| محمد أنور العطار |
عند المطالبة بتغيير اي تفاصيل في اي منظومة سواء المنظومات الاجتماعية، سياسية، اقتصادية او حتى الاسرية نتوقع ان يكون هناك التزام من الشخص المطالب بما يود تغييره حتى قبل تحقيق التغيير بشكل رسمي، ليتم تعزيز الثقة بالتغييرات** وطرح الشبهات عن النية وراء هذه التغييرات، فعندما نطالب بشيء ولا نلتزم به ستحوم علامات استفهام حول هذه المطالبة، حيث ان القصد وراء هذه المطالب عكس ما نظهر، وبعد هذه المقدمة ادخل في الموضوع، فالمطالبة بتطبيق الشريعة والفقه الاسلامي بحذافيرها في الكويت برأيي سيكون امرا مقبولا للجميع ولكن! قبل ان نطبقها لنطرح سؤالا: هل هناك تطبيق من قبل الاصوات التي تنادي بهذا الامر؟
بعد ان حازت الاصوات هذه على الزعامة السياسية، تفصل وتخيط أثوابا ترتديها الامة، اين هذه الاصوات من وصايا الامام علي لمالك الاشتر- عليهما السلام- لصفات الزعيم والوالي الذي يكون مسؤولاً عن رعاياه، وهي صفات اجتماعية راقية وحضارية وتتمثل في: ان يكون وصي الرعايا العدل فيه مكنون وأن يكون هو قانون القانون وينثر بدنياه معانيه السنية ويبصر الولاة والحاكم بكل ابعاد القضية، يأخذ بالعفو ويرحم رعاياه ويمهد بدنياه أخراه ويتعطف على الناس احسانا، واياه والظلم، ويكون ابا للناس ويبعث الحب ويلين قلبه القاسي ولا يكون ذئبا، ويكون حليف الجماعة ويقدم لها الحب والطاعة ولا يكمم أي منبر او اذاعة، وأما بنو العلم، يتقرب منهم اكثر، ويكون مصلحا لا مفسدا ، فالصلح للشعب راحة ويكون واضحا بالحب فالحب يحب الصراحة، ويثق بالله حين ولاه ويحسن الظن في رعاياه ولا يخفي عنