محمد السبتي
ها وقد وضعت معركة الانتخابات أوزارها بكل ما رافقها من نقاشات وتجاذبات دستورية وسياسية بل وحتى مسيرات كاد بعضها ان يصل للتشابك بين من يرى في ما تم انتهاكا للدستور ورجال الامن... واليوم وقد انتهى بعض هذا وبقي ما تنويه المعارضة من تحرك ضد ماتم من اجراءات...
الا ان الشعب.. عموم الشعب الذي قد يكون لا يستوعب حقيقة هذا النقاش الدستوري او حتى السياسي لأنه ملّ من كثرة الكلام واتساع نطاقه حتى وصل الى حد عدم فهم الخبراء له فضلا عن عوام الناس... هذا الشعب بكل اطيافه لم يقف ضد فوضى المعارضة موافقة للحكومة! ولم يدافع عن نظامه السياسي والاجتماعي لانه يؤمن باداء الحكومة! لا... بل انه وقف هذا الموقف ضد عبث الغالبية لأنه يرى ان الهجمة تتوجه الى نظام بلده السياسي والاجتماعي... ولذا ظهر امام الناس وكأنه يدافع عن الحكومة!!
اليوم... هذا الشعب ينتظر من الحكومة موقفا... ينتظر منها انجازا... ينتظر منها اصلاحا... فقد تخسر الحكومة هذا الفريق العاقل المتزن ما لم تتخذ خطوات طال صبر الشعب وهو ينتظرها...
ما لم تقفل الحكومه ( حنفية ) الفساد المفتوحة وتوقف كل فاسد مهما كان عند حده فانها ستخسر المتعقلين في المجتمع... ما لم تحاسب الحكومة كل شخص فاسد وتنزل به العقوبة التي يستحقها وتقدمه للمحاكمة فإنها قد تواجه اياما صعبة اصعب مما واجهته من ذي قبل.... ما لم تضع الحكومة جميع اطياف الشعب بكل فئاته وطوائفه وشرائحه تحت مظلة القانون الذي يطبق على الجميع بالتساوي دون محاباة لأحد او حماية لمتنفذ او قريب... فانها ستواجه تطرفا فكريا لدى الشباب ضدها تعجزها حلوله.. ما لم تقم الحكومة بحسن التصرف والحفاظ على مقدرات الدولة واموالها وتكن شفافة تجاه المجتمع في اعلان ( مدخولها ومصروفها )... فستعود ذات الحرب عليها لكن بخصوم جدد!!
ما لم تحقق الحكومة امال وطموحات الشعب والشباب وتلتفت الى مشاكلهم وتضع الخطط للانجاز الفعلي لا الكلامي فقط... فإن ازمة حقيقية لا مجرد مسيرات قد تقع في البلاد!!
المستحق على الحكومة من افعال معروف ومشهور لا حاجة لنا باعادته... عليها بعد كل ما حدث او ما قد يحدث مستقبلا ان تثبت لهذا الشعب انها على قدر المسؤولية وانها سترد لهذا الشعب الجميل حين وقف وكأنه يدافع عنها رغم كل اخفاقاتها.
كثير من ابناء الشعب تخلوا عن كثير من مآخذهم على الحكومة ونقدهم لها وسكتوا موقتا حين احسوا ان الهدف ليست الحكومه بل استقرار الوطن.... على الحكومة ان ترد على هؤلاء التحية بأحسن منها، ان تثبت انها ايضا تدافع عن النظام وتذود عنه بحسن الاداء.
كان للحكومة ما ارادت من الحفاظ على الاستقرار بعد ان كاد يضيع بأيام عصيبة مرت على البلاد... على الحكومة ان تعي هذا وان تعمل على معالجة اسبابه حتى لا يتكرر..
باختصار... كلنا... كلنا نعرف اخفاقات الحكومة وسوء ادائها.... لكننا وقفنا ضد الفوضى لا مع الحكومة وان تقاطعت مصالحنا مع بعض.... اما اليوم فإننا ننتظر من الحكومة الرد.


lawyermodalsbti