصفها بالطيبة والمتينة وخصوصا أن السنة المقبلة ستشهد مرور 40 عاما على انطلاق تلك العلاقات التي هي في مجملها جيدة في جميع المجالات، لافتا إلى أن هذه العلاقات توجت بزيارة رئيسة وزراء تايلند للبلاد أثناء مشاركتها في مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي وكان وجودها ووجود القادة الذين شاركوا في هذا التجمع الآسيوي الفريد من نوعه أكبر أثر في النجاح الذي تحقق.
وذكر الرومي انه بعد انتهاء المؤتمر قامت رئيسة وزراء تايلند بزيارة رسمية الى الكويت وعقدت مباحثات مع الجانب الكويتي ترأسها سمو رئيس الوزراء، وكانت نتائج تلك المحادثات مشرفة وإيجابية.
وأشاد بالدور الكبير الذي قامت به تايلند بصفتها المنسق العام لحوار التعاون الآسيوي من جهود في سبيل الإعداد مع الكويت في هذا المؤتمر، لافتا إلى أن هناك آلية للعمل المستقبلي بحيث تحتضن الكويت مقر الأمانة العامة لحوار التعاون الاسيوي، وأن القمة الثانية ستكون عام 2015 في تايلند.
من جانبه، وصف السفير التايلندي لدى الكويت سوراساك جياسوكونتيب العلاقات بين بلاده والكويت بالمتميزة والقديمة التي ترجع الى عام 1963 حين بدأت معها أولي مراحل التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، مشيرا إلى أن البلدين خاضا معا علاقات من الصداقة أمتدت لزمن طويلة وانعكست في النهاية بالإيجاب على طبيعة العلاقة بينهما.
وأعرب السفير سوراساك عن أمله أن يستمر البلدان بالعمل عن قرب نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار بما يخدم مصالح البلدين، لافتا إلى أن عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تاياند في العام الحالي بلغ 60 ألف سائح.
شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، على أن الكويت ليس لديها أي حساسية من «الربيع العربي» أو أي امر يتعلق بالاصلاحات والحريات، لافتا إلى أن الكويتيين يلتفون حول وثيقة الدستور، التي تتضمن كل ما يتعلق بالحريات وتنظم العلاقة بين السلطات وتشمل كل ما يتطلع له أي شعب، مشددا على أن «هامش الحريات وسقف حرية التعبير مكفولة ونرحب بأي تعليق واي ملاحظة ووجهة نظر»، فيما أشاد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بالتقدم في العملية الديموقراطية في الكويت، لما تشهده من انفتاح كبير وحرية للجميع ورعاية المؤسسات الديموقراطية، وحماية الحريات الأساسية فيها قائلا «وهو الأمر الذي ساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة» في الكويت.
ووصف بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ صباح الخالد مساء أمس الأول، في مقر الوزارة بمناسبة زيارته للبلاد، الانتخابات البرلمانية التي شهدتها الكويت اخيرا بـ«الانجاز الكبير الذي أظهر التزاما كبيرا في العملية الديموقراطية من خلال المرشحين، الذين تم اختيارهم في هذا البرلمان»، داعيا أطياف المجتمع كافة الى الانخراط في حوار شامل وبناء لتحقيق مصلحة الشعب الكويتي.
وقال ان زيارته لدولة الكويت تأتي «لتعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والكويت.. ولأظهر التزامي في عملية تطبيع العلاقات بين دولة الكويت وجمهورية العراق»، مشيرا الى اجتماعاته «المثمرة جدا» مع صاحب السمو أمير البلاد، بحضور سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، وايضا اجتماعاته مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وعدد من الوزراء.
وأعرب بان كي عن الشكر لدولة الكويت على دعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة، واستضافتها منظمات ومكاتب الأمم المتحدة وبعثاتها خلال فترة «الحرب» في أفغانستان والعراق، وتبرعها لاستضافة مبنى الأمم المتحدة في الكويت. واشار الى الاحترام الشديد الذي تحظى به دولة الكويت في الأمم المتحدة لمساهماتها الفاعلة في دعم مساعي السلام والأمن والتنمية وحقوق الانسان عن طريق المساعدات الانسانية التي تقدمها وتترك بدورها اثرا كبيرا على مستوى المنطقة.
وتوجه بالشكر الخاص للانشطة المتعددة التي يقوم بها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومساهماته التي قدمها لعدد من الدول في بناء الكثير من المنشآت وتقديم مياه الشرب النظيفة والمنح العديدة في هذا المجال.
