| قبرص الشمالية - محمد الحايك |
تحاول ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة بعد «صقلية» و«سردينيا»، اللعب على تناقضات المد والجزر الحاصل بين العثمانيين والإغريق، خشية الغرق في أي **تسوية قد تعيدها إلى عهدها السابق قبل نحو ثلاثة عقود.
صحيح أن جمهورية قبرص الشمالية، ولدت من رحم الصراع بين الأتراك واليونانيين، لتجسد أحد أوجه التنافس المحموم بين الدول الكبرى في أكثر من نقطة ساخنة حول العالم، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تملك المؤهلات والمقومات التي تخولها لتكون دولة بكل ما للكلمة من معنى.
وبعيداً عن التعقيدات السياسية التي تحكم أدق التفاصيل في هذا البلد، ثمة عوامل عدة تمكنه من قلب كافة المقاييس لصالحه، فهو يتمتع بطبيعة خلابة، ومناخاً معتدلاً طيلة أيام السنة، ناهيك عن المساحات الخضراء الشاسعة وقرب المسافة بين البحر والجبل، بالإضافة إلى السكون الذي يعد أحد أهم عوامل الجذب السياحية.
السياحة، هي بيت القصيد في هذه الجزيرة التي تسعى إلى الاستفادة قدر المستطاع من جمال طبيعتها وسهولها وجبالها المترامية الأطراف ومنتجعاتها وفنادقها الفارهة والمميزة من فئة (5 نجوم)، ناهيك عن حفاوة الاستقبال، فضلاً عن العديد من أماكن ومراكز الترفيه التي تؤهلها لتكون في مصاف الدول السياحية.
ولهذه الغاية، نظمت البعثة الديبلوماسية لجمهورية قبرص التركية الشمالية وبالتعاون مع الخطوط الجوية التركية، رحلة سياحية لعدد من الصحف ووكالات السفر الكويتية إلى الجزيرة المتوسطية لاطلاعهم على المقدرات الطبيعية لهذا البلد، تمهيداً لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.
أيام أربعة قضيناها في ربوع قبرص التركية، حاولنا خلالها استغلال كل دقيقة لاشباع شغفنا بكل ما هو طبيعي وبسيط، بعيداً عن الضجيج والصخب وبعيداً عن التكتلات الاسمنتية الضخمة، أيام أربعة كانت حافلة بالنشاطات والبرامج المنوعة والمختلفة، بدءاً من ممارسة رياضة الجولف، وصيد الأسماك، وهواية الغوص، و»الجت سكي»، مروراً بركوب الباراشوت وقفزة البانجي، وركوب الدراجات الهوائية، وليس انتهاء بالتخييم ورحلات الشواء في أحضان الطبيعة.
الموقع
تقع قبرص التركية في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، وعلى الرغم من إدارة هذا الجزء من الجزيرة كدولة مستقلة، إلا أن أحداً من الدول والمؤسسات الدولية لم يعترف باستقلال هذه الدولة باستثناء تركيا، التي تعد السند الأساس في تسيير شؤون هذه «الدويلة»، فشمال قبرص تدير علاقاتها الخارجية بواسطة أنقرة، كما أن اقتصادها يرتبط بالاقتصاد التركي بشكل كامل، حتى أن العملة المستخدمة هي الليرة التركية.
وفي ظل فشل الجهود الدولية لإعادة توحيد شطري الجزيرة، لم يحل هذا الأمر دون انخفاض مستوى التوتر بين الجانبين، حيث قرر القبارصة ( الأتراك واليونانيون) في أبريل من العام 2003 افتتاح 3 معابر على خط الهدنة الفاصل بينهما.
النشأة
تم الإعلان عن قيام جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر 1983، ولكنها نشأت فعلياً في سنة 1975، إثر التدخل العسكري التركي في قبرص وسيطرتها على الجزء الشمالي من البلاد. وجاء هذا التدخل التركي في أعقاب أزمة حادة تطورت إلى نزاع مسلح بين أبناء الوطن الواحد (اليونانيين والأتراك)، الأمر الذي دفع أنقرة للتدخل بشكل فوري.
تمتد أراضي الجمهورية على مساحة 3.335 كم مربع، أي ثلث من مساحة جزيرة قبرص تقريباً، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب 270 ألف نسمة.
خلفية تاريخية
بدأ تاريخ شمال قبرص مع نيل قبرص الموحدة استقلالها من بريطانيا في أغسطس 1960. فقد حصل الاستقلال بعد أن اتفق كل من القبارصة الأتراك واليونانيين على إلغاء خطتي الاتحاد مع اليونان والمسماة «اينوسيس» (enosis)، ومع تركيا والمسماة «تقسيم» (Taksim).
ونص الاتفاق أن تُحكم قبرص بموجب الدستور الذي يقسم المناصب الوزارية والمقاعد البرلمانية، ووظائف الخدمة المدنية على نسب متفق عليها بين الطائفتين، ولكن خلال ثلاث سنوات من الحكم بدأ التوتر يطفو على السطح بين القبارصة اليونانيين والأتراك خصوصاً في الشؤون الإدارية، مما حدا بالرئيس مكاريوس سنة 1963 أن يقترح تغييرات من طرف واحد بتقضي بتعديل 13 مادة من الدستور، وهو ما رفضته تركيا والقبارصة الأتراك، معتبرين أنه محاولة لتسوية النزاعات الدستورية لمصلحة القبارصة اليونانيين.
كما اعتبره هؤلاء هذه الخطوة محاولة مكشوفة لتقليل الحالة التركية كأحد مؤسسي تلك الدولة إلى أقلية عادية، مما يلغي عنها الضمانات الدستورية في تلك العملية، ما دفعهم إلى رفع دعوى قضائية ضد تعديلات مكاريوس في المحكمة الدستورية العليا، لكن الأخير أكد أنه لن يمتثل لأي قرار من المحكمة الدستورية العليا.
وفي وقت لاحق قررت المحكمة الدستورية أن تعديلات مكاريوس غير قانونية، غير أن الرئيس صادق على تلك المقترحات، وحينذاك وضع الجناح القبرصي اليوناني من الحكومة خطة سميت بخطة «أكريتاس»، والتي حددت الخطوط العريضة لإزاحة القبارصة الأتراك من الحكومة ثم بعد ذلك الانضمام في اتحاد مع اليونان.
وبعد أحداث عنف أدت إلى مقتل عدد من الجانبين، انسحب القبارصة الأتراك الأعضاء في الحكومة القبرصية، مما هيأ مناخا مناسبا لسيطرة الإدارة القبرصية اليونانية على كل مؤسسات الدولة. وتعرضت القرى التركية للنهب على نطاق واسع مما دفع 20000 لاجئ للتخلي عن مناطقهم واللجوء إلى الجيوب التركية المسلحة حيث مكثوا فيها 11 سنة، معتمدين على المساعدات الطبية والغذائية القادمة من تركيا.
وبعد اتساع رقعة الاشتباكات، سيطرت القوات التركية على نحو 37 في المئة من إجمالي مساحة قبرص، فبعد عدة عمليات عسكرية في 1974، وافق القبارصة اليونانيون في رزوكارباسو بالعيش في ظل الإدارة القبرصية التركية وبقوا في شمال قبرص. أما باقي القبارصة اليونانيين في الشمال وعددهم نحو 160 ألفاً، فقد اتجهوا جنوبا مفضلين العيش تحت الإدارة اليونانية، في حين فر 50 ألفاً من القبارصة الأتراك شمالا، ووفقا لاتفاقية تبادل السكان بين القبارصة اليونانيين والأتراك التي تمت برعاية الأمم المتحدة بتاريخ 2 أغسطس 1975.
وفي وقت لاحق، أُعلنت دولة قبرص التركية الفدرالية كخطوة أولى نحو دولة قبرص الاتحادية مستقبلا، ولكن رفضها كل من جمهورية قبرص والأمم المتحدة وأيضا المجتمع الدولي. ثم بعد ثماني سنوات من المفاوضات الفاشلة مع قيادة طائفة القبارصة اليونانيين أعلن شمال قبرص استقلاله من طرف واحد يوم 15 نوفمبر 1983 باسم جمهورية شمال قبرص التركية فرفضت قبرص والأمم المتحدة إعلان الاستقلال هذا.
الجغرافيا
تعد جزيرة قبرص الثالثة من حيث المساحة في البحر الأبيض المتوسط بعد جزر صقلية وسردينيا بإيطاليا، حيث تبلغ مساحتها 9.251 كم مربع، وتقع في الركن الشمالي الشرقي للبحر المتوسط على بعد 80 كم جنوب تركيا، و96 كم غرب سورية.
تعد قبرص جغرافياً جزءا من قارة آسيا رغم ارتباطها تاريخياً بقارة أوروبا والتاريخ الإغريقي بصفة عامة بسبب قربها من اليونان. يحف بشمال قبرص سلسلة مرتفعات جبلية، الجزء الجنوبي من هذه المرتفعات هو أكثرها ارتفاعاً ما يعرف باسم مرتفعات كيرينيا، أما قسمها الشرقي الذي يتسم بالضيق في معظم أجزائه فيُعرف باِسم مرتفعات كارباس. وتأخذ المرتفعات شكل نطاق ضيق يبلغ طوله نحو 135 كم.
المناخ
يسود الجزيرة بصفة عامة صفة اقليم مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون المناخ بصفة عامة على مدار السنة يكون حارا جافا في فصل الصيف، ودافئا ممطرا في فصل الشتاء.
التعليم
يتكون النظام التعليمي في قبرص الشمالية من أربع مراحل هي: مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة التعليم الأولي، ومرحلة التعليم الثانوي، ومرحلة التعليم العالي (الجامعي)، والتعليم الأولي (الذي يتكون من خمس سنوات) إجبارية.
في قبرص الشمالية ما يزيد عن 40 ألف طالب جامعي موزعين على 6 جامعات هي: جامعة الشرق الأدنى، وجامعة «غيرن» الأميركية، وجامعة الشرق الأوسط التقنية، وجامعة ليفكة الأوروبية، وجامعة قبرص الدولية، وجامعة شرق المتوسط، وقد تأسست جميعها (باستثناء جامعة شرق المتوسط التقنية) بعد سنة 1974.
وتتمتع جامعة شرق المتوسط بالاعتراف الدولي كمؤسسة تعليم جامعي، ويعمل بها أكثر من 1000 عضو هيئة تدريس ينتمون إلى 35 دولة، ويدرس بها 15 ألف طالب ينتمون إلى 68 جنسية.
وتتمتع جامعات قبرص الشمالية الست باعتراف مجلس التعليم العالي التركي، وتحمل جامعتا شرق المتوسط والشرق الأدنى عضوية كاملة بصفيهما المؤسسية في اتحاد الجامعات الأوروبية، كما تحمل جامعة شرق المتوسط عضوية كاملة في تجمع جامعات المتوسط، واتحاد جامعات العالم الإسلامي، والاتحاد الدولي للجامعات.
الاقتصاد
يهيمن قطاع الخدمات على اقتصاد قبرص الشمالية (69 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بحسب إحصائيات عام 2007)، والذي يشمل القطاع الصحي، قطاع التجارة، السياحة والتعليم. يساهم القطاع الصناعي (صناعات خفيفة) بنسبة 22 في المئة من إجمالي الناتج المحلي عوضا عن الزراعة التي تساهم بـ 9 في المئة منه.
تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد قبرص الشمالية يقوم على قاعدة السوق الحرة وبنسبة كبيرة من الأعباء الإدارية الممنوحة من قبل الحكومة التركية، ونظرا لحالة الحظر المفروضة من قبل الحكومة القبرصية، فإن قبرص الشمالية تعتمد بشكل أساسي على الدعم التركي، لاسيما وأن العملة المعتمدة في قبرص الشمالية هي الليرة التركية الجديدة، والتي تربط قبرص الشمالية ماليا بتركيا، فضلا عن استعمال اليورو خصوصاً بعد انضمام قبرص إلى منطقة اليورو وتنامي حركة النقل والمواصلات بين شمالي وجنوبي قبرص.
أما بالنسبة لحركة الاستيراد والتصدير فهي عادة ما تتم عبر تركيا أو من خلال إحدى الموانئ الشرعية والمعترف بها وحتى أن البعض منها يستهدف القلب القبرصي في بعض الحالات حيث تكون قبرص هي مصدر المواد الأولية الخام لقسم من الصناعات القائمة في قبرص الشمالية.
وتبقى الأزمة القبرصية مؤثرة على حال الصناعة والاقتصاد في قبرص الشمالية، وقبرص التي تحظى بالتأييد الدولي لها قد أعلنت إغلاق كافة المطارات والموانئ الخارجة عن نطاق سيطرتها. وقد أعلن كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأوروبية احترام هذا القرار الصادر عن الحكومة القبرصية.
وبغض النظر عن القيود المفروضة من قبل المجتمع الدولي، فإن اقتصاد قبرص الشمالية قد نما بشكل دراماتيكي. وكانت معدلات النمو في حجم الناتج المحلي الإجمالي في قبرص الشمالية قد نمت في الفترة 2001-2005 على الشكل التالي 5.4، 6.9، 11.4، و15.4 و10.6 في المئة على التوالي، في حين قدر معدل النمو بالنسبة للعام 2007 بنحو 2 في المئة.
وتشير دراسة قام بها البنك الدولي إلى أن معدل الدخل الفردي في قبرص الشمالية نما إلى حوالي 76 في المئة من المعدل العام للجزيرة القبرصية.
وعلى الرغم من التطور الملحوظ في الاقتصاد الخاص بقبرص الشمالية، فما زال معتمدا بشكل أساسي على التحويلات المالية التركية، وتبعا لاتفاقية حصلت عام 2006 فإن تركيا قدمت الدعم لقبرص الشمالية بواقع 1.3 مليار دولار بين عامي 2006 و 2008. هذا الدعم المتواصل بنحو 800 مليون دولار يهدف لمساعدة الأتراك القبارصة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد السياح في قبرص الشمالية قد نما حتى 380 ألف سائح خلال الفترة يناير-أغسطس 2006، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2003 (286 ألف سائح).
النقل والمواصلات
لا توجد رحلات مباشره أو رحلات تجارية عبر موانئ قبرص الشمالية، وذلك تطبيقا لسياسة الحظر المطبقة على قبرص الشمالية ومطاري (ايركن) و(يفكونيكو) معترف بهما عن طريق تركيا وأذربيجان وبالنسبة لميناءي (فاماغوستا) و(كيرينيا) البحريين، فقد تم غلق حركة الملاحة فيهما، وذلك منذ 1974، وطبقا لاتفاقية بين سورية وحكومة قبرص الشمالية يتم تسيير رحلة بحرية بين مينائي اللاذقيه و«فاماغوستا».
ومنذ فتح الخط الأخضر بين قبرص الشمالية وقبرص الجنوبية يتم السماح للقبارصة الاتراك بالتجاره عبر موانئ القبارصة اليونانيين.
منذ مايو 2004 والسياح يصلون لقبرص التركية عن طريق قبرص اليونانية ثم يعبرون الخط الأخضر الذي يشرف عليه الاتحاد الاوروبي والأمم المتحده.
الديانة واللغة
يقر دستور شمال قبرص بعلمانية الدولة، كما أن 99 في المئة من سكان قبرص الشمالية، هم من المسلمين الأتراك، في حين تعد التركية اللغة الأساسية في قبرص الشمالية، ولكن معظم السكان يتحدث الانجليزية، أمّا اللغة اليونانية فتستعمل من قبل فئة قليلة من السكان معظمهم من كبار السن.
الكويت من أكبر الدول المستوردة لـ «الحلوم»
أكد رئيس البعثة الديبلوماسية لجمهورية قبرص التركية الشمالية لدى الكويت أوكتي أوزتورك، أن علاقة بلاده بالدول العربية تسير على نحو جيد، واصفا العلاقات بين بلاده والكويت بـ «الأخوية».
وقال أوزتورك إن «العلاقات بين البلدين لم تقتصر على الجانب الحكومي بل امتدت إلى الجانب الشعبي، حيث اتجه الكويتيون خلال السنوات الثلاث الماضية إلى شراء عقارات مختلفة في قبرص التركية»، لافتاً إلى أن هناك عددا كبيرا من طلبة الكويتيين الذين يدرسون في جامعات الجزيرة.
من جهة أخرى، أوضح أوزتورك أن الكويت هي من أكبر الدول المستوردة لمنتجات بلاده من الألبان عموما، وجبنة الحلوم القبرصية خصوصاً.
