| كتب يوسف الجلاهمة |
بين أحداث «الاربعاء الأسود» و«الربيع الكويتي» الذي «عمره من عمر الكويت»، تنقل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في حديثه الى رؤساء تحرير الصحف المحلية امس. على أن «الأسود» على مرارته وعلى لسان سموه لم يكن ليطوي الأمل «الأبيض» بأن الجميع سيعمل من اجل الكويت، مجلسا وحكومة، مع تأكيد بالنبرة الحازمة بان كليهما سيكمل مدته الدستورية، فلا حل للأول ولا إقالة للثانية.
وعلى ألم من الأب، وصف سمو الأمير يوم الاربعاء بأحداثه بـ«الأسود»، مستغربا كيف للمواطنين ومن ضمنهم نواب أن يقتحموا مجلس الامة وقاعة عبدالله السالم، مع ما رافق ذلك من تخريب وتكسير، رافضا «ما لا يجوز» ومبرئا الديموقراطية مما حصل.
ووجه سموه رسالة الى «من يعنيهم الأمر» بقوله: «كنتم تتظاهرون وتشتمون في المظاهرات، وحتى اللغة التي كان البعض يتحدث وينطق بها كانت لغة غريبة عن المجتمع الكويتي، ومع ذلك كان يتم استيعاب الامر تحت إطار الديموقراطية التي كنا نرى انها تستوعب الامور. لكن أن يتم اقتحام مجلس الامة وقاعة عبدالله السالم وأن يدخل الى بيت الامة 150 شخصا من بينهم اعضاء في مجلس الامة، وأن يتم تكسير الأبواب والعبث والتخريب، فهذا امر لا يدخل في إطار الديموقراطية أو الحرية او الرأي والرأي الآخر... لقد داسوا في بطن الدستور».
واستغرب سموه كيف للبعض أن يطالب باستقالة رئيس الوزراء ويقسم بانه سيقيله، رغم أن ذلك ليس من شأنه ولا من صلاحيته «فأنا من أعين رئيس الوزراء وأنا من أقيل رئيس الوزراء وانا من أقبل تعيين الوزراء، هذا أمر منصوص عليه في الدستور إذا كان الحديث عن الدستور. أما ان يقسم احدهم بانه سيقيل رئيس الوزراء فهذا تعد على الدستور لمن يقول انه يتمسك بالدستور».
وأضاف سموه: «يقولون انهم يتمسكون بالدستور ويدعون الى واجب المحافظة عليه، وأنا أقول لهم ان من واجبي أن أحافظ على الدستور... كيف أقيل من لم يسرق ومن لم يخالف الدستور؟ الأمر برمته قضية عداء شخصي».
وشدد سموه على ان ما قيل، في يوم الاربعاء على وجه التحديد، من شتائم «ليس من الديموقراطية في شيء. الديموقراطية لها حدود. الناس كانوا فرحين بالديموقراطية لكن ما حصل جعل الناس تنفر من الديموقراطية وتكرهها. ما حصل جعل الكثيرين من الناس يتساءلون ويفكرون ما إذا كانت الديموقراطية هي مانراه».
ودعا سموه البعض الى «عدم جعل بلدنا يختنق» مستغربا من الحديث عن حق الحكومة في إحالة الاستجوابات الى المحكمة الدستورية، مشيراً في مقارنة سريعة الى ان بعض الاستجوابات كان يحول الى المحكمة الدستورية «عندما كان الأخ احمد السعدون رئيساً للمجلس. هل كان هناك انتقاص للديموقراطية آنذاك؟ علينا تقبل الديموقراطية وحكم المحكمة الدستورية».
وفي موضوع الايداعات المليونية قال سمو الامير «هم يعرفون أن الموضوع في عهدة القضاء والنيابة العامة، فلماذا لا ينتظرون الاحكام؟ وأنا أقول حتى لو كان الحكم ليس في صالح رئيس الوزراء او حتى ارفع مسؤولي الدولة فإنه سينفذ وسيطبق على أي كان. اتقوا الله في بلدكم ولا تنسوا ان الفتنة موجودة. أسألهم عدم إشعال الفتنة».
وجدد سموه تأكيده «أنا لن احل مجلس الامة ولا الحكومة وسيكملان مدتهما الدستورية وستكون هناك انتخابات جديدة وحكومة ومجلس جديدان. انتظروا حتى نهاية عمر المجلس. كيف أعطل الحياة النيابية الآن والناس غير مهيأين للانتخابات في ظل الأوضاع القائمة نتيجة تأثرهم بالتصعيد الحاصل في الشارع. أليس من الممكن ان تفرز الانتخابات النتيجة نفسها... ماذا تغيّر اذا؟».
