| كتب المحرر الثقافي |
تتواصل الكاتبة والأكاديمية الدكتورة هيفاء السنعوسي، في طرح رؤاها الابداعية عبر مساحة أدبية متميزة، فإلى جانب ما قدمته للساحة الأدبية من مجموعات قصصية** ونصوص مسرحية، ومحاضرات في شتى المجالات الانسانية والفكرية والأدبية، فانها ساهمت في تدشين أفكار مهمة في مجال العلاج بالابداع عبر منهج متخصص في كليات جامعة الكويت، الى جانب طرحها أخيرا جائزة للمبدعين الكويتيين في كتابة النص المونودرامي، فالسنعوسي أستاذة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت وباحثة في مجال الفنون الأدبية العلاجية وتطوير الشخصية، وقد حاضرت وقدّمت ورش عمل في جامعات عربية وأوروبية وأميركية، كما نشرت أربع مجموعات قصصية ومجموعة مسرحيات قصيرة.
وستتحدث السنعوسي في هذا الحوار عن مشروعها الابداعي والذي يتعلق بالنص المونودرامي... وأهميته الابداعية والاجتماعية والعلاجية، واليكم نص الحوار:
• كيف يمكن تصنيف المسرح وهو حالة ابداعية أدبية ضمن الطرق العلاجية النفسية؟
- المسرح... جزء عميق الصلة بالحالة الشعورية والنفسية للانسان شبيه بالقصة فالقصة حياة والحياة قصة، وقد تم استخدام المسرح والقصة منذ سنوات طوال في التأهيل النفسي، ولكن هناك طرقاً عدة يستخدمها المعالجون تتوافق مع قناعاتهم وأبحاثهم. ولعل الأبرز في هذا المجال المسرح المونودرامي وهو مسرح البطل الواحد الذي يعتمد على بؤرة كثيفة تتكوم حول نفسية ومشاعر البطل في لحظة تأزم خاصة.
•هل يأتي من هنا اهتمامك بالمسرح المونودرامي فطرحت جائزة لكتابة النص المونودرامي؟
- نعم أعترف بأنني أمنح اهتماما كبيرا بالمسرح المونودرامي، فكما وضحت سابقا هو مسرح يعتمد على تحرّك بطل واحد فقط في النص وعلى خشبة المسرح، قد يكون امرأة أو رجلا ولكن المسألة الأهم هي كثافة بؤرة الضوء حول تفاصيل أعماق الشخصية التي نراها تتحرك في النص وفق ما يمكن أن أسميه بوحا ذاتيا فتكشف لنا أسرار نفسيتها وخلجاتها بشكل يجذب انتباه المتلقين، وقد تكون هذه الشخصية تحت أزمة نفسية وشعورية طارئة يمر بها الكثيرون في حياتهم اليومية، وقد تكون تحت وطأة أزمة سياسية خلفت أبعادا نفسية وقد تكون شخصية معقدة تمام التعقيد، وتعاني على سبيل المثال من مرض الفصام أو تعدد الشخصيات أو وهم العظمة وغيره من الأمراض النفسية.
طرحي للجائزة جاء توثيقا علميا لأهمية المسرح المونودرامي في حياتنا على الصعيدين النفسي والشعوري، وليس للمتعة فقط فالمسرح المونودرامي هو مسرح المثقفين لأنه مسرح راق لايتعامل وفق المنظور التجاري على الاطلاق، وتأتي الجائزة أيضا تشجيعا للمبدعين الكويتيين الذين لم يمارسوا هذا النوع من الكتابة الأدبية، فالجوائز تنحصر في اطار القصة والشعر في غالبها وربما المسرح العادي ولم يكن هناك تشجيع للمسرح المونودرامي، والجائزة ليست مادية فقط لفائزين ثلاثة وانما هناك هدية أعمق تأثيرا على نفسية الفائز بالمركز الأول وهي عرض حي لنصه المونودرامي.