أشهر المدن السياحية:
- لفكوشا وهي العاصمة (نيقوسيا)
- غرنه وهي المدينة الساحلية الأهم سياحياً
- ماغوسا وهي مدينة حدودية مع الطرف اليوناني
- ليفكة
- جوزال يورت
تحاول ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة بعد «صقلية» و«سردينيا»، اللعب على تناقضات المد والجزر الحاصل بين العثمانيين والإغريق، خشية الغرق في أي **تسوية قد تعيدها إلى عهدها السابق قبل نحو ثلاثة عقود.
صحيح أن جمهورية قبرص الشمالية، ولدت من رحم الصراع بين الأتراك واليونانيين، لتجسد أحد أوجه التنافس المحموم بين الدول الكبرى في أكثر من نقطة ساخنة حول العالم، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تملك المؤهلات والمقومات التي تخولها لتكون دولة بكل ما للكلمة من معنى.
وبعيداً عن التعقيدات السياسية التي تحكم أدق التفاصيل في هذا البلد، ثمة عوامل عدة تمكنه من قلب كافة المقاييس لصالحه، فهو يتمتع بطبيعة خلابة، ومناخاً معتدلاً طيلة أيام السنة، ناهيك عن المساحات الخضراء الشاسعة وقرب المسافة بين البحر والجبل، بالإضافة إلى السكون الذي يعد أحد أهم عوامل الجذب السياحية.
السياحة، هي بيت القصيد في هذه الجزيرة التي تسعى إلى الاستفادة قدر المستطاع من جمال طبيعتها وسهولها وجبالها المترامية الأطراف ومنتجعاتها وفنادقها الفارهة والمميزة من فئة (5 نجوم)، ناهيك عن حفاوة الاستقبال، فضلاً عن العديد من أماكن ومراكز الترفيه التي تؤهلها لتكون في مصاف الدول السياحية.
ولهذه الغاية، نظمت البعثة الديبلوماسية لجمهورية قبرص التركية الشمالية وبالتعاون مع الخطوط الجوية التركية، رحلة سياحية لعدد من الصحف ووكالات السفر الكويتية إلى الجزيرة المتوسطية لاطلاعهم على المقدرات الطبيعية لهذا البلد، تمهيداً لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.
أيام أربعة قضيناها في ربوع قبرص التركية، حاولنا خلالها استغلال كل دقيقة لاشباع شغفنا بكل ما هو طبيعي وبسيط، بعيداً عن الضجيج والصخب وبعيداً عن التكتلات الاسمنتية الضخمة، أيام أربعة كانت حافلة بالنشاطات والبرامج المنوعة والمختلفة، بدءاً من ممارسة رياضة الجولف، وصيد الأسماك، وهواية الغوص، و»الجت سكي»، مروراً بركوب الباراشوت وقفزة البانجي، وركوب الدراجات الهوائية، وليس انتهاء بالتخييم ورحلات الشواء في أحضان الطبيعة.
الموقع
تقع قبرص التركية في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، وعلى الرغم من إدارة هذا الجزء من الجزيرة كدولة مستقلة، إلا أن أحداً من الدول والمؤسسات الدولية لم يعترف باستقلال هذه الدولة باستثناء تركيا، التي تعد السند الأساس في تسيير شؤون هذه «الدويلة»، فشمال قبرص تدير علاقاتها الخارجية بواسطة أنقرة، كما أن اقتصادها يرتبط بالاقتصاد التركي بشكل كامل، حتى أن العملة المستخدمة هي الليرة التركية.
وفي ظل فشل الجهود الدولية لإعادة توحيد شطري الجزيرة، لم يحل هذا الأمر دون انخفاض مستوى التوتر بين الجانبين، حيث قرر القبارصة ( الأتراك واليونانيون) في أبريل من العام 2003 افتتاح 3 معابر على خط الهدنة الفاصل بينهما.
النشأة
تم الإعلان عن قيام جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر 1983، ولكنها نشأت فعلياً في سنة 1975، إثر التدخل العسكري التركي في قبرص وسيطرتها على الجزء الشمالي من البلاد. وجاء هذا التدخل التركي في أعقاب أزمة حادة تطورت إلى نزاع مسلح بين أبناء الوطن الواحد (اليونانيين والأتراك)، الأمر الذي دفع أنقرة للتدخل بشكل فوري.
تمتد أراضي الجمهورية على مساحة 3.335 كم مربع، أي ثلث من مساحة جزيرة قبرص تقريباً، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب 270 ألف نسمة.
