| نجاح كرم |
الثقافة كلمة عريقة في اللغة العربية تعني صقل النفس والمنطق والفطانة وفي العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي، فالثقافة ليست مجموعة أفكار فحسب بل نظرية في السلوك لتقدم وازدهار وتطور اسلوب الحياة التي يعيشها أي مجتمع، لذا هي ليست ترفا فكريا بل وسيلة وغاية معا، أما المعلومات العامة فهي الحقائق التي تغير من الحالة المعرفية للشخص إذ تنقله من حالة الجهل الى المعرفة الكاملة لموضوع معين أوعدة مواضيع، اذن المعرفة شيء مهم وحيوي خصوصا ونحن في الألفية الثالثة ودخول عالم القرية الواحدة بسبب التطور التكنولوجي والمعرفي بشتى المواضيع.
هذه مقدمة آثرت أن اذكرها لأهميتها في الوقت الراهن، فالانسان الذي لا يدركها يعتبر إنسانا جاهلا متخلفا عن الركب لرتم الحياة السريع الذي يتطلب معرفة دقيقة بمجريات الأحداث وبياناتها.
اليوم الجميع يتفق على أن يكون الإنسان البسيط مطلعا وملما لما يجري حوله من أمور عدة، فما بالك بالفنانين والمشاهير الذين يدخلون حياتنا يوميا عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث اتضح إن بعض فناني الجيل الحالي في وسطنا الفني يفتقدون لأبسط قواعد المعرفة والاطلاع والقراءة المهمة، واتضح ذلك جليا من خلال طرح موضوع ثقافة الفنانين لتخرج علينا نتائج أبسط ما يقال عنها إنها تفشل وتضحك تحت بند شر البلية.
فهل يعقل أن من نتابع أعمالهم ونتحمس لأدوارهم جهلاء بهذه الصورة، هل يعقل أن بعض الفنانين لايعرفون من هو تشي غيفارا الذي يزين تي شيرتات الشباب الى يومنا هذا ؟ وهل يعقل أن هناك من لايعرف من هو خالد الصديق وماذا قدم، وهل يعقل أن هناك من لايعرف من هو شكسبير أو موليير وحتى زكي طليمات وهم فنانون، هل يعقل ان هناك قصورا في مناهج التربية والتعليم بكافة المراحل التعليمية أم قصور في الفنانون أنفسهم وهو عدم اهتمامهم بالمعرفة والثقافة العامة، السؤال الملح الأن ما التحصيل العلمي لهؤلاء الفنانين الذين يفترض إنهم قدوة يقتدي بهم محبوهم ومعجبوهم؟
أتمنى من هؤلاء الفنانين التريث كثيرا قبل الموافقة على عرض ضحالة معرفتهم وتخلفهم في الكثير من نواحي الحياة لعرضها على الجمهور، ويتجهوا بشكل جدي وصارم للقراءة والاطلاع ومعرفة الكثير من المعلومات المهمة التي بنتائجها سنلغي المعادلة الغبية وهي ثقافة معدومة + معلومات ضحلة = فنان.