وإذ شدد سموه على عدم استخدام القوة مع المتظاهرين يوم الاربعاء وأن أي عسكري لم يلجأ الى القوة «لان كل نقطة دم من اي كويتي اغلى عندنا من اي شيء في العالم»، مشيراً الى ان «ثلاثة عسكريين فقط تصدوا لمهاجميهم بالعصي، أما البقية فكانوا يقون انفسهم من ضربهم بالحجارة وحتى النعال (اكرمكم الله) وزجاجات الماء الفارغة بالدروع الواقية. هناك سبعة من افراد حرس المجلس تعرضوا الى الكهرباء بالادوات الصاعقة، مع العلم ان هذا السلاح يفترض أنه غير موجود الا لدى رجال الجيش والشرطة».
وأضاف: «يقولون ان هناك ضربا وقمعا، وأنا أقول ان الدم الكويتي غال لدينا ويساوي الكثير، وعلى من يحاول العبث والتكسير والتخريب والضرر ان يقف عند حده، وسنحاسب. نحن لا نرضى باستخدام السلاح أو القوة، كما لا نرضى في الوقت نفسه بالتخريب».
وإذ أعلن سموه ان كل من اقتحم المجلس وعددهم أكثر من 150، تم التعرف على أربعين منهم، سيحالون على النيابة العامة بمن فيهم النواب، أكد: «عندما كان يصدر حكم القضاء في كثير من القضايا الشخصية كنا نعفو، حتى عندما كان احد يخطئ في حق رئيس الوزراء كانت للرئيس رحابة صدر تدعو الى التغاضي والتسامح، أما ما حدث يوم الاربعاء فهو جريمة بحق الكويت والقانون سيطبق وسينفذ على المقتحمين ولن نعفو».
وتناول سموه ما استجد على الساحة من القول بان السعودية طرف في احداث الاربعاء بتأكيده أنه أمر غير صحيح. «السعودية بلد شقيق نعتز بقربها وبانتمائنا الى مجلس التعاون الخليجي وبعلاقة القرابة بالدم والنسب. مواقف المملكة لا تنكر، قبل الغزو العراقي للكويت وأيام الغزو وبعده. السعوديون اشقاؤنا. وأنا اطلعت على مقابلة النائب فيصل الدويسان، هو لم يذكر السعودية. تعرفون من فتح الباب وحاول استغلال اسم المملكة، والاخوان في السعودية يعرفون أن هؤلاء الجهلة لا يمثلون الحكومة. وندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه وأن تستقر الامور بوجودهم».
وإذ قال سموه «لو تطلبون مني عيني من اجل الكويت لأعطيتهما» شدد على ثقته بأن الجميع سيعملون معا بعدما حصل، «والأمر سيكون مستقبلاً أفضل عشرين مرة من الوضع القائم حاليا».
بين أحداث «الاربعاء الأسود» و«الربيع الكويتي» الذي «عمره من عمر الكويت»، تنقل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في حديثه الى رؤساء تحرير الصحف المحلية امس. على أن «الأسود» على مرارته وعلى لسان سموه لم يكن ليطوي الأمل «الأبيض» بأن الجميع سيعمل من اجل الكويت، مجلسا وحكومة، مع تأكيد بالنبرة الحازمة بان كليهما سيكمل مدته الدستورية، فلا حل للأول ولا إقالة للثانية.
وعلى ألم من الأب، وصف سمو الأمير يوم الاربعاء بأحداثه بـ«الأسود»، مستغربا كيف للمواطنين ومن ضمنهم نواب أن يقتحموا مجلس الامة وقاعة عبدالله السالم، مع ما رافق ذلك من تخريب وتكسير، رافضا «ما لا يجوز» ومبرئا الديموقراطية مما حصل.
ووجه سموه رسالة الى «من يعنيهم الأمر» بقوله: «كنتم تتظاهرون وتشتمون في المظاهرات، وحتى اللغة التي كان البعض يتحدث وينطق بها كانت لغة غريبة عن المجتمع الكويتي، ومع ذلك كان يتم استيعاب الامر تحت إطار الديموقراطية التي كنا نرى انها تستوعب الامور. لكن أن يتم اقتحام مجلس الامة وقاعة عبدالله السالم وأن يدخل الى بيت الامة 150 شخصا من بينهم اعضاء في مجلس الامة، وأن يتم تكسير الأبواب والعبث والتخريب، فهذا امر لا يدخل في إطار الديموقراطية أو الحرية او الرأي والرأي الآخر... لقد داسوا في بطن الدستور».
واستغرب سموه كيف للبعض أن يطالب باستقالة رئيس الوزراء ويقسم بانه سيقيله، رغم أن ذلك ليس من شأنه ولا من صلاحيته «فأنا من أعين رئيس الوزراء وأنا من أقيل رئيس الوزراء وانا من أقبل تعيين الوزراء، هذا أمر منصوص عليه في الدستور إذا كان الحديث عن الدستور. أما ان يقسم احدهم بانه سيقيل رئيس الوزراء فهذا تعد على الدستور لمن يقول انه يتمسك بالدستور».
وأضاف سموه: «يقولون انهم يتمسكون بالدستور ويدعون الى واجب المحافظة عليه، وأنا أقول لهم ان من واجبي أن أحافظ على الدستور... كيف أقيل من لم يسرق ومن لم يخالف الدستور؟ الأمر برمته قضية عداء شخصي».