•كيف تم التعامل مع فكرة الجائزة في طرحها الجديد لفكرة تشجيع المبدعين من الكتاب؟
- التفاعل كان جميلا في مسارين أولهما، اهتمام كبير من جامعة الكويت بالاعلان عنها في أرجاء الجامعة وفي التويتر وعبر تصريحات صحافية لعميد شؤون الطلبة، كما تم الاهتمام بها من رابطة الأدباء الكويتيين التي تمثل المظلة التي تستظل بها الجائزة فرابطة الأدباء هي محطة مهمة أهتم بأن أعرض أنشطتي فيها وليس فقط في جامعة الكويت والتي أفخر وأسعد بانتمائي لها بالطبع. وستكون احتفالية توزيع الجائزة في شهر ديسمبر وستكون مميزة بلا شك وفيها مفاجآت ابداعية براقة ان شاء الله كما اعتاد جمهوري الكريم مني الذي يشرفني ويسعدني بحضوره الكثيف ماشاء الله لأنشطتي الابداعية في رابطة الأدباء.
•كيف توظفين عمليا دراساتك العلمية التي تجمع بين الأدب والتطبيب النفسي وتطوير الشخصية؟
- أقدم دراساتي العلمية في صورة ورش عمل في مؤتمرات عالمية أدعى لها، وأقدمها في أنشطة ابداعية في الجامعة وفي رابطة الأدباء، كما أنني أطبقها على طلبتي في الجامعة من خلال ورش عمل في مقرر أفخر بتأسيسه في جامعة الكويت وهو مقرر الأدب والتحليل النفسي، وأسعد لأنني أجد طلبتي يتفاعلون مع ورش العمل بشكل يلفت انتباهي رغم أن غالبيتهم من كليات علمية كالطب والهندسة والعلوم فهم يدركون أثر ذلك في تطوير شخصياتهم، وفي اثراء وتحديث معلوماتهم. وهذا يشجعني على الاستمرار... وأنا أتذكر جيدا انجازي العلمي بمشاركتي في افتتاحية المؤتمر الطبي العالمي للجمعية الطبية الكويتية عام 2007 بعرض مسرحيتي القصيرة جدا المعنونة «سماعة طبية وقلم وحكاية»، والتي أداها طلبة كلية الطب وتطرح فكرة طبية توثق أهمية القصة في المسار الطبي وتؤكد على انسانية الحوار بين الطبيب والمريض وهي المسر حية الأولى التي تعرض في افتتاحية مؤتمر طبي على مستوى المؤتمرات الطبية في العالم العربي، لدي قناعة بأن العلوم متصلة ببعضها البعض وليس بينها حواجز، ربما ثقافتنا في العالم العربي تدفع لمزيد من الانفصال بين العلوم ولكن في العالم الغربي يهتمون بتوثيق الصلات بين العلوم في مختلف مشاربها.
•ما المسارات الجديدة في دراساتك العلمية في الفنون الأدبية العلاجية؟
- سافرت منذ مايقرب من العام الى الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من جامعة فلوريدا لعرض دراستي الجديدة حول المسرح العلاجي الذي جاء في رؤية علمية مبتكرة تحت مسمى مسرح الانعكاس الذاتي، وقد لاقت دراستي ترحيبا كبيرا في الأوساط الأكاديمية العلمية في أميركا وأثنى عليها مؤسس نظرية الهوية البروفيسور والباحث المتميز عالميا في مجال الدراسات النفسية للأدب الدكتور نورمان هولاند، الذي أدرك أهمية دراستي العلمية في مجال تحديد الهوية النفسية واستكشاف أعماق الذات وتطوير الشخصية، وليس الجانب العلاجي فقط. وقد تلقيتُ دعوات لإلقاء محاضرات وتقديم ورش عمل في جامعات في أوروبا وأميركا وهونغ كونغ وقبرص حول فكرتي الجديدة في المسرح العلاجي.
