| علي الرز |
صدق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عندما قال في خطابه إن حمص «ما فيها شي» وان الحزب عبر وسائله ومصادر محايدة اكتشف ان كل صور المجازر والقصف «فبركات إعلامية». صدَق نصرالله لان مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري أموس التي عادت من زيارة لها الى حمص قالت إنها لم تستطع ان تجد شخصاً واحداً في منطقة بابا عمرو التي دُمرت عن بكرة أبيها وتَبخّر ساكنوها بين عمليات الإبادة وعمليات التهجير. فعلا «ما في شي بحمص»... لا بشر ولا حجر.
بالنسبة الى المنحازين الحقيقيين للمستضعفين السوريين المنسيين المتروكين لآلة القهر والقتل والإبادة والمجازر... «في شي كبير بحمص». فهذه المدينة لم تسقط بل الذي سقط هو أقنعة الدفاع عن المظلومين والأبرياء والمحاصَرين والمضطهَدين. قناعٌ وراء الآخر يهوي في لبنان آخذاً معه كل الشعارات التي احتلت المشهد السياسي وخوّنت اللبنانيين وصنّفتهم وجعلت من كل منهم مشروع متآمر او خائن او عميل فقط لانهم أحبوا رؤية وطنهم خارج محور الممانعة الذي رفع مصالحه فوق كل المبادئ والقيم.
«دم الاسرائيلي ليس اغلى من دمائنا». صحيح وألف صحيح، انما دم المواطن السوري المتظاهر من اجل حريته وكرامته ليس رخيصاً ايضاً بل هو أغلى من دماء كثيرة بما فيها تلك التي كان أصحابها يملكون قدرات الدفاع عن النفس. لكن اليد التي تضغط الزناد هناك اسرائيلية مجرمة واليد التي تضغط الزناد هنا عربية وإسلامية وممانِعة.
مجازر اسرائيل يجب الا تمر مرور الكرام. صحيح وألف صحيح. لكن عدد مَن سقطوا في هذه المجازر أقل من عدد السوريين الذين سقطوا منذ نحو عام بمجازر النظام السوري، بل ان عدد من ذُبحوا بالامس فقط بدمٍ بارد في كرم الزيتون وجوبر واحياء حمص وادلب يتجاوز عدد من سقطوا في مجازر كفر قاسم ودير ياسين وبحر البقر مجتمعة... لكن اليد التي تذبح هناك اسرائيلية واليد التي تذبح هنا عربية إسلامية وممانِعة.
اعتداء اسرائيل على دور العبادة يقابَل فوراً بالدعوات الى الجهاد وبذل الروح والدم ذوداً عن بيوت الله، بل إن زيارة مجرمٍ مثل أرييل شارون الى الأقصى كفيلة بتفجير انتفاضة شاملة. أما تدمير المساجد في سورية بالقصف وإسقاط المآذن على الهواء مباشرة واتخاذ بعضها مركزاً لقنّاصة النظام وشبّيحته وتحويل بعضها الى مراكز توقيف للمعتقلين وإجبارهم على تقديس الرئيس والقول «لا اله الا...»، فكلها أخطاء بسيطة او «مفبركة»... ما دام الذي يقصف المساجد عربيا ومسلما وممانِعا.
هلّل حلفاء الأسد في لبنان لـ «انتصاره» على الشعب السوري في بابا عمرو. تشفّوا بمن اعتبر الحي «ستالينغراد». وهم الآن يهللون لمجازر الفرقة الرابعة والشبيحة، ويهللون لمنطق القهر والموت والإبادة الجماعية، ويهللون لتعديل الخرائط على الأرض وتغيير الديموغرافيا وحملات التهجير استعداداً لرسم دويلة جديدة... لكنهم لا يعلمون انهم يرسمون بتهليلاتهم نهاية لدويلتهم.