خلفية تاريخية
بدأ تاريخ شمال قبرص مع نيل قبرص الموحدة استقلالها من بريطانيا في أغسطس 1960. فقد حصل الاستقلال بعد أن اتفق كل من القبارصة الأتراك واليونانيين على إلغاء خطتي الاتحاد مع اليونان والمسماة «اينوسيس» (enosis)، ومع تركيا والمسماة «تقسيم» (Taksim).
ونص الاتفاق أن تُحكم قبرص بموجب الدستور الذي يقسم المناصب الوزارية والمقاعد البرلمانية، ووظائف الخدمة المدنية على نسب متفق عليها بين الطائفتين، ولكن خلال ثلاث سنوات من الحكم بدأ التوتر يطفو على السطح بين القبارصة اليونانيين والأتراك خصوصاً في الشؤون الإدارية، مما حدا بالرئيس مكاريوس سنة 1963 أن يقترح تغييرات من طرف واحد بتقضي بتعديل 13 مادة من الدستور، وهو ما رفضته تركيا والقبارصة الأتراك، معتبرين أنه محاولة لتسوية النزاعات الدستورية لمصلحة القبارصة اليونانيين.
كما اعتبره هؤلاء هذه الخطوة محاولة مكشوفة لتقليل الحالة التركية كأحد مؤسسي تلك الدولة إلى أقلية عادية، مما يلغي عنها الضمانات الدستورية في تلك العملية، ما دفعهم إلى رفع دعوى قضائية ضد تعديلات مكاريوس في المحكمة الدستورية العليا، لكن الأخير أكد أنه لن يمتثل لأي قرار من المحكمة الدستورية العليا.
وفي وقت لاحق قررت المحكمة الدستورية أن تعديلات مكاريوس غير قانونية، غير أن الرئيس صادق على تلك المقترحات، وحينذاك وضع الجناح القبرصي اليوناني من الحكومة خطة سميت بخطة «أكريتاس»، والتي حددت الخطوط العريضة لإزاحة القبارصة الأتراك من الحكومة ثم بعد ذلك الانضمام في اتحاد مع اليونان.
وبعد أحداث عنف أدت إلى مقتل عدد من الجانبين، انسحب القبارصة الأتراك الأعضاء في الحكومة القبرصية، مما هيأ مناخا مناسبا لسيطرة الإدارة القبرصية اليونانية على كل مؤسسات الدولة. وتعرضت القرى التركية للنهب على نطاق واسع مما دفع 20000 لاجئ للتخلي عن مناطقهم واللجوء إلى الجيوب التركية المسلحة حيث مكثوا فيها 11 سنة، معتمدين على المساعدات الطبية والغذائية القادمة من تركيا.
وبعد اتساع رقعة الاشتباكات، سيطرت القوات التركية على نحو 37 في المئة من إجمالي مساحة قبرص، فبعد عدة عمليات عسكرية في 1974، وافق القبارصة اليونانيون في رزوكارباسو بالعيش في ظل الإدارة القبرصية التركية وبقوا في شمال قبرص. أما باقي القبارصة اليونانيين في الشمال وعددهم نحو 160 ألفاً، فقد اتجهوا جنوبا مفضلين العيش تحت الإدارة اليونانية، في حين فر 50 ألفاً من القبارصة الأتراك شمالا، ووفقا لاتفاقية تبادل السكان بين القبارصة اليونانيين والأتراك التي تمت برعاية الأمم المتحدة بتاريخ 2 أغسطس 1975.
وفي وقت لاحق، أُعلنت دولة قبرص التركية الفدرالية كخطوة أولى نحو دولة قبرص الاتحادية مستقبلا، ولكن رفضها كل من جمهورية قبرص والأمم المتحدة وأيضا المجتمع الدولي. ثم بعد ثماني سنوات من المفاوضات الفاشلة مع قيادة طائفة القبارصة اليونانيين أعلن شمال قبرص استقلاله من طرف واحد يوم 15 نوفمبر 1983 باسم جمهورية شمال قبرص التركية فرفضت قبرص والأمم المتحدة إعلان الاستقلال هذا.
الجغرافيا
تعد جزيرة قبرص الثالثة من حيث المساحة في البحر الأبيض المتوسط بعد جزر صقلية وسردينيا بإيطاليا، حيث تبلغ مساحتها 9.251 كم مربع، وتقع في الركن الشمالي الشرقي للبحر المتوسط على بعد 80 كم جنوب تركيا، و96 كم غرب سورية.