razan:hifa@.com
Twitter: @HaifaAlSanousi
تتواصل الكاتبة والأكاديمية الدكتورة هيفاء السنعوسي، في طرح رؤاها الابداعية عبر مساحة أدبية متميزة، فإلى جانب ما قدمته للساحة الأدبية من مجموعات قصصية** ونصوص مسرحية، ومحاضرات في شتى المجالات الانسانية والفكرية والأدبية، فانها ساهمت في تدشين أفكار مهمة في مجال العلاج بالابداع عبر منهج متخصص في كليات جامعة الكويت، الى جانب طرحها أخيرا جائزة للمبدعين الكويتيين في كتابة النص المونودرامي، فالسنعوسي أستاذة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت وباحثة في مجال الفنون الأدبية العلاجية وتطوير الشخصية، وقد حاضرت وقدّمت ورش عمل في جامعات عربية وأوروبية وأميركية، كما نشرت أربع مجموعات قصصية ومجموعة مسرحيات قصيرة.
وستتحدث السنعوسي في هذا الحوار عن مشروعها الابداعي والذي يتعلق بالنص المونودرامي... وأهميته الابداعية والاجتماعية والعلاجية، واليكم نص الحوار:
• كيف يمكن تصنيف المسرح وهو حالة ابداعية أدبية ضمن الطرق العلاجية النفسية؟
- المسرح... جزء عميق الصلة بالحالة الشعورية والنفسية للانسان شبيه بالقصة فالقصة حياة والحياة قصة، وقد تم استخدام المسرح والقصة منذ سنوات طوال في التأهيل النفسي، ولكن هناك طرقاً عدة يستخدمها المعالجون تتوافق مع قناعاتهم وأبحاثهم. ولعل الأبرز في هذا المجال المسرح المونودرامي وهو مسرح البطل الواحد الذي يعتمد على بؤرة كثيفة تتكوم حول نفسية ومشاعر البطل في لحظة تأزم خاصة.
•هل يأتي من هنا اهتمامك بالمسرح المونودرامي فطرحت جائزة لكتابة النص المونودرامي؟
- نعم أعترف بأنني أمنح اهتماما كبيرا بالمسرح المونودرامي، فكما وضحت سابقا هو مسرح يعتمد على تحرّك بطل واحد فقط في النص وعلى خشبة المسرح، قد يكون امرأة أو رجلا ولكن المسألة الأهم هي كثافة بؤرة الضوء حول تفاصيل أعماق الشخصية التي نراها تتحرك في النص وفق ما يمكن أن أسميه بوحا ذاتيا فتكشف لنا أسرار نفسيتها وخلجاتها بشكل يجذب انتباه المتلقين، وقد تكون هذه الشخصية تحت أزمة نفسية وشعورية طارئة يمر بها الكثيرون في حياتهم اليومية، وقد تكون تحت وطأة أزمة سياسية خلفت أبعادا نفسية وقد تكون شخصية معقدة تمام التعقيد، وتعاني على سبيل المثال من مرض الفصام أو تعدد الشخصيات أو وهم العظمة وغيره من الأمراض النفسية.
طرحي للجائزة جاء توثيقا علميا لأهمية المسرح المونودرامي في حياتنا على الصعيدين النفسي والشعوري، وليس للمتعة فقط فالمسرح المونودرامي هو مسرح المثقفين لأنه مسرح راق لايتعامل وفق المنظور التجاري على الاطلاق، وتأتي الجائزة أيضا تشجيعا للمبدعين الكويتيين الذين لم يمارسوا هذا النوع من الكتابة الأدبية، فالجوائز تنحصر في اطار القصة والشعر في غالبها وربما المسرح العادي ولم يكن هناك تشجيع للمسرح المونودرامي، والجائزة ليست مادية فقط لفائزين ثلاثة وانما هناك هدية أعمق تأثيرا على نفسية الفائز بالمركز الأول وهي عرض حي لنصه المونودرامي.