وشدد سموه على ان ما قيل، في يوم الاربعاء على وجه التحديد، من شتائم «ليس من الديموقراطية في شيء. الديموقراطية لها حدود. الناس كانوا فرحين بالديموقراطية لكن ما حصل جعل الناس تنفر من الديموقراطية وتكرهها. ما حصل جعل الكثيرين من الناس يتساءلون ويفكرون ما إذا كانت الديموقراطية هي مانراه».
ودعا سموه البعض الى «عدم جعل بلدنا يختنق» مستغربا من الحديث عن حق الحكومة في إحالة الاستجوابات الى المحكمة الدستورية، مشيراً في مقارنة سريعة الى ان بعض الاستجوابات كان يحول الى المحكمة الدستورية «عندما كان الأخ احمد السعدون رئيساً للمجلس. هل كان هناك انتقاص للديموقراطية آنذاك؟ علينا تقبل الديموقراطية وحكم المحكمة الدستورية».
وفي موضوع الايداعات المليونية قال سمو الامير «هم يعرفون أن الموضوع في عهدة القضاء والنيابة العامة، فلماذا لا ينتظرون الاحكام؟ وأنا أقول حتى لو كان الحكم ليس في صالح رئيس الوزراء او حتى ارفع مسؤولي الدولة فإنه سينفذ وسيطبق على أي كان. اتقوا الله في بلدكم ولا تنسوا ان الفتنة موجودة. أسألهم عدم إشعال الفتنة».
وجدد سموه تأكيده «أنا لن احل مجلس الامة ولا الحكومة وسيكملان مدتهما الدستورية وستكون هناك انتخابات جديدة وحكومة ومجلس جديدان. انتظروا حتى نهاية عمر المجلس. كيف أعطل الحياة النيابية الآن والناس غير مهيأين للانتخابات في ظل الأوضاع القائمة نتيجة تأثرهم بالتصعيد الحاصل في الشارع. أليس من الممكن ان تفرز الانتخابات النتيجة نفسها... ماذا تغيّر اذا؟».
وإذ شدد سموه على عدم استخدام القوة مع المتظاهرين يوم الاربعاء وأن أي عسكري لم يلجأ الى القوة «لان كل نقطة دم من اي كويتي اغلى عندنا من اي شيء في العالم»، مشيراً الى ان «ثلاثة عسكريين فقط تصدوا لمهاجميهم بالعصي، أما البقية فكانوا يقون انفسهم من ضربهم بالحجارة وحتى النعال (اكرمكم الله) وزجاجات الماء الفارغة بالدروع الواقية. هناك سبعة من افراد حرس المجلس تعرضوا الى الكهرباء بالادوات الصاعقة، مع العلم ان هذا السلاح يفترض أنه غير موجود الا لدى رجال الجيش والشرطة».
وأضاف: «يقولون ان هناك ضربا وقمعا، وأنا أقول ان الدم الكويتي غال لدينا ويساوي الكثير، وعلى من يحاول العبث والتكسير والتخريب والضرر ان يقف عند حده، وسنحاسب. نحن لا نرضى باستخدام السلاح أو القوة، كما لا نرضى في الوقت نفسه بالتخريب».
وإذ أعلن سموه ان كل من اقتحم المجلس وعددهم أكثر من 150، تم التعرف على أربعين منهم، سيحالون على النيابة العامة بمن فيهم النواب، أكد: «عندما كان يصدر حكم القضاء في كثير من القضايا الشخصية كنا نعفو، حتى عندما كان احد يخطئ في حق رئيس الوزراء كانت للرئيس رحابة صدر تدعو الى التغاضي والتسامح، أما ما حدث يوم الاربعاء فهو جريمة بحق الكويت والقانون سيطبق وسينفذ على المقتحمين ولن نعفو».
وتناول سموه ما استجد على الساحة من القول بان السعودية طرف في احداث الاربعاء بتأكيده أنه أمر غير صحيح. «السعودية بلد شقيق نعتز بقربها وبانتمائنا الى مجلس التعاون الخليجي وبعلاقة القرابة بالدم والنسب. مواقف المملكة لا تنكر، قبل الغزو العراقي للكويت وأيام الغزو وبعده. السعوديون اشقاؤنا. وأنا اطلعت على مقابلة النائب فيصل الدويسان، هو لم يذكر السعودية. تعرفون من فتح الباب وحاول استغلال اسم المملكة، والاخوان في السعودية يعرفون أن هؤلاء الجهلة لا يمثلون الحكومة. وندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه وأن تستقر الامور بوجودهم».
وإذ قال سموه «لو تطلبون مني عيني من اجل الكويت لأعطيتهما» شدد على ثقته بأن الجميع سيعملون معا بعدما حصل، «والأمر سيكون مستقبلاً أفضل عشرين مرة من الوضع القائم حاليا».