| حسين الراوي |
منذ سنوات طويلة يحلم المواطن العربي بوطن لا يشعر فيه بالظلم والتفرقة، وطن يجد فيه كامل حريته من دون أن تنقص ذرة واحدة، لكن كل أحلامه تتبخر وتتطاير في السماء كالبخار المتصاعد من فنجان القهوة الساخن في يوم شديد البرودة.
العربي الشاعر إن نسج قصيدة ينتقد فيها سوء الإدارة سوف تتحول أبيات قصيدته إلى تهمة أمن دولة يأخذ عليها حُكم المؤبد.
العربي الكاتب إن كتب مقالاً ينتقد فيه سوء ادارة بلاده سوف تتحول سطور مقالاته إلى زنزانة انفرادية يُحبس فيها بأمر النظام.
العربي الرسام إن رسم كاريكاتيرياً يوّضح فيه منتقداً سوء الحال في بلاده سوف تقوده ريشته نحو المعتقل.
المواطن العربي لا يستطيع فتح فمه للتعبير عما في داخله إلا عند دكتور الأسنان. على المواطن العربي أن يراعي مشاعر النظام عندما ينتقده، لأن النظام إن غضب لا يرحم وإن حاكم لا يغفر وإن سخط لا ينتظر، فلا بد أن يعرف المواطن العربي حجمه الحقيقي أمام النظام، فلا ينتقده ولا يحزن منه ولا يسخر ولا يتهكم عليه ولا يطالبه بأي شيء من حقوقه كمواطن، سواء كان هذا الحق صغيراً أو كبيراً، بل عليه أن يُسبّح بحمد النظام بُكرة وعشية، وأن يمتدحه في كل وقت وفي كل مناسبة وفي كل مكان، فأنظمتنا العربية مشكورة تعبت في تربيتنا منذ الصُغر، وصرفت علينا أموالاً طائلة، وخططت من أجلنا كثيراً حتى تصنع مِنا مواطنين صالحين لا يشتكون ولا يعترضون ولا يتأففون من أي شيء أحمق يقترفه النظام.
أيها النظام العربي لا تأبه ولا تفكر بنا نحن الشعب العربي، فأنت الراعي ونحن الغنم، فسُقنا بعصاك أين ما تريد، والخروف الذي يتمرّد على القوانين التي وضعتها لعموم القطيع اسلخ جلده وعلّقه من كيراعه، ولا تسمح له أبداً في يوم من الأيام ان يحلم على حين غفلة بأنه أسد ضرغام. أيها النظام العربي لا عليك... لا عليك فنحن لا تنقصنا لا حرّية ولا عدالة ولا مساواة ولا تطبيق للقانون، نحن يا سيدي كل ما ينقصنا هو أن نموت من أجل شيء يستحق!
alrawie @
roo7.net@gmail.com
منذ سنوات طويلة يحلم المواطن العربي بوطن لا يشعر فيه بالظلم والتفرقة، وطن يجد فيه كامل حريته من دون أن تنقص ذرة واحدة، لكن كل أحلامه تتبخر وتتطاير في السماء كالبخار المتصاعد من فنجان القهوة الساخن في يوم شديد البرودة.
العربي الشاعر إن نسج قصيدة ينتقد فيها سوء الإدارة سوف تتحول أبيات قصيدته إلى تهمة أمن دولة يأخذ عليها حُكم المؤبد.
العربي الكاتب إن كتب مقالاً ينتقد فيه سوء ادارة بلاده سوف تتحول سطور مقالاته إلى زنزانة انفرادية يُحبس فيها بأمر النظام.
العربي الرسام إن رسم كاريكاتيرياً يوّضح فيه منتقداً سوء الحال في بلاده سوف تقوده ريشته نحو المعتقل.
المواطن العربي لا يستطيع فتح فمه للتعبير عما في داخله إلا عند دكتور الأسنان. على المواطن العربي أن يراعي مشاعر النظام عندما ينتقده، لأن النظام إن غضب لا يرحم وإن حاكم لا يغفر وإن سخط لا ينتظر، فلا بد أن يعرف المواطن العربي حجمه الحقيقي أمام النظام، فلا ينتقده ولا يحزن منه ولا يسخر ولا يتهكم عليه ولا يطالبه بأي شيء من حقوقه كمواطن، سواء كان هذا الحق صغيراً أو كبيراً، بل عليه أن يُسبّح بحمد النظام بُكرة وعشية، وأن يمتدحه في كل وقت وفي كل مناسبة وفي كل مكان، فأنظمتنا العربية مشكورة تعبت في تربيتنا منذ الصُغر، وصرفت علينا أموالاً طائلة، وخططت من أجلنا كثيراً حتى تصنع مِنا مواطنين صالحين لا يشتكون ولا يعترضون ولا يتأففون من أي شيء أحمق يقترفه النظام.
أيها النظام العربي لا تأبه ولا تفكر بنا نحن الشعب العربي، فأنت الراعي ونحن الغنم، فسُقنا بعصاك أين ما تريد، والخروف الذي يتمرّد على القوانين التي وضعتها لعموم القطيع اسلخ جلده وعلّقه من كيراعه، ولا تسمح له أبداً في يوم من الأيام ان يحلم على حين غفلة بأنه أسد ضرغام. أيها النظام العربي لا عليك... لا عليك فنحن لا تنقصنا لا حرّية ولا عدالة ولا مساواة ولا تطبيق للقانون، نحن يا سيدي كل ما ينقصنا هو أن نموت من أجل شيء يستحق!
alrawie @
roo7.net@gmail.com