تؤكد الدراسات العلمية أن الوالدين هما العنصر الأساسي وخط الدفاع الأول لوقاية المراهقين من مخاطر المخدرات، بل يؤكد المراهقون أنفسهم أن عامل الخوف من فقدان ثقة واحترام الوالدين لهم من الاسباب المهمة في استخدام وتعاطي المخدرات. لذا كوالد يجب أن تأخذ أمر المخدرات محمل الجد فقد تكون أهم خطوة في حياتك وحياة أبنائك. التالي عبارة عن نصائح مبنية على البحث العلمي تساعدك كولي أمر على أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع المراهق/ المراهقة في بيتك، والتي قد ترسم لك خطوط الأمان من الوقوع في شرك المخدرات بأنواعها. (للتوضيح: نقصد بفترة المراهقة من 11- 18 سنة).

•ضغوط المراهق - ساعد مراهقك/ مراهقتك
على التحمل
الضغوط النفسية مشكلة عامة بين المراهقين، وكوالد، لديك دور في مساعدة المراهق على تحمله. فما هو الضغط النفسي بالضبط؟ «هو ردة فعل الجسم البدنية والنفسية الى أي شيء بدورك. هذه قد تنظر كنتيجة لطلبات الحياة السارة أو غير السارة وقلة مصادر الجسم لمقابلتها». بينما الضغوط النفسية هي جزء طبيعي من الحياة، فهي تخلق عدم التوازن في الجسم في أغلب الأحيان، خصوصاً في جسم المراهق الذي يواجه العديد من التغيرات. وتبلغ البنات ايضاً عن مشاعر «الضغوط كثيراً» أكثر من الأولاد.
كمية معينة من الضغط يمكن أن تكون مساعدة كطريق لإبقاء مراهقك/ مراهقتك مستثاراً، لكن الكثير أو القليل جداً منها قد تجعلهم غير مؤثرين وتتدخل في علاقاتهم في البيت والمجتمع، بالاضافة الى حالتهم البدنية، طبقاً لدراسة حديثة، يشعر 43 في المئة بعمر 13 - 14 سنة بالضغوط يومياً، وترتفع النسبة لـ 59 في المئة من قبل الأعمار 15 الى 17، يواجه المراهقين الضغوط اليومية، مثل ضغط لأن يكون منتمياً ولكي يكون ناجحاً، ما يؤدي الى التوتر. الوظائف والاقتصاد العائلي قد تشكل ضغطاً ايضاً على المراهقين، بينما يقول تقريباً الثلث انهم قلقون «بعض الشيء» أو «جدا» حول مصروفهم الشخصي».
إذا أصبح الضغط صعب التحمل وترك المراهقون الى أساليبهم الخاصة من دون توجيه من الوالدين، هم قد يجدون طرقهم الخاصة للمواجهة، والتي تتضمن أحياناً آليات تحمل سلوكية غير صحية مثل شرب الخمر والتدخين والمخدرات والانجراف في السلوك الخطر. كيف يمكنك ان تساعد مراهقك/ مراهقتك باستراتيجيات تحمل منتجة صحية؟
1- اعرف متى يشعر مراهقك/ مراهقتك بالضغط. هل يحصل مراهقك/ مراهقتك على الراحة الكافية؟ هل يأكل وجبات طعام متوازنة؟ هل يأخذ راحة لإعادة طاقته؟ إذا لم تتوافر هذه الحاجات، فسيقوم المراهق بمزاجية مزمنة، طيش، قلق / او نوبات طويلة من الحزن. اذا كان لديك مراهقك بنت، كن مدركاً اذا كانت تتوجس حول نظرتها الى نفسها او وزنها.
2- قدم استراتيجيات تحمل ايجابية الى مراهقك/ مراهقتك. دعنا نواجهه، الضغط النفسي سيكون جزءا من حياة مراهقك، ساعده على التعرف على طرق تخفف من ضغطهم على نحو صحي. قد تكون بسيطة مثل حق مراهقك في الحديث معك حول مشاكله أو ضغوطه، الافكار الأخرى تشمل: ممارسة الرياضة، الحصول على نوم كاف، الاستماع الى الموسيقى، الكتابة في مجلة، استمراره بحمية صحية، رؤية مستشار نفسي وتذكيره بإنجازاته.
3- كن مثالاً جيداً. يلتقط الشباب استراتيجيات تحملهم في أغلب الأحيان من مراقبة آبائهم. إذا رأى الطفل الأب يشرب الكحول او يدخن كل مرة هو مضغوط فهم على الأرجح سيقلدون نفس السلوك. لذا، كن منتبهاً الى ردود أفعالك الخاصة على الضغوط واضرب مثلاً جيداً لأطفالك.
اذا استمرت اشارات الضغط، اطلب المساعدة، بعض المصادر التي يمكن ان تستشيرها تتضمن: مقدمي الرعاية الصحية، مراكز الصحة العقلية او الخدمات الاجتماعية او مستشارا نفسيا او ممرضة او معالجا او رجل الدين الذي تثق به.