وحول العلاقات الكويتية - العراقية، اوضح بان ان العلاقات بين الجانبين «في طور اعادة التطبيع بما يضمن استقرار الكويت في المنطقة»، مؤكدا التزامه التام في هذا الصدد والتزام السلطات الكويتية بجميع التزاماتها على المستوى الدولي.
وقال ان الفرصة الآنية تاريخية لتطبيع العلاقات بين البلدين، مضيفا انه سيزور العراق وينقل الرسالة نفسها التي بحثها في الكويت.
وردا على سؤال حول ما يتردد من فشل مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الاخضر الابراهيمي للتوصل الى حل للازمة السورية، أعرب السكرتير العام عن القلق لاستمرار «دائرة العنف والتردي المزري جدا وغير المقبول» في سورية، والذي خلف الاف الضحايا في الاشهر العشرين الاخيرة.
وقال ان الابراهيمي «كان منخرطا بشكل جاد وفعال بين الاطراف المعنية لاسيما مع اعضاء مجلس الامن والبلدان في هذه المنطقة، واصحاب المصلحة والمعنيين في القضية»، بيد انه استدرك قائلا «لكن لسوء الحظ اطراف هذه الازمة (الحكومة السورية واطراف المعارضة) مستمران في اعتقادهما باستمرارية الخيارات العسكرية»، مؤكدا ان الخيار العسكري لا يمكن ان يكون الحل لهذه الازمة و«يجب وضع حد لدائرة العنف في هذا البلد التي خلفت الآلاف من القتلى والمشردين».
وناشد السكرتير العام جميع الدول التي قد يكون لها تأثير على الحكومة السورية والمعارضة على «بذل قصارى الجهد لوقف هذا العنف».
ودعا الى حل جميع المشاكل العالقة «من خلال الحوار السياسي ومن خلال العملية السياسية باحترام الرغبات والتطلعات الحقيقية للشعب السوري».
وأشار الى التزام الأمم المتحدة والجامعة العربية ومتابعة تكليفهما «للمثل المشترك لتحقيق السلام» مجددا قلقه حيال الوضع الانساني هناك «حيث يوجد حوالي ثلاثة ملايين نسمة نزحوا داخل سورية وما يقارب النصف مليون نسمة أصبحوا لاجئين في أربع دول مجاورة».
وقال بان أنه سيزور (اليوم وغدا) مخيمات اللاجئين «لكي ارسل رسالة من الأمم المتحدة تدل على تعاضدنا مع المتضررين من هذه الازمة، ولأرفع مستوى الدعم الانساني لهم»، معبرا عن شكره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد لدعمه الكريم للاجئين السوريين، وذلك في اشارة الى المنحة المالية التي قدمتها الكويت اخيرا لدعم اللاجئين السوريين.
وعن موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على منح فلسطين صفة عضوا مراقبا في الامم المتحدة قال بان ان «هذا تطور هام وكبير وسيساهم في تحسين الوضع بشكل كبير».
ولفت الى أنه طلب من حضرة صاحب السمو أمير البلاد ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، مواصلة تقديم الدعم للفلسطينيين، لاسيما وأنهم «يعانون من نقص كبير في الموارد المالية»، معبرا عن امتنانه للكثير من الدول العربية بما فيها الكويت «التي كانت دائما لها الريادة في تقديم مثل هذه المساعدات السخية».
من جهته ثمن الشيخ صباح الخالد الزيارة والدور الهام الذي يلعبه السكرتير العام للامم المتحدة لحل ومتابعة القضايا بين دولة الكويت وجمهورية العراق.
واشار الى لقاءات السكرتير العام للامم المتحدة بحضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، والتي استعرض فيها علاقة دولة الكويت بالامم المتحدة وتم خلالها ايضا التباحث حول جميع الامور والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وبين ان زيارة السكرتير العام للامم المتحدة الى الكويت، تأتي «في ظل ظروف سياسية وانسانية معقدة تشهدها وتعيشها منطقة الشرق الاوسط، كالوضع في سورية والقضية الفلسطينية واليمن»، مشيرا الى ما شهدته الجلسة الاخيرة الجمعية العامة للامم المتحدة بحصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو بأغلبية 138 صوتاً.
واشاد الشيخ صباح الخالد بمساعي السكرتير العام «لتنسيق العمل الدولي لمواجهة التحديات والمخاطر العالمية كظاهرة تغير المناخ والامن الغذائي والقضاء على الفقر والتنمية المستدامة».
واكد دعم دولة الكويت ومساندتها لكافة الجهود التي تبذلها الامم المتحدة للقضاء على الفقر ومكافحة الارهاب ونزع السلاح، وتأييدها لكافة مساعي السكرتير العام لتعزيز كفاءة وفعالية اجهزة الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومواءمتها لمواكبة المتغيرات والمستجدات على الساحة الدولية.
