| عبدالعزيز صباح الفضلي |
بعض الأخوة الخليجيين يلوموننا في الكويت ويعتبون علينا وينتقدوننا، لأننا في أعينهم كمن يرفس النعمة برجليه، ويقولون: أنتم في خير ونعمة ورواتب وسكن، فماذا تريدون بعد؟
احمدوا النعمة واقعدوا راحة وخلكم من خرابيط : الإصلاح السياسي والحياة الديموقراطية والمشاركة الشعبية و...
ويأتي بعض المنتسبين للعلم ويقولون هذه التحركات إثارة للفتنة وخروج على الحاكم، وهذا فعل الخوارج، وإياكم ومخالفة ولي الأمر....
ونقول لهؤلاء وغيرهم، إن هذه التحركات هي صورة من صور الإصلاح، والإصلاح في المجتمعات هو من أرقى المراتب والغايات.
فالرسل عليهم السلام ما جاؤوا ــ بعد الدعوة إلى التوحيد ــ إلا لإصلاح ما وقعت فيه مجتمعاتهم من فساد على اختلاف صوره.
وسار في طريق الإصلاح الخلفاء الراشدون ثم التابعون إلى يومنا هذا، والتاريخ يسجل تحركات الإصلاح التي قام به الأئمة أحمد بن حنبل و ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا وغيرهم، والذين قاوموا الفساد وتصدوا للانحرافات، فهل يمكن القول ان هؤلاء مخربون أو خوارج؟
من أكثر من حض على الإصلاح، ودعا إلى الوقوف في وجه الظلم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وليس أدل على ذلك من قوله (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله).
ولقد ربط الله عز وجل حفظ المجتمعات من الخراب والتدمير بوجود المصلحين فيها كما جاء في كتابه (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) لذا كان الإصلاح ضرورة حتمية لا ترفاً زائداً كما يراه بعض أشقائنا الخليجيين.
لقد أصلحت ثورات (الربيع العربي) الفساد الذي كان مستشريا في الأنظمة السابقة، والتي حققت ثراء شخصيا على حساب شعوبها وسعت جاهدة إلى سلخ الشعوب من هويتها الإسلامية والعربية، وأرادت أن تجعلها نسخة مطابقة للنموذج الغربي ــ ليس في تقدمه العلمي والمدني ــ وإنما في انحرافه الأخلاقي والسلوكي، ولكن رحمة الله أنقذت تلك الشعوب قبل ضياعها.
وفي الكويت مازال لدينا ما نفخر به وهو حرية التحرك والدعوة إلى الإصلاحات السياسية، وأصبحت ساحة الإرادة رمزا لها، هذه التحركات الصادقة والتي تسعى لتعديل حالة التردي التي تعيشها البلاد، فمن تعطل للمشاريع التنموية، وتأخر في الخدمات الصحية، وبطأ في إنشاء المؤسسات التعليمية، ناهيك عن فضائح التحويلات المليونية، والأغذية الفاسدة، وزد على ذلك تعطل الحياة النيابية بعد إبطال مجلس 2012 والذي جاء بغالبية تتوافق مع المتطلبات الشعبية، إلى بقاء مجلس 2009، والذي لفظه الشارع وطالب برحيله، وبقاء الأمور معلقة إلى هذه الساعة.
كل هذا يدفع المواطنين إلى الوقوف مع دعاة الإصلاح ومؤازرتهم، وعدم الالتفات إلى دعايات التشويه التي يطلقها خصومهم عليهم، خصوصا ممن فقدوا الامتيازات، وتعطلت لديهم الصفقات والسرقات، لذا أصبح الوقوف مع هؤلاء المصلحين ضرورة شرعية ومصلحة وطنية.
لا يملك الإنسان إلا أن يقف احتراما وتقديرا إلى من حملوا لواء الإصلاح - سواء في بلادنا او خارجها - وكانوا في مقدمة الصفوف للدفاع عن حريات الناس وكرامتهم، و لو كان الثمن النيل من كرامتهم وتشويه سمعتهم، أو اعتقالهم وتقييد حريتهم، فيكفيهم فخرا أن يكون قدوتهم الأنبياء والمرسلون والذين كان لسان حالهم ومقالهم (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
101 ألف
خالص الشكر للنائب جمعان الحربش على رعايته لمهرجان (ألا إن نصر الله قريب) لدعم الشعب السوري والذي تم من خلاله جمع أكثر من 100 ألف دينار ستوجه كلها لمن وقفوا في وجه النظام السوري المجرم وشبيحته، والشكر موصول للمنظمين وللمشاركين في إلقاء الكلمات، ويقيننا بأن نصر الله قريب لا محالة.
