ما أجمل عام 2011 هذا العام الذي كتبت في بدايته مقالا بعنوان عام 2011 سنة التغيير، هذا العام الذي شهد ثورات عربية أثمرت فوائد عدة عم نفعها الشعوب العربية، كان منها زوال أنظمة جثمت على أجساد الأمة منذ أعوام طويلة، هذه الثورات التي كانت أحد أسباب حصول أول امرأة عربية على جائزة نوبل للسلام وهي اليمنية توكل كرمان وذلك لدورها في تحفيز الثوار اليمنيين وتحملها لعذابات السجون.
هذه الثورات التي انتجت نصرا لحركة التحرر والجهاد على الأراضي الفلسطينية من خلال نجاح صفقة إطلاق الأسرى بين «حماس» وإسرائيل والتي تم من خلالها الاتفاق على إطلاق 1027 أسيرا، يشمل جميع النساء ومن عليهم أحكام مؤبدة طويلة.
هذه الثورات التي تميزت بها الصفوف، وعرف منها الطيب من الخبيث، انكشف من خلالها زيف ادعاء الدفاع عن الحقوق العربية وإذ بهذه الأنظمة الظالمة أول من ينتهك حرماتها، تكشفت أبواق التطبيل للظالمين من خلال من ماتت ضمائرهم من السياسيين والإعلاميين والكتاب والفنانين.
اتضحت حقيقة علماء السلاطين الذين باعوا الدين بالدنيا، من أمثال مفتي سورية، وبعض علماء اليمن، الذين أخذوا يدندنون على أحاديث طاعة ولي الأمر، ونسوا أحاديث حرمة دماء المسلم.
هذه الثورات يبدو أن آثارها لن تنتهي، ولعل من آخرها امتدادها إلى طلبة المدارس عندنا في الكويت، والذين أقاموا اعتصامهم أمام وزارة التربية الأسبوع الماضي، اعتراضا على قرارات تعديل توزيع الدرجات.
أيها الكرام أجمل الأجواء هي التي يتنفس فيها الناس أجواء الحرية، ويتمكنون من التعبير عما في نفوسهم، وهذا بلا شك يؤدي إلى الاستقرار، فان تتكشف الأمور والآراء المعارضة خير من العمل في الظلام، وكم أتمنى من الحكومات التي تسمح بحرية الفساد الأخلاقي من خمور وتجارة الرقيق الأبيض، أن تسمح لأبناء شعبها بحرية التعبير عن آرائهم، قبل أن تمتد لهم عدوى الثورات، وساعتها ستحرقهم نارها، ولن يستطيعوا إطفاءها.


عبدالعزيز صباح الفضلي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com