قال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي: ان الكويت ستفتح باب التعاون مع كوسوفو الى «أبعد الحدود» داعيا الحكومتين الكويتية والكوسوفية الى «الاسراع في إرساء قواعد التعاون بينهما في مختلف الصعد».
واكد الخرافي في مقابلة مع تلفزيون كوسوفو الرسمي وجود توجه لدى الحكومة الكويتية لتدشين علاقات ثنائية «طيبة» مع حكومة كوسوفو تبدأ بعد اعلان الكويت الاعتراف بجمهورية كوسوفو خلال الايام القليلة المقبلة، مشيرا الى ان «تباشير هذا التوجه تتمثل في الزيارة الرسمية التي سيقوم بها وزير الخارجية الكوسوفي انور خوجاي الى الكويت الثلاثاء المقبل».
وبين الخرافي حرص البرلمانين الكويتي والكوسوفي على دعم وتعزيز هذه العلاقات الثنائية لكل ما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين لاسيما وان العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال البرلماني سبقت المجالات الاخرى السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية.
وردا على سؤال حول المتوقع ان تقدمه الكويت لكوسوفو بعد اعلانها الاعتراف بها قال الخرافي: ان «الكويت كان لها دور في دعم ومساعدة كوسوفو وهي لم تعترف بها فما بالك بعد الاعتراف... أكيد التعاون والدعم سيكون اكبر».
وحول كيفية استفادة البلدين من تجربة الاحتلال العراقي للكويت والاحتلال الصربي لكوسوفو قال: ان «الكويت استفادت من تجربة احتلال نظام صدام حسين العام 1990 ببدء صفحة جديدة مع الحكومة والشعب العراقي بعد سقوط النظام في العام 2003 وكذلك انصح الشعب الكوسوفي ان يبدأ صفحة جديدة مع الشعب الصربي بعد ان تغير النظام السابق في صربيا ولا بد ان يكون هناك حوار ايجابي مبني على الاحترام المتبادل بين الطرفين يهدف الى تهدئة النفوس والتطلع الى مستقبل افضل لكلا البلدين».
وقال: ان «التاريخ أثبت انه من صالح الشعوب ان تستقر الامور وان الاختلاف يزيد الامور سوءا ويساهم في تعقيد الامور وتأخير التنمية وانا على يقين بحكمة القيادة السياسية في كل من كوسوفو وصربيا على تجاوز آثار المرحلة السابقة والبدء بفتح صفحة جديدة بين البلدين يكون اساسها الاحترام والتعاون ومصلحة الشعبين»، مضيفا «انا اعلم ان الطريق لفتح صفحة جديدة بين البلدين ليس سهلا لان هناك جروحاً بعضها لا يزال غائرا ولكن على البلدين ان يتجاوزا هذه المسألة ويفكرا جديا في العمل لكل ما فيه خير ومصلحة شعبي البلدين».
وكان الرئيس الخرافي اختتم امس والوفد المرافق له زيارة رسمية الى كوسوفو التقى خلالها رئيسة جمهورية كوسوفو عاطفتنا يحياجا ورئيس مجلس الوزراء الكوسوفي هاشم تاشي ورئيس البرلمان الكوسوفي كراسنيتس ويضم الوفد المرافق للخرافي في عضويته كلاً من النواب الدكتور علي العمير ومحمد هايف المطيري وفيصل الدويسان.
وقال الخرافي: ان الجولة التي قام بها والوفد المرافق له والتي ضمت كلاً من جمهوريات صربيا وألبانيا وكوسوفو نجحت في تحقيق أهدافها، مشيداً بالمباحثات التي أجراها مع المسؤولين في هذه الدول والتي ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بينها وبين دولة الكويت.
وأضاف: «ان الزيارات كانت تهدف الى توثيق العلاقات بين الكويت وهذه الدول بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، منوها الى أنه لمس خلال المحادثات التي أجراها والوفد المرافق له مدى حرص هذه الدول وشعوبها على اقامة علاقات متميزة مع الكويت كما شعر بحجم التقدير الذي يكُنونَهُ لمواقف الكويت الداعمة لبلادهم».
وبين الخرافي أن مباحثاته مع رؤساء البرلمانات تضمنت تنسيق المواقف حول القضايا والمواضيع المطروحة في المحافل البرلمانية الدولية، لافتاً الا أنه «تمت مناقشة عدد من المواضيع المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني المقرر عقده في العاصمة السويسرية (بيرن) منتصف الشهر الجاري».
وأعرب الخرافي عن شكره وتقديره لكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظي بهما والوفد المرافق له في جميع الدول التي زارها خلال الجولة، مشيداً في الوقت نفسه بالجهود التي قام بها سفراء دولة الكويت في هذه الدول وجميع العاملين في البعثات الديبلوماسية والتي ساهمت في نجاح الزيارة.