Twitter : @abdulaziz2002
بعض الأخوة الخليجيين يلوموننا في الكويت ويعتبون علينا وينتقدوننا، لأننا في أعينهم كمن يرفس النعمة برجليه، ويقولون: أنتم في خير ونعمة ورواتب وسكن، فماذا تريدون بعد؟
احمدوا النعمة واقعدوا راحة وخلكم من خرابيط : الإصلاح السياسي والحياة الديموقراطية والمشاركة الشعبية و...
ويأتي بعض المنتسبين للعلم ويقولون هذه التحركات إثارة للفتنة وخروج على الحاكم، وهذا فعل الخوارج، وإياكم ومخالفة ولي الأمر....
ونقول لهؤلاء وغيرهم، إن هذه التحركات هي صورة من صور الإصلاح، والإصلاح في المجتمعات هو من أرقى المراتب والغايات.
فالرسل عليهم السلام ما جاؤوا ــ بعد الدعوة إلى التوحيد ــ إلا لإصلاح ما وقعت فيه مجتمعاتهم من فساد على اختلاف صوره.
وسار في طريق الإصلاح الخلفاء الراشدون ثم التابعون إلى يومنا هذا، والتاريخ يسجل تحركات الإصلاح التي قام به الأئمة أحمد بن حنبل و ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب وحسن البنا وغيرهم، والذين قاوموا الفساد وتصدوا للانحرافات، فهل يمكن القول ان هؤلاء مخربون أو خوارج؟
من أكثر من حض على الإصلاح، ودعا إلى الوقوف في وجه الظلم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وليس أدل على ذلك من قوله (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله).
ولقد ربط الله عز وجل حفظ المجتمعات من الخراب والتدمير بوجود المصلحين فيها كما جاء في كتابه (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) لذا كان الإصلاح ضرورة حتمية لا ترفاً زائداً كما يراه بعض أشقائنا الخليجيين.
لقد أصلحت ثورات (الربيع العربي) الفساد الذي كان مستشريا في الأنظمة السابقة، والتي حققت ثراء شخصيا على حساب شعوبها وسعت جاهدة إلى سلخ الشعوب من هويتها الإسلامية والعربية، وأرادت أن تجعلها نسخة مطابقة للنموذج الغربي ــ ليس في تقدمه العلمي والمدني ــ وإنما في انحرافه الأخلاقي والسلوكي، ولكن رحمة الله أنقذت تلك الشعوب قبل ضياعها.
وفي الكويت مازال لدينا ما نفخر به وهو حرية التحرك والدعوة إلى الإصلاحات السياسية، وأصبحت ساحة الإرادة رمزا لها، هذه التحركات الصادقة والتي تسعى لتعديل حالة التردي التي تعيشها البلاد، فمن تعطل للمشاريع التنموية، وتأخر في الخدمات الصحية، وبطأ في إنشاء المؤسسات التعليمية، ناهيك عن فضائح التحويلات المليونية، والأغذية الفاسدة، وزد على ذلك تعطل الحياة النيابية بعد إبطال مجلس 2012 والذي جاء بغالبية تتوافق مع المتطلبات الشعبية، إلى بقاء مجلس 2009، والذي لفظه الشارع وطالب برحيله، وبقاء الأمور معلقة إلى هذه الساعة.
كل هذا يدفع المواطنين إلى الوقوف مع دعاة الإصلاح ومؤازرتهم، وعدم الالتفات إلى دعايات التشويه التي يطلقها خصومهم عليهم، خصوصا ممن فقدوا الامتيازات، وتعطلت لديهم الصفقات والسرقات، لذا أصبح الوقوف مع هؤلاء المصلحين ضرورة شرعية ومصلحة وطنية.
لا يملك الإنسان إلا أن يقف احتراما وتقديرا إلى من حملوا لواء الإصلاح - سواء في بلادنا او خارجها - وكانوا في مقدمة الصفوف للدفاع عن حريات الناس وكرامتهم، و لو كان الثمن النيل من كرامتهم وتشويه سمعتهم، أو اعتقالهم وتقييد حريتهم، فيكفيهم فخرا أن يكون قدوتهم الأنبياء والمرسلون والذين كان لسان حالهم ومقالهم (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
101 ألف
خالص الشكر للنائب جمعان الحربش على رعايته لمهرجان (ألا إن نصر الله قريب) لدعم الشعب السوري والذي تم من خلاله جمع أكثر من 100 ألف دينار ستوجه كلها لمن وقفوا في وجه النظام السوري المجرم وشبيحته، والشكر موصول للمنظمين وللمشاركين في إلقاء الكلمات، ويقيننا بأن نصر الله قريب لا محالة.
Twitter : @abdulaziz2002