| بيروت - «الراي» |
على طريقة «انقلب السحر على الساحر»، اختار النائب عقاب صقر (من كتلة الرئيس سعد الحريري) ان «يؤطّر» المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في اسطنبول وفجّر فيه ما قال انها «فضيحة تزوير» التسجيلات الصوتية له التي عرضتها وسائل اعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة محسوبة على فريق 8 آذار وأظهرته على انه يساهم في تسليح الثورة السورية.
... «أسموها عملية الصقر الجريح، ولكنني اعلنها اليوم عملية الوسام المضادة» في اشارة الى اللواء الشهيد وسام الحسن الذي «أنعيه اليوم، لان جبروتهم تحت قدميه». هكذا وصف صقر مؤتمر «الدفاع الهجومي» الشرس الذي عقده على مدى نحو 100 دقيقة فنّد فيها بالصوت والوثائق تزوير التسجيلات الصوتية المنسوبة اليه من خلال اجتزائها وإخضاعها لعملية «قصقصة» اي توليف «montage».
وقد تمسّك صقر بموقفه الذي أقرّ فيه بان «هذه كلماتي وهذا صوتي»، ولكن مع كشف ان سياق الكلام الذي قيل كان بعيد خطف اللبنانيين الـ 11 في سورية في مايو الماضي وانه حُرّف بالكامل وأُخرج من اطاره المتعلّق بهذا الملف وصُوّر عمداً» على انه تسليح للثورة السورية، واضعاً هذه العملية في اطار «التحضير لاغتيالي سياسياً وجسدياً، وهي اضافة الى مسلسل ميشال سماحة - علي مملوك ومسلسل «بشار الاسد - ميشال عون» ومعلناً أنه قبل فترة «أرسلت 3 فرق الى تركيا لاغتيالي، وكانوا حضروا للعملية بأن مشغلي يريد تصفيتي، وأن «جبهة النصرة» تريد «تصفيتي».
وكشف النائب في كتلة «المستقبل» ان الاشرطة المسجلة والتي تحتوي على نحو 500 دقيقة من الاحاديث تمت «سرقتها» من جهاز كمبيوتر مع نسخة الاحتياط»، موضحاً «اننا عمدنا الى تسجيل الاحاديث لاننا في بداية التفاوض في ملف اللبنانيين الـ 11 كنا امام سماسرة كثر طلب بعضهم السلاح والبعض الآخر المال فاردنا ان نعرف من هو الشبيح ومن هو غير شبيح، حتى لا نقع في فخ نعرف أنه ينصبوه لنا. ولكن العبقري الذي سرقهم أخذ نسختين ولم ينتبه لوجود نسخ أخرى بقيت معنا».
وبث صقر الأجزاء الكاملة من التسجيلات المجتزأة التي تم عرضها في وسائل اعلام 8 آذار على انها حول السلاح والمعارك والتي تُظهر حقيقة الحوارات سواء على انها حول تقديم مساعدات «البطانيات والحليب والبقول» او عن «الحسم في ملف المخطوفين، والرئيس الحريري «جانن» من القتل والخطف على الهوية»، او عن عرض «السماسرة» الذين ادعوا بداية انهم خاطفو اللبنانيين الحصول على اسلحة مقابل اطلاقهم فكان جواب صقر «باننا لا نتعاطى بالأسلحة وهذه دعاية التلفزيون السوري».
واذ اعلن «ان غباءهم جعلهم يظنون أن قص الشريط يمكّنهم من النيل مني، لأنني لا أملك نسخة منه»، قال: «كنت أشاهد وأسخر لأنني املك النسخ الأصلية التي سأسلمها الى الاعلام كاملة، واعرضوها على كل مختبرات العالم لتعرفوا اذا كانت مزوّرة».
وكشف انه علم بموضوع سرقة التسجيلات قبل فترء موضحاً ان مسؤول الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا اتصل برئيس شعبة المعلومات العقيد عماد عثمان وابلغه انه يملك أشرطة تدين النائب صقر والرئيس الحريري وطالب بحل المشكلة «فكان جوابنا بان ليس لدينا ما نخجل منه»، مضيفاً: «عندما كانت اطلالتي على تلفزيون «المستقبل» كنت اعرف تالياً ان بحوزتهم التسجيلات وتعمدت قول ما قلته وطلبت من بولا يعقوبيان أن تسألني عن تجارة السلاح، وأعطيتهم ما يريدون من مواقف. هذه المقابلة قمت بها لعيون محور الممانعة ليلقطني بالجرم المشهود والعهر المفضوح وليزيوا من الحفر في الحفر التي وقعوا فيها. ولمن قام بهذا العمل الدنيء أقول له: يا أحقر الناس وأنذل الناس. لقد وقعتم ولن تقوموا من هذه الحفرة».
واذ تحدى «اللواء جميل السيد والجهاز الأمني الذي سرق الشرائط، أن يحضروا الشريط الذي أقول فيه إنني قلت مقابل كل صاروخ سنسقط طائرة»، توجّه للعماد ميشال عون قائلاً: «يا شيخ الكذابين أردت أن تصلبني من الرابية وانت تحمل صليبا مزيفا بقلبي يوضاص وعقلية يوحنا الاسخريوطي، وانت اليوم تبيع الناس بخمسة من الفضة. لو صحت الاسطورة وبالكذب تطول الانوف، لكنت في الرابية تصلي وأنفك في الضاحية يطوف. أنت إنحزت للنظام السوري ضد الشعب وأنت لست مع بشار ولا الشعب انما مع الكرسي أنت تعبد الكرسي».
وشدد على «ان الثورة السورية ستنتصر وعلاقتنا بالثورة السورية كبيرة وعميقة ونفتخر بها وهي وسام يوضع على صدورنا»، كاشفاً انه ارسل التسجيلات الكاملة الى مدعي عام التمييز اللبناني داعياً اياه الى «اكمال الدعوى، وإلا ليستقل»، ومعلناً انه سيدعي على «كل وسائل الاعلام التي بثت الاشرطة ومَن حرّف التسجيلات»، وموضحاً «ان الجهة التي سرقت الاشرطة مختلطة بين لبنانيين وغير لبنانيين».
وختم: «شريط مزور لا يقضي عليّ وعلى الرئيس الحريري، والمزورون يحتاجون الى عبوة اكبر من تلك التي وضعت لوسام الحسن الذي اقول له اليوم قوتهم وجبروتهم تحت قدميك فنم قرير العين أيها الشهيد، وكشفنا مؤامرتكم وفضيحتكم».


هنّأ صقر على مؤتمره الصحافي

الحريري: لن نتخلّى عن دعم الشعب السوري

بيروت - «الراي»:
هنّأ الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعدالحريري النائب عقاب صقر على مؤتمره الصحافي والمواقف التي أطلقها داحضاً فيها التسجيلات التي تم بثها حول تورطه في تسليح الثورة السورية والتي اعتُمدت منطلقاً للمطالبة برفع الحصانة عنه ومحاكمته.
واكد الحريري في اتصال اجراه بصقر أن «دعم الشعب السوري سيستمر لانتصار الثورة، وهو مسؤولية أخلاقية ووطنية وعربية لن يتخلى عنها أي لبناني شريف».