5أكتوبر هو يوم المعلم، وعادة يسمع المعلم فيه أجمل الكلمات وأعذب العبارات، فيظن من شدة سعادته أن ليس في العالم أحد يطول مقامه، ولكن ما ان ينتهي طابور الصباح، والذي في العادة تلقى فيه تلك العبارات، حتى يصدم بالواقع المر والذي يغلب عليه التطنيش أوالتطفيش.
المعلم المسكين يرى الكوادر توزع عن يمينه وشماله، خصوصاً لمن رفع صوته أو هدد بإضرابه، أما كادره ففي كل مرة يضعون العراقيل في طريقه، ولعل آخرها بدعة البونص والذي تم إلغاء فكرته بعد إقرار الحكومة لكادر العاملين في النفط.
قطر ترفع رواتب المعلمين لتتجاوز 4 آلاف دينار كويتي، مصر وبرغم أزمتها السياسية والمالية ترفع رواتب المعلمين 200 في المئة، في اليابان أعلى الرواتب تعطى للمعلمين، فما عذرنا في الكويت، هذه دول منها من هو متقدم علينا ومنها من هو مثلنا ومنها من هو أقل منا ومع ذلك فقد قدروا للمعلم مكانته وسعوا لرفع معاناته، وفي بلادنا لا يزال كادر المعلمين مكانك سر.
الذي لم يجرب التدريس أعتقد أنه لن يشعر بمعاناة المعلمين، وأستطيع أن أطلق على المعلم لقب (بتاع كله) فهو بجانب التدريس يقوم بمهام عدة، فهو بائع في المقصف، ومحاسب للمالية، ومخطط للجدول المدرسي، وصباغ للجدران، وشرطي يطارد الصبيان الذين يقفزون فوق الحيطان، وهو الزراع، وهو مشرف الجناح، وغير ذلك.
وفوق هذا وذلك فهو مهدد من قبل المدير أو الموجه بالحرمان من الامتياز، ما يعني ضياع الكادر والأعمال الممتازة، وتأخر الترقيات. فيا حكومة أما آن لكم أن ترحموا عزيز قوم ذل.
إن عيون المعلمين تتطلع إلى جلسة 25 أكتوبر وكلهم أمل أن يقر فيها كادرهم، خصوصاً بعد تأكيد أكثر من 33 نائباً وقوفهم مع الكادر و هو العدد المطلوب لإقراره. وحتى أكون متوافقاً مع نفسي في ما أكتب فإنني أتمنى أن توضع عقوبات ولو أدت إلى حرمان البعض من الاستفادة من بعض الكادر إن لم يكن كله، خصوصاً أولئك القلة الذين لا يراقبون الله في تدريسهم، ولا يستشعرون أمانة الطلاب الذين بين أيديهم، فأصحاب الإجازات المرضية الكاذبة، وغير المنضبطين في حضورهم وانصرافهم، والمقصرون في إيصال المعلومات لتلاميذهم، فهؤلاء أولى بهم أن يبحثوا عن وظيفة غير التدريس لأنهم عالة عليها، أتذكر أن زوج معلمة صرح لي بأنه أخذ لزوجته إجازة مرضية لمدة شهرين، فقط لأن الوزارة أصدرت قرارا بنقل زوجته إلى مدرسة أخرى، وقابلت مرة طالباً صغيراً في منطقتنا فسألته عن اسم مدرسته فأخبرني، ثم سألته عن رأيه بمعلمة المادة التي أقوم بالتوجيه عليها، فقال وهو يبتسم: أحسن أبله، قلت لماذا؟ قال: في الامتحان كان هناك سبعة أسئلة، قامت هي بالإجابة عن خمسة منها وقالت أنتم أكملوا البقية! خوش تعليم.
ملايين الحربش
أراد أحد المواقع الالكترونية الإساءة إلى سمعة النائب جمعان الحربش وإثارة الشكوك حوله، خاصة وأنه من ضمن النواب المطالبين بكشف الحقيقة حول الفضائح المليونية، وذلك من خلال تلفيق خبر كاذب زعموا من خلاله أن بنكاً إسلامياً قام بإحالة حساب النائب إلى النيابة العامة بسبب تضخم حساباته، ولم يدرك القائمون على ذلك الموقع أنهم قدموا خدمة جليلة للنائب لم يكن يتوقعها، فقد جاءت الردود على الموقع نفسه وعبر وسائل التواصل الاجتماعي كالتويتر وغيره مدافعة عن النائب ومزكية لأمانته ونظافة يده، ومن جميل التعليقات التي قرأتها، قول أحدهم (نعم حسابات النائب متضخمة ولكن بالعز والشرف، والأمانة والصدق، متضخمة بالضمير الحي وحب البلد، متضخمة بكل ما يرفع الرأس). ونقول للنائب الحربش «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم».
 

عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com