بدوره بين العضو الدكتور علي العمير أن «زيارة الوفد لجمهوريات صربيا وألبانيا وكوسوفو تحمل أهمية خاصة باعتبارها تمثل عمقاً أوروبياً اذ ان دولتين منها ذات غالبية مسلمة وهذا جانب يستحق اهتمام الدول الاسلامية التي عليها أن تقيم علاقات متميزة معها».
وأضاف العمير، أن «مباحثات الوفد مع المسؤولين في هذه الدول اتسمت بالصراحة والشفافية حيث كان الرئيس الخرافي واضحا في حديثه مع رئيسة البرلمان الصربي حول موضوع اعتراف دولة الكويت بجمهورية كوسوفو، مبينا أن الكويت لا تستطيع أن تشذ عن موقف دول مجلس التعاون»، مؤكدا في الوقت ذاته على حرص الكويت على اقامة علاقة وثيقة مع صربيا في المجالات كافة.
وأعرب العمير عن سعادته للصدى الايجابي الكبير الذي لقيته زيارة الوفد في «كوسوفو» حيث «علمنا أن الطائرة التي أقلت الوفد للعاصمة بويشتيكا» قوبلت بالتصفيق من قبل الكوسوفيين المتواجدين في المطار باعتبارها أول طائرة عربية تحط في بلدهم منوهاً كذلك بـ «المبادرة الكريمة من رئيسة كوسوفو المتعلقة بتأجيل بسفرها حتى تستطيع الالتقاء بالوفد الكويتي الأمر الذي يعكس مدى حرص كوسوفو حكومة وشعباً على اقامة علاقات طيبة مع دولة الكويت».
وحول الزيارة الكويت لألبانيا فقال العمير: ان «الوفد استشعر مدى التقدير الكبير الذي يحمله المسؤولون والشعب في ألبانيا لدى دولة الكويت حيث وصفت رئيسة البرلمان الألباني رئيس المجلس جاسم الخرافي بالأخ الكبير الذي تستفيد من حكمته».
وأوضح العمير، أن «جمهورية ألبانيا تحديداً تحمل أهمية بالغة نظراً لأن الشعب الألباني يمتد الى العديد من الدول الأخرى الأمر الذي يجعل اقامة علاقات متينة معها له انعكاسه وأثره الطيب في الدول التي ينتمي شعبها للأصول الألبانية».
من جانبه قال النائب فيصل الدويسان: ان الجولة كانت تهدف الى توثيق العلاقات الثنائية بين دولة الكويت والدول الاخرى وتعزيز سبل التعاون في كافة المجالات، مشيراً الى أهمية التعاون الاقتصادي والاستثماري خصوصاً في وجود العديد من فرص التعاون المتوافرة في هذه الدول.
وأضاف الدويسان أن «الوفد اطلع على المشروع الذي أقيم في العاصمة الألبانية تيرانا من المنحة التي قدمها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والتي تعكس اهتمام سموه بالبلاد الاسلامية والصديقة وتلبية احتياجاتها وتقديم يد العون لها».
وأعرب الدويسان عن سعادته بالحفاوة والتقدير الذي قوبل به الوفد في كل الدول بما يعكس مدى عمق ومتانة العلاقة التي تربط هذه الدول بدولة الكويت مشيداً بالدور الكبير الذي قام به الرئيس الخرافي.
وأشاد النائب محمد هايف بنتائج الجولة ودورها في « توثيق علاقات دولة الكويت بمختلف دول العالم الأمر الذي يمثل أهمية كبيرة حيث ساهمت علاقاتها المتميزة والقوية بمختلف دول العالم في تحريرها من الاحتلال العراقي الآثم».
وأضاف هايف أن أهمية مثل هذه الزيارات تتضمن كذلك نقل وجهة نظر الكويت ازاء العديد من القضايا المختلفة داعيا جميع الوفود التي تنتمي الى دول اسلامية أن تتلمس حاجات اخوانهم المسلمين خصوصاً ممن يتعرضون الى المضايقات في ممارسة شعائرهم الدينية انطلاقا من الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الانسان.
وأوضح هايف أن الوفد بحث مع رئيس البرلمان ورئيس الوزراء في كوسوفو موضوع منع الحجاب في المدارس الحكومية الكوسوفية، مشيراً الى أن «وجه الاعتراض كان في منع ارتداء الحجاب لمن ترغب في ارتدائه وليس في فرض ارتدائه رغم أن ارتداءه مسموح به في أغلب الدول الأوروبية».
وقال هايف: «ان الشعب الكويتي ساند الشعب الكوسوفي منذ أيام الحرب ودعم التوجه نحو الاعتراف بجمهورية كوسوفو بعد استقلالها انطلاقا من رابطة الدين الاسلامي الواحد»، داعيا الحكومة في كوسوفو الى مراعاة هذا الجانب خاصة وأن ذلك يتماشى مع القوانين والمعاهدات المتعلقة بالحريات وحقوق الانسان.