• تدخل الأهل
بالرغم من أن المراهقين القريبين من آبائهم أقل عرضة للانشغال في السلوك الخطر، إلا ان كل المراهقين في خطر عندما يتعلق الأمر بالمخدرات. من المهم للآباء الحديث مع مراهقيهم وبناء علاقات مفتوحة وموثقة. كلما زادت مشاركتك في حياة أطفالك، كلما زادت مشاعر القيمة لديهم، وعلى الأرجح سيكونون أكثر ثقة للاستجابة لك.
1 - أسس وقتا معا، أسس روتينا اسبوعيا منتظما لعمل شيء خاص مع مراهقك/ مراهقتك حتى اذا كان فقط للخروج لأكل الآيس كريم، حتى بضع دقائق من المحادثة بعد العشاء أو مباشرة قبل وقت النوم يمكن أن تساعد العائلة في فتح الاتصال الضروري إلى تربية الأطفال بعيدا عن المخدر.
2 - اعقد اجتماعات عائلية، اتفق على الوقت بشكل متبادل ومنتظم، اجتماعات عائلية توفر منتدى لمناقشة الانجازات، الشكاوى، المشاريع، الأسئلة حول الانضباط، وأي موضوع قلق إلى فرد من العائلة. القواعد الاجرائية مساعدة، كل شخص لديه وقت للكلام، وكل شخص يتحدث دون مقاطعة، وكل شخص يستمع، والسماح للتعليقات البناءة الايجابية فقط. وضع حوافز للجلسة مثل عشاء أو فيلم ما بعد الاجتماع أو تحديد أدوار مهمة مثل كتابة الآراء أو الأحكام المنفذة.
3 - لا تكن خائفاً من سؤال أطفالك أين هم ذاهبون، من معهم وماذا سيعملون، تعرّف على أصدقاء طفلك وآبائهم حتى تكون مألوفا بنشاطاتهم.
4 - حاول أن تكون هناك بعد المدرسة، إن منطقة الخطر لاستعمال المخدر بين 3 و6 مساء، إذا كان طفلك مع الأصدقاء، تأكد ان هناك اشرافا بالغا - ليس فقط شقيق أكبر سنا.
5 - أكل وجبات الطعام معا في أحيان كثيرة ما أمكنك، وجبات الطعام فرصة عظيمة للتحدث عن أحداث اليوم وتعزيز الالتصاق، تبين الدراسات ان الأكل معا في الأسر على الأقل 5 مرات في الأسبوع أقل من المحتمل أن ترتبط بالتدخين أو المخدرات أو الكحول.

• ابقى على اتصال مع مراهقك/ مراهقتك
اعرف أين مراهقك/ مراهقتك عندما هو أو هي بعيدة عن البيت، اطلب منهم التواصل معك بانتظام، اعطهم هاتفك المحمول بقواعد استعمال واضحة. (على سبيل المثال، «عندما أرسل لك رسالة أو بريد صوتي، أتوقع منك الاتصال خلال خمس دقائق»)، احصل على أرقام أصدقائهم بعد المدرسة لكي يمكنك الاتصال بهم أو يتصل بك في بعض الأوقات.
- اكتب قائمة بنشاطاته للغد وضعها على مكتبك، على التقويم أو في محفظتك أو في جيبك.
- امش في حيك ولاحظ أين يجتمع الأطفال بعمر طفلك.
- اعرف أصدقاء مراهقك/ مراهقتك، ادعهم لبيتك وادع آباء أصدقائه للعشاء، اسألهم عن آبائهم.
- اعمل مع الآباء الآخرين في وضع قائمة عناوين لكل شخص، رسائل بريدية، وأرقام هواتف حتى تبقى على اتصال مع مراهقك/ مراهقتك.
- احضر مبكرا قليلا لمعرفة سلوك مراهقك/ مراهقتك.
- من حين لآخر راقب مراهقك/ مراهقتك للتأكد من انه في المكان الذي قال انه سيكون فيه.
يقع الكثير من المراهقين في مشاكل المخدرات مباشرة بعد المدرسة - حاول أن تكون مع أطفالك من 3 مساء إلى 6 مساء، لكن إذا كنت لا تستطيع تأكد أن طفلك يعمل الشيء الايجابي مع وجود بالغ في: الألعاب الرياضية، الوظائف، والنوادي، وبرامج ما بعد المدرسة أو جمعيات الشباب. إذا كان أطفالك يجب أن يكونوا في البيت، تأكد من انهم يعملون الواجب المنزلي أو أعمال روتينية أخرى وليس مع الأصدقاء.


إعداد الدكتور بدر الشيباني