| علي الرز |
دائما كنت الأجرأ حتى في الرحيل. تسبق الآخرين الى فضاءات اخرى بلا استئذان. «الحركة برَكة»... تُرّددها يا مولانا عندما ترانا مستائين من انتصار طائفي هنا أو يائسين من حجم النصرة هناك أو منزعجين من غباء «النيران الصديقة» ومدى قدرتها على مساعدة «الممانعين».
كنت الأقدر على الجمع بين إرادة التصدي الصلبة لكل ما يحاك وينفذ وبين التفكير الهادئ والتحليل المنطقي. تحاور. تناقش. تضرب بيدك على الطاولة. ترد على البذيء بما يليق به... ثم تعيد الامور الى بداياتها. الى ما يشبه هذا الوطن الذي ادركت مع قلائل سر اسراره. الى الحوار والمجادلة الحسنة والإصغاء والانفتاح والتعايش.
نخاطبك «مولانا» فتلتفت الينا بعينين مرتابتين مبتسمتين، مستنكرا اللقب وانت الهارب من كل عباءات التمذهب والتطرف والايديولوجيات والتقاليد. «انا نصير الاسعد تركت البكوية (من البيك) الى المقلب الآخر، ثم تركت اليسارية الجامدة التي لم تميز بين ماكينة الخياطة والخياط... الى الفضاء الانساني، والآن تريدون إلباسي عمامة وانا في عز المواجهة مع مشروع التطييف الممتد من ايران الى غزة؟... لا ما حزرتو».
لكننا حزرنا، واقنعناك انك نصير كل من يؤمن بدولة مدنية وبالمجتمع المدني، وكل من يرفض الطائفية وخصوصا ابناء الطائفة الشيعية الذين وجدوا فيك «مقاوما» حقيقيا ضد المحاولات المستمرة لخطف الطائفة تمهيدا لخطف لبنان والحاقه بالمحور الايراني - السوري. كنت الشيعي ابن الشيعي ابن الشيعي تحفر جبل التخلف الزاحف على قرانا بإبرة، لكنك كنت مقتنعا بان الجبل سينهار لو حمل كل شيعي إبرة او حتى وردة في مواجهة المشروع الهادف الى اسقاط المدن و... ما بعد المدن.
تكتب وتحلل وتنشر، وتكتب وتحلل و... لا تنشر. بين المقال والمداخلة التلفزيونية زيارة وساطة سريعة لرأب صدع بين زعيمين او حتى بين زميلين. تحرص على فناجين القهوة مع رفاق السلاح - الكلمة، وعلى الحضور الدائم في كل النشاطات السياسية حرصا منك على التوازن وحرصا من الآخرين على الاتزان.
الحركة بركة يا مولانا، تتصل لتسأل عن الحال ووصْل ما انقطع وتخبرنا عن اوضاعك لتخجلنا وتفهمنا بطريقتك الحضارية كم قصرنا وابتعدنا، وتفهمنا اكثر كم كنت كبيرا حتى وانت تواجه المرض الذي زحف على جسدك منذ سنوات فاستخفّيت به ومددت له لسانك ولم تسمح له بشرف النيل ولو من انحناءة في كتفيك... لكنه ايضا لم يستسلم في مواجهة قامة كقامتك فاعتمد اساليب الطعن الخبيثة شأنه في ذلك شأن كثيرين استكثرت عليهم حتى (...)!
أمس، غابت حركة مولانا وبقيت بركته... لم تسمح للمرض بان يحني كتفيك لكن رحيلك كسر ظهورنا. الى جنات الخلد يا نصير... الى جنات الخلد.
alirooz@hotmail.com
دائما كنت الأجرأ حتى في الرحيل. تسبق الآخرين الى فضاءات اخرى بلا استئذان. «الحركة برَكة»... تُرّددها يا مولانا عندما ترانا مستائين من انتصار طائفي هنا أو يائسين من حجم النصرة هناك أو منزعجين من غباء «النيران الصديقة» ومدى قدرتها على مساعدة «الممانعين».
كنت الأقدر على الجمع بين إرادة التصدي الصلبة لكل ما يحاك وينفذ وبين التفكير الهادئ والتحليل المنطقي. تحاور. تناقش. تضرب بيدك على الطاولة. ترد على البذيء بما يليق به... ثم تعيد الامور الى بداياتها. الى ما يشبه هذا الوطن الذي ادركت مع قلائل سر اسراره. الى الحوار والمجادلة الحسنة والإصغاء والانفتاح والتعايش.
نخاطبك «مولانا» فتلتفت الينا بعينين مرتابتين مبتسمتين، مستنكرا اللقب وانت الهارب من كل عباءات التمذهب والتطرف والايديولوجيات والتقاليد. «انا نصير الاسعد تركت البكوية (من البيك) الى المقلب الآخر، ثم تركت اليسارية الجامدة التي لم تميز بين ماكينة الخياطة والخياط... الى الفضاء الانساني، والآن تريدون إلباسي عمامة وانا في عز المواجهة مع مشروع التطييف الممتد من ايران الى غزة؟... لا ما حزرتو».
لكننا حزرنا، واقنعناك انك نصير كل من يؤمن بدولة مدنية وبالمجتمع المدني، وكل من يرفض الطائفية وخصوصا ابناء الطائفة الشيعية الذين وجدوا فيك «مقاوما» حقيقيا ضد المحاولات المستمرة لخطف الطائفة تمهيدا لخطف لبنان والحاقه بالمحور الايراني - السوري. كنت الشيعي ابن الشيعي ابن الشيعي تحفر جبل التخلف الزاحف على قرانا بإبرة، لكنك كنت مقتنعا بان الجبل سينهار لو حمل كل شيعي إبرة او حتى وردة في مواجهة المشروع الهادف الى اسقاط المدن و... ما بعد المدن.
تكتب وتحلل وتنشر، وتكتب وتحلل و... لا تنشر. بين المقال والمداخلة التلفزيونية زيارة وساطة سريعة لرأب صدع بين زعيمين او حتى بين زميلين. تحرص على فناجين القهوة مع رفاق السلاح - الكلمة، وعلى الحضور الدائم في كل النشاطات السياسية حرصا منك على التوازن وحرصا من الآخرين على الاتزان.
الحركة بركة يا مولانا، تتصل لتسأل عن الحال ووصْل ما انقطع وتخبرنا عن اوضاعك لتخجلنا وتفهمنا بطريقتك الحضارية كم قصرنا وابتعدنا، وتفهمنا اكثر كم كنت كبيرا حتى وانت تواجه المرض الذي زحف على جسدك منذ سنوات فاستخفّيت به ومددت له لسانك ولم تسمح له بشرف النيل ولو من انحناءة في كتفيك... لكنه ايضا لم يستسلم في مواجهة قامة كقامتك فاعتمد اساليب الطعن الخبيثة شأنه في ذلك شأن كثيرين استكثرت عليهم حتى (...)!
أمس، غابت حركة مولانا وبقيت بركته... لم تسمح للمرض بان يحني كتفيك لكن رحيلك كسر ظهورنا. الى جنات الخلد يا نصير... الى جنات الخلد.
alirooz@hotmail.com