كيف يمكن لمتظاهرين في البحرين فقراء لا يجدون قوت يومهم، متأزمين اقتصاديا، جوعى عطشى، يشكون الظلم والضيم والظلايم، طايح حظهم، أزعجونا بيافطاتهم «سلمية سلمية... وطنية لا شيعية ولا سنية»، يمتلكون فجأة أسلحة ومتفجرات لتفجير السفارة السعودية في بلادهم، ونسف جسر الملك فهد الدولي الذي يربط بين الدولتين من دون أن يكون ذلك بتوجيه ورعاية وإعداد واخراج وتنفيذ الرئيس الايراني الخلوق المسالم المتواضع احمدي نجاد! إيران تعتقد من خلال تجنيد أصحاب «سلمية سلمية» لتفجير السفارة السعودية قراراً لا يمكن التنازل عنه كون الأخيرة هي من أفشلت المخطط الثوري الإيراني لإسقاط حكم آل خليفة وبالتالي لابد من نسفها، وقبل ذلك نسف جسر الإمداد الذي أدخل الآليات السعودية والخليجية لإنقاذ البحرين من الغرق!
كما أن اختراع إيران لقصة التجسس عليها من قبل الكويتيين (عادل اليحيى ورائد الماجد) إما أن تكون وسيلة أو ورقة ضغط على الكويت لاستغلالها وتوظيفها في المناسبات السياسية المقبلة، لاسيما بعد الحديث عن ضربة أميركية لإيران، أو أنها نكتة تريد بها تلطيف الجو المشحون معنا!
لا شك بأن طهران تشعر اليوم بأنها محاصرة لاسيما بعد اهتزاز العرش من تحت قدمي بشار الأسد في سورية بعد تعليق جامعة الدول العربية عضويتها لعدم التزامها ببنود الاتفاق بسبب الاستمرار بالتنكيل بالشعب السوري، الأمر الذي جعل دمشق تلتف على قرار الجامعة الشجاع لتطالب بعقد قمة عربية طارئة بعد القرار بيوم! وهو طلب سيظهر مواقف الدول المتخاذلة من الدول الواضحة والداعمة للشعب السوري.
الشأن الإيراني بات يقلقنا كوننا من دول الجوار، وضربها سيدخلنها في متاهات الخلايا النائمة لدينا ولدى دول الخليج، والحل الوحيد للخلاص من نظام الملالي ليس بتدمير شعبها، الذي لا ذنب له، بل بدعم واشنطن لرموز المعارضة التي أسقطها نجاد إبان انتخابات 2009 وحكم بعدها البلاد بالرأي والرأي نفسه!
ترى ماذا تخبئ لنا طهران بعد حكاية تجسس عيالنا عليها، التي جاءت بعد ساعات فقط من إعلان البحرين القبض على شبكة تجسسية وخلية تخريبية لتفجير مواقع استراتيجية فيها؟!
حقا من السياسة الإيرانية أنا مندهش!

على الطاير
زميلنا جعفر رجب زعلان يا حرام ومهموم كون الجامعة العربية جمدت عضوية سورية كما اتضح مما سطره في زاويته اول من امس تحت عنوان «عرب نجب وعرب جنب»! وسبب ضجره يا حرام أن دولنا العربية القمعية لم يتخذ بحقها مثل هذا القرار!
كنت أتمنى ألا يتجاوز زميلنا رجب القتل والتنكيل والاعتقالات التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه فيبدي رأيه بشجاعه بعيدا عن اللف والدوران والقفز على الأحداث بالمراوغة الانشائية واصطناع الاسلوب الثوري (على الطل)! حقا أنا مندهش! ومن اجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم.


وليد إبراهيم الأحمد
كاتب كويتي
waleed_yawatan@yahoo.com
twitter @waleedALAMAD