تعد قبرص جغرافياً جزءا من قارة آسيا رغم ارتباطها تاريخياً بقارة أوروبا والتاريخ الإغريقي بصفة عامة بسبب قربها من اليونان. يحف بشمال قبرص سلسلة مرتفعات جبلية، الجزء الجنوبي من هذه المرتفعات هو أكثرها ارتفاعاً ما يعرف باسم مرتفعات كيرينيا، أما قسمها الشرقي الذي يتسم بالضيق في معظم أجزائه فيُعرف باِسم مرتفعات كارباس. وتأخذ المرتفعات شكل نطاق ضيق يبلغ طوله نحو 135 كم.
المناخ
يسود الجزيرة بصفة عامة صفة اقليم مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون المناخ بصفة عامة على مدار السنة يكون حارا جافا في فصل الصيف، ودافئا ممطرا في فصل الشتاء.
التعليم
يتكون النظام التعليمي في قبرص الشمالية من أربع مراحل هي: مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة التعليم الأولي، ومرحلة التعليم الثانوي، ومرحلة التعليم العالي (الجامعي)، والتعليم الأولي (الذي يتكون من خمس سنوات) إجبارية.
في قبرص الشمالية ما يزيد عن 40 ألف طالب جامعي موزعين على 6 جامعات هي: جامعة الشرق الأدنى، وجامعة «غيرن» الأميركية، وجامعة الشرق الأوسط التقنية، وجامعة ليفكة الأوروبية، وجامعة قبرص الدولية، وجامعة شرق المتوسط، وقد تأسست جميعها (باستثناء جامعة شرق المتوسط التقنية) بعد سنة 1974.
وتتمتع جامعة شرق المتوسط بالاعتراف الدولي كمؤسسة تعليم جامعي، ويعمل بها أكثر من 1000 عضو هيئة تدريس ينتمون إلى 35 دولة، ويدرس بها 15 ألف طالب ينتمون إلى 68 جنسية.
وتتمتع جامعات قبرص الشمالية الست باعتراف مجلس التعليم العالي التركي، وتحمل جامعتا شرق المتوسط والشرق الأدنى عضوية كاملة بصفيهما المؤسسية في اتحاد الجامعات الأوروبية، كما تحمل جامعة شرق المتوسط عضوية كاملة في تجمع جامعات المتوسط، واتحاد جامعات العالم الإسلامي، والاتحاد الدولي للجامعات.
الاقتصاد
يهيمن قطاع الخدمات على اقتصاد قبرص الشمالية (69 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بحسب إحصائيات عام 2007)، والذي يشمل القطاع الصحي، قطاع التجارة، السياحة والتعليم. يساهم القطاع الصناعي (صناعات خفيفة) بنسبة 22 في المئة من إجمالي الناتج المحلي عوضا عن الزراعة التي تساهم بـ 9 في المئة منه.
تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد قبرص الشمالية يقوم على قاعدة السوق الحرة وبنسبة كبيرة من الأعباء الإدارية الممنوحة من قبل الحكومة التركية، ونظرا لحالة الحظر المفروضة من قبل الحكومة القبرصية، فإن قبرص الشمالية تعتمد بشكل أساسي على الدعم التركي، لاسيما وأن العملة المعتمدة في قبرص الشمالية هي الليرة التركية الجديدة، والتي تربط قبرص الشمالية ماليا بتركيا، فضلا عن استعمال اليورو خصوصاً بعد انضمام قبرص إلى منطقة اليورو وتنامي حركة النقل والمواصلات بين شمالي وجنوبي قبرص.
أما بالنسبة لحركة الاستيراد والتصدير فهي عادة ما تتم عبر تركيا أو من خلال إحدى الموانئ الشرعية والمعترف بها وحتى أن البعض منها يستهدف القلب القبرصي في بعض الحالات حيث تكون قبرص هي مصدر المواد الأولية الخام لقسم من الصناعات القائمة في قبرص الشمالية.
وتبقى الأزمة القبرصية مؤثرة على حال الصناعة والاقتصاد في قبرص الشمالية، وقبرص التي تحظى بالتأييد الدولي لها قد أعلنت إغلاق كافة المطارات والموانئ الخارجة عن نطاق سيطرتها. وقد أعلن كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأوروبية احترام هذا القرار الصادر عن الحكومة القبرصية.
