| عبدالعزيز صباح الفضلي |
الظلم من أكثر الأمور التي جعلها الله عز وجل محرمة بين عباده، وتوعد سبحانه الظالمين بالخزي في الدنيا قبل الآخرة، وحذر النبي عليه الصلاة والسلام من عدم نصرة المظلوم واعتبر ذلك من أسباب هلاك الأمم.
ولأننا نعيش في عالم تحول كالغابة يأكل القوي فيه الضعيف، ويتسلط صاحب النفوذ على من لا معين له، كان من الواجب أن ننصر المظلومين كل بحسب طاقته وقدرته.
***
في الكويت نجد فئة من اطلق عليهم البدون، كثير منهم ولد في الكويت وتربى على أرضها وتواجد بعضهم فيها من الستينات، لن أتكلم على موضوع الجنسية فهو موضوع معقد، لكنني أشير إلى أن من ثبت استحقاقه له فمن الظلم أن يتأخر منحه إياها، ومن لا يستحق وقد عاش سنوات طويلة في البلد وليس له إثباتات تشير إلى انتمائه لدول أخرى، فهذا ولا بد أن يمنح حقوق الإنسانية، من طعام ودواء وكساء وتعليم، وتصديق الزواج وإصدار شهادات الميلاد، وأن تحفظ له الحياة الكريمة، فإن لم نحسن معاملتهم من باب أخوة الدين والعروبة، فعلى الأقل من باب الإنسانية.
هؤلاء لهم مجموعة من الأبناء خرجوا مطالبين بمنحهم بعض الحقوق، وقد تم اعتقال مجموعة منهم، وأقول إن رمضان على الأبواب، فهل نرى قرارا رحيما من وزارة الداخلية بإعادة البسمة لأهلهم كي يتمكن هؤلاء من الإفطار بين عوائلهم وأبنائهم.
***
مسلمو أراكان إخوة لنا في الدين والعقيدة، يتعرضون لإبادة جماعية على أيدي المتعصبين البوذ في بورما وتساندهم في ذلك الحكومة البورمية التي لا توفر لهم الحماية الكافية، ولا تعاقب من يقوم بقتلهم.
في شهر يونيو الماضي أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح حق المواطنة للعرقية المسلمة في أراكان مما دفع المتعصبين البوذ والمعترضين على هذا القرار إلى مهاجمة حافلة كانت تضم مجموعة من علماء المسلمين وقتلهم بأبشع صورة، حيث تم ربط أيديهم وأرجلهم، وانهال عليهم المئات ضربا بالعصي حتى استشهدوا.
أراد المسلمون التظاهر على هذه الجريمة فمنعتهم الحكومة بالقوة وعملت على تشتيتهم، كما فرضت حظر التجول عليهم، في الوقت الذي أتاحت فيه الفرصة للبوذيين كي يعيثوا في الأرض فسادا فحرقوا المنازل وقتلوا من وصلوا إليه أو وقع تحت أيديهم.
فر بعضهم إلى بنغلاديش ومات بعضهم في طريق الهرب، وبقي ما يقارب العشرة ملايين يعانون من الاضطهاد تحت تعميم إعلامي لمأساتهم.
فهلا رأينا تحركا من منظمة المؤتمر الإسلامي لنصرتهم، وهل ستتحرك النخوة العربية لنجدتهم، لأننا نفضنا أيدينا من هيئة الأمم والتي استطاعت أن تحقق لأهل تيمور الشرقية وجنوب السودان انفصالهم لأنهم نصارى، أما العرقيات المسلمة فلا بواكي لها.

الرسالة
نقول لكل ظالم : الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان، ومن لا يرحم لا يُرحم.
 
Twitter : @abdulaziz2002