•كيف تم التعامل مع فكرة الجائزة في طرحها الجديد لفكرة تشجيع المبدعين من الكتاب؟
- التفاعل كان جميلا في مسارين أولهما، اهتمام كبير من جامعة الكويت بالاعلان عنها في أرجاء الجامعة وفي التويتر وعبر تصريحات صحافية لعميد شؤون الطلبة، كما تم الاهتمام بها من رابطة الأدباء الكويتيين التي تمثل المظلة التي تستظل بها الجائزة فرابطة الأدباء هي محطة مهمة أهتم بأن أعرض أنشطتي فيها وليس فقط في جامعة الكويت والتي أفخر وأسعد بانتمائي لها بالطبع. وستكون احتفالية توزيع الجائزة في شهر ديسمبر وستكون مميزة بلا شك وفيها مفاجآت ابداعية براقة ان شاء الله كما اعتاد جمهوري الكريم مني الذي يشرفني ويسعدني بحضوره الكثيف ماشاء الله لأنشطتي الابداعية في رابطة الأدباء.
•كيف توظفين عمليا دراساتك العلمية التي تجمع بين الأدب والتطبيب النفسي وتطوير الشخصية؟
- أقدم دراساتي العلمية في صورة ورش عمل في مؤتمرات عالمية أدعى لها، وأقدمها في أنشطة ابداعية في الجامعة وفي رابطة الأدباء، كما أنني أطبقها على طلبتي في الجامعة من خلال ورش عمل في مقرر أفخر بتأسيسه في جامعة الكويت وهو مقرر الأدب والتحليل النفسي، وأسعد لأنني أجد طلبتي يتفاعلون مع ورش العمل بشكل يلفت انتباهي رغم أن غالبيتهم من كليات علمية كالطب والهندسة والعلوم فهم يدركون أثر ذلك في تطوير شخصياتهم، وفي اثراء وتحديث معلوماتهم. وهذا يشجعني على الاستمرار... وأنا أتذكر جيدا انجازي العلمي بمشاركتي في افتتاحية المؤتمر الطبي العالمي للجمعية الطبية الكويتية عام 2007 بعرض مسرحيتي القصيرة جدا المعنونة «سماعة طبية وقلم وحكاية»، والتي أداها طلبة كلية الطب وتطرح فكرة طبية توثق أهمية القصة في المسار الطبي وتؤكد على انسانية الحوار بين الطبيب والمريض وهي المسر حية الأولى التي تعرض في افتتاحية مؤتمر طبي على مستوى المؤتمرات الطبية في العالم العربي، لدي قناعة بأن العلوم متصلة ببعضها البعض وليس بينها حواجز، ربما ثقافتنا في العالم العربي تدفع لمزيد من الانفصال بين العلوم ولكن في العالم الغربي يهتمون بتوثيق الصلات بين العلوم في مختلف مشاربها.
•ما المسارات الجديدة في دراساتك العلمية في الفنون الأدبية العلاجية؟
- سافرت منذ مايقرب من العام الى الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من جامعة فلوريدا لعرض دراستي الجديدة حول المسرح العلاجي الذي جاء في رؤية علمية مبتكرة تحت مسمى مسرح الانعكاس الذاتي، وقد لاقت دراستي ترحيبا كبيرا في الأوساط الأكاديمية العلمية في أميركا وأثنى عليها مؤسس نظرية الهوية البروفيسور والباحث المتميز عالميا في مجال الدراسات النفسية للأدب الدكتور نورمان هولاند، الذي أدرك أهمية دراستي العلمية في مجال تحديد الهوية النفسية واستكشاف أعماق الذات وتطوير الشخصية، وليس الجانب العلاجي فقط. وقد تلقيتُ دعوات لإلقاء محاضرات وتقديم ورش عمل في جامعات في أوروبا وأميركا وهونغ كونغ وقبرص حول فكرتي الجديدة في المسرح العلاجي.
razan:hifa@.com
Twitter: @HaifaAlSanousi