حلفاء الاسد يمكنهم الاستمرار في الكيل بمكيالين، إنما سيف الظلم واحد ودم المظلوم الهاتف «الموت ولا المذلة» سينتصر على السيف.
alirooz@hotmail.com
صدق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عندما قال في خطابه إن حمص «ما فيها شي» وان الحزب عبر وسائله ومصادر محايدة اكتشف ان كل صور المجازر والقصف «فبركات إعلامية». صدَق نصرالله لان مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري أموس التي عادت من زيارة لها الى حمص قالت إنها لم تستطع ان تجد شخصاً واحداً في منطقة بابا عمرو التي دُمرت عن بكرة أبيها وتَبخّر ساكنوها بين عمليات الإبادة وعمليات التهجير. فعلا «ما في شي بحمص»... لا بشر ولا حجر.
بالنسبة الى المنحازين الحقيقيين للمستضعفين السوريين المنسيين المتروكين لآلة القهر والقتل والإبادة والمجازر... «في شي كبير بحمص». فهذه المدينة لم تسقط بل الذي سقط هو أقنعة الدفاع عن المظلومين والأبرياء والمحاصَرين والمضطهَدين. قناعٌ وراء الآخر يهوي في لبنان آخذاً معه كل الشعارات التي احتلت المشهد السياسي وخوّنت اللبنانيين وصنّفتهم وجعلت من كل منهم مشروع متآمر او خائن او عميل فقط لانهم أحبوا رؤية وطنهم خارج محور الممانعة الذي رفع مصالحه فوق كل المبادئ والقيم.
«دم الاسرائيلي ليس اغلى من دمائنا». صحيح وألف صحيح، انما دم المواطن السوري المتظاهر من اجل حريته وكرامته ليس رخيصاً ايضاً بل هو أغلى من دماء كثيرة بما فيها تلك التي كان أصحابها يملكون قدرات الدفاع عن النفس. لكن اليد التي تضغط الزناد هناك اسرائيلية مجرمة واليد التي تضغط الزناد هنا عربية وإسلامية وممانِعة.
مجازر اسرائيل يجب الا تمر مرور الكرام. صحيح وألف صحيح. لكن عدد مَن سقطوا في هذه المجازر أقل من عدد السوريين الذين سقطوا منذ نحو عام بمجازر النظام السوري، بل ان عدد من ذُبحوا بالامس فقط بدمٍ بارد في كرم الزيتون وجوبر واحياء حمص وادلب يتجاوز عدد من سقطوا في مجازر كفر قاسم ودير ياسين وبحر البقر مجتمعة... لكن اليد التي تذبح هناك اسرائيلية واليد التي تذبح هنا عربية إسلامية وممانِعة.
اعتداء اسرائيل على دور العبادة يقابَل فوراً بالدعوات الى الجهاد وبذل الروح والدم ذوداً عن بيوت الله، بل إن زيارة مجرمٍ مثل أرييل شارون الى الأقصى كفيلة بتفجير انتفاضة شاملة. أما تدمير المساجد في سورية بالقصف وإسقاط المآذن على الهواء مباشرة واتخاذ بعضها مركزاً لقنّاصة النظام وشبّيحته وتحويل بعضها الى مراكز توقيف للمعتقلين وإجبارهم على تقديس الرئيس والقول «لا اله الا...»، فكلها أخطاء بسيطة او «مفبركة»... ما دام الذي يقصف المساجد عربيا ومسلما وممانِعا.
هلّل حلفاء الأسد في لبنان لـ «انتصاره» على الشعب السوري في بابا عمرو. تشفّوا بمن اعتبر الحي «ستالينغراد». وهم الآن يهللون لمجازر الفرقة الرابعة والشبيحة، ويهللون لمنطق القهر والموت والإبادة الجماعية، ويهللون لتعديل الخرائط على الأرض وتغيير الديموغرافيا وحملات التهجير استعداداً لرسم دويلة جديدة... لكنهم لا يعلمون انهم يرسمون بتهليلاتهم نهاية لدويلتهم.
حلفاء الاسد يمكنهم الاستمرار في الكيل بمكيالين، إنما سيف الظلم واحد ودم المظلوم الهاتف «الموت ولا المذلة» سينتصر على السيف.
alirooz@hotmail.com