وبغض النظر عن القيود المفروضة من قبل المجتمع الدولي، فإن اقتصاد قبرص الشمالية قد نما بشكل دراماتيكي. وكانت معدلات النمو في حجم الناتج المحلي الإجمالي في قبرص الشمالية قد نمت في الفترة 2001-2005 على الشكل التالي 5.4، 6.9، 11.4، و15.4 و10.6 في المئة على التوالي، في حين قدر معدل النمو بالنسبة للعام 2007 بنحو 2 في المئة.
وتشير دراسة قام بها البنك الدولي إلى أن معدل الدخل الفردي في قبرص الشمالية نما إلى حوالي 76 في المئة من المعدل العام للجزيرة القبرصية.
وعلى الرغم من التطور الملحوظ في الاقتصاد الخاص بقبرص الشمالية، فما زال معتمدا بشكل أساسي على التحويلات المالية التركية، وتبعا لاتفاقية حصلت عام 2006 فإن تركيا قدمت الدعم لقبرص الشمالية بواقع 1.3 مليار دولار بين عامي 2006 و 2008. هذا الدعم المتواصل بنحو 800 مليون دولار يهدف لمساعدة الأتراك القبارصة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد السياح في قبرص الشمالية قد نما حتى 380 ألف سائح خلال الفترة يناير-أغسطس 2006، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2003 (286 ألف سائح).
النقل والمواصلات
لا توجد رحلات مباشره أو رحلات تجارية عبر موانئ قبرص الشمالية، وذلك تطبيقا لسياسة الحظر المطبقة على قبرص الشمالية ومطاري (ايركن) و(يفكونيكو) معترف بهما عن طريق تركيا وأذربيجان وبالنسبة لميناءي (فاماغوستا) و(كيرينيا) البحريين، فقد تم غلق حركة الملاحة فيهما، وذلك منذ 1974، وطبقا لاتفاقية بين سورية وحكومة قبرص الشمالية يتم تسيير رحلة بحرية بين مينائي اللاذقيه و«فاماغوستا».
ومنذ فتح الخط الأخضر بين قبرص الشمالية وقبرص الجنوبية يتم السماح للقبارصة الاتراك بالتجاره عبر موانئ القبارصة اليونانيين.
منذ مايو 2004 والسياح يصلون لقبرص التركية عن طريق قبرص اليونانية ثم يعبرون الخط الأخضر الذي يشرف عليه الاتحاد الاوروبي والأمم المتحده.
الديانة واللغة
يقر دستور شمال قبرص بعلمانية الدولة، كما أن 99 في المئة من سكان قبرص الشمالية، هم من المسلمين الأتراك، في حين تعد التركية اللغة الأساسية في قبرص الشمالية، ولكن معظم السكان يتحدث الانجليزية، أمّا اللغة اليونانية فتستعمل من قبل فئة قليلة من السكان معظمهم من كبار السن.
الكويت من أكبر الدول المستوردة لـ «الحلوم»
أكد رئيس البعثة الديبلوماسية لجمهورية قبرص التركية الشمالية لدى الكويت أوكتي أوزتورك، أن علاقة بلاده بالدول العربية تسير على نحو جيد، واصفا العلاقات بين بلاده والكويت بـ «الأخوية».
وقال أوزتورك إن «العلاقات بين البلدين لم تقتصر على الجانب الحكومي بل امتدت إلى الجانب الشعبي، حيث اتجه الكويتيون خلال السنوات الثلاث الماضية إلى شراء عقارات مختلفة في قبرص التركية»، لافتاً إلى أن هناك عددا كبيرا من طلبة الكويتيين الذين يدرسون في جامعات الجزيرة.
من جهة أخرى، أوضح أوزتورك أن الكويت هي من أكبر الدول المستوردة لمنتجات بلاده من الألبان عموما، وجبنة الحلوم القبرصية خصوصاً.
أشهر المدن السياحية:
- لفكوشا وهي العاصمة (نيقوسيا)
- غرنه وهي المدينة الساحلية الأهم سياحياً
- ماغوسا وهي مدينة حدودية مع الطرف اليوناني
- ليفكة
- جوزال يورت