وفي ما يخص الملفات العالقة بين الكويت والعراق، قال الشيخ صباح الخالد «كان هناك بحث مطول ومعمق مع السكرتير العام للامم المتحدة حول العلاقة بين دولة الكويت وجمهورية العراق».
وافاد في هذا السياق ان السكرتير العام متابع للتطورات الايجابية التي حدثت هذا العام منذ زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت في 14 مارس الماضي، وزيارة حضرة صاحب السمو امير البلاد التاريخية لبغداد في 29 من مارس، للمشاركة في القمة العربية، مبينا انه تبع ذلك اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين.
واوضح ان وفد الكويت المشارك في هذا الاجتماع ضم خمسة وزراء وعدة جهات في الدولة، لبحث العلاقات الثنائية ورسم خارطة طريق للتعامل في حل جميع القضايا العالقة بين البلدين.
واكد حرص السكرتير العام للامم المتحدة على ان تشهد العلاقة بين البلدين مزيداً من التعاون والمحافظة على هذا النسق وامله بان تنتهي نتائج هذه الاجتماعات بشكل ايجابي كما بدأت مجددا التأكيد على حرص السكرتير العام ان يستمر البحث في كل القضايا العالقة التي تم الاتفاق عليها في اللجنة المشتركة بين البلدين.
واوضح الشيخ صباح الخالد ان موضوعي الأسرى والتعويضات الكويتية من الالتزامات الدولية، وفقا للفصل السابع من الميثاق مع العراق، الذي نفذ كثيرآ من الاستحقاقات المترتبة بموجب قرارات مجلس الامن.
واعرب عن الامل بان يستكمل العراق ما تبقى عليه من التزامات «ومنها صيانة العلامات الحدودية وتعويض المزارعين وبذل مزيد من الجهود للعثور على رفاة المفقودين الكويتيين وغيرهم والممتلكات والارشيف الوطني الكويتي»، مشيدا بتعاون العراق الايجابي في التعامل مع موضوع التعويضات ووفائه بكل التزاماته في هذا الشأن.
وردا على سؤال حول ما اثاره احد المسؤولين العرب عن اقتراب الربيع العربي من الكويت ومدى اعتبار هذا تدخلا في الشؤون الداخلية، قال الشيخ صباح الخالد، ان الكويت ليس لديها أي حساسية من ذكر موضوع ربيع عربي، واي امر يتعلق بالاصلاحات والحريات، مؤكدا ان وثيقة الدستور التي نلتف حولها «تشمل وتتضمن كل ما يتعلق بالحريات وينظم العلاقة بين السلطات ويشمل كل ما يتطلع له أي شعب».
واكد صباح الخالد ان هامش الحريات وسقف حرية التعبير في الكويت مكفولة «ونرحب بأي تعليق واي ملاحظة ووجهة نظر، طالما انها تعبر عن رأي او فكرة في أي مجال من المجالات».
... ويلتقي رئيس الجمعية العامة
ويتلقى رسالة من القربي
كونا- التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، برئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة السابعة والستين فوك يريميتش، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لدولة الكويت. وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات التي تتصدر اهتمامات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. وحضر اللقاء مدير إدارة المنظمات الدولية السفير جاسم مبارك المباركي والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي.
وغادر يريميتش البلاد صباح أمس. وكان الشيخ صباح الخالد على رأس مودعيه في المطار.
وتلقى صباح الخالد رسالة خطية من وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبدالله القربي، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا محل الاهتمام المشترك.
تعيين الدكتور عبدالله المعتوق
ممثلاً للشؤون الإنسانية
أشار الشيخ صباح الخالد الى استمرار دعم الكويت لانشطة الامم المتحدة كافة، لاسيما في المجال التنموي والانساني «وذلك من خلال تسديد انصبتها في الميزانية العامة وميزانية حفظ السلام، اضافة الى تقديم المساعدات المالية اللازمة في وقت حدوث الكوارث الطبيعية والازمات الانسانية».
واعرب عن الشكر للسكرتير العام على اختيار دولة الكويت، ممثلة في المجال الانساني بتعيين الدكتور عبدالله المعتوق ممثلاً للسكرتير العام في الشؤون الانسانية.
صباح الخالد
أولم لبان
على العشاء
ودع الشيخ صباح الخالد صباح أمس في مطار الكويت بان كي مون، الذي اختتم زيارته الرسمية لدولة الكويت.
وشارك بالتوديع عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وكان الشيخ صباح الخالد أعلن عن ترحيبه بزيارة بان كي مون الى البلاد، في ثاني زيارة رسمية له في غضون اشهر قليلة، مما يشير الى موقع الكويت المهم في اهتمامات المنظمة الدولية، وذلك خلال مأدبة عشاء عمل اقامها الشيخ صباح الخالد للضيف والوفد المرافق له الليلة قبل الماضية في مبنى وزارةالخارجية.
وناقش الجانبان خلال المأدبة اخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، علاوة على مناقشة آخر المستجدات المتعلقة باستكمال العراق للقرارات الدولية ذات الصلة.
وحضر المأدبة كل من المستشار بالديوان الاميري محمد ابوالحسن، ووكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله، وسفير دولة الكويت لدى العراق الفريق ركن متقاعد علي المؤمن، ومدير مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد، ومدير ادارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية جاسم المباركي، ومدير ادارة المراسم السفير ضاري العجران، ومدير ادارة مكتب الوكيل الوزير المفوض ايهم العمر ومندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة منصور عياد العتيبي، وسفير دولة الكويت لدى سورية عزيز الديحاني، ونائب مدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الوزير المفوض صالح اللوغاني.
شارك السفارة التايلندية احتفالها بالعيد الوطني
الرومي عن زيارة بان كي مون:
نأمل منها خيراً على صعيد علاقاتنا مع العراق
كتبت غادة عبدالسلام:
أكد مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية السفير محمد المجرن الرومي أن اللقاءات التي تجمع بين الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولين الكويتيين تكون دائماً نتائجها جيدة، لافتا الى انه تم التطرق الى الكثير من المواضيع المهمة والأمور المتعلقة بالعلاقات الكويتية-العراقية خلال زيارة بان كي مون للبلاد.
وأشار السفير الرومي خلال تصريح للصحافين على هامش مشاركته في الاحتفال الذي أقامته سفارة تايلند مساء اول من أمس في فندق الكراون بلازا بمناسبة عيدها الوطني أن هناك تفاؤلا بأن تساهم زيارة بان كي مون الىالكويت في إيجاد الآليات المناسبة لحلحلة كل القضايا العالقة بين البلدين، قائلا «نأمل خيرا من هذه الزيارة».
وفي رده على تصريحات رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي عن اقتراب الربيع العربي من الكويت، أكد الرومي رفض الكويت المطلق لأي تدخل في شؤونها الداخلية، وخصوصا أن الكويت تحترم الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها، مذكرا بأن الكويت دولة ديموقراطية منذ فجر الاستقلال، حيث تم تأسيس المجلس التأسيسي واجريت الانتخابات البرلمانية الحرة بالبلاد في أوائل فترة الستينات من القرن الماضي.
وبالعودة إلى أجواء المناسبة، أشاد الرومي بالعلاقات الكويتية-التايلندية التي وصفها بالطيبة والمتينة وخصوصا أن السنة المقبلة ستشهد مرور 40 عاما على انطلاق تلك العلاقات التي هي في مجملها جيدة في جميع المجالات، لافتا إلى أن هذه العلاقات توجت بزيارة رئيسة وزراء تايلند للبلاد أثناء مشاركتها في مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي وكان وجودها ووجود القادة الذين شاركوا في هذا التجمع الآسيوي الفريد من نوعه أكبر أثر في النجاح الذي تحقق.
وذكر الرومي انه بعد انتهاء المؤتمر قامت رئيسة وزراء تايلند بزيارة رسمية الى الكويت وعقدت مباحثات مع الجانب الكويتي ترأسها سمو رئيس الوزراء، وكانت نتائج تلك المحادثات مشرفة وإيجابية.
وأشاد بالدور الكبير الذي قامت به تايلند بصفتها المنسق العام لحوار التعاون الآسيوي من جهود في سبيل الإعداد مع الكويت في هذا المؤتمر، لافتا إلى أن هناك آلية للعمل المستقبلي بحيث تحتضن الكويت مقر الأمانة العامة لحوار التعاون الاسيوي، وأن القمة الثانية ستكون عام 2015 في تايلند.
من جانبه، وصف السفير التايلندي لدى الكويت سوراساك جياسوكونتيب العلاقات بين بلاده والكويت بالمتميزة والقديمة التي ترجع الى عام 1963 حين بدأت معها أولي مراحل التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، مشيرا إلى أن البلدين خاضا معا علاقات من الصداقة أمتدت لزمن طويلة وانعكست في النهاية بالإيجاب على طبيعة العلاقة بينهما.
وأعرب السفير سوراساك عن أمله أن يستمر البلدان بالعمل عن قرب نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار بما يخدم مصالح البلدين، لافتا إلى أن عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تاياند في العام الحالي بلغ 60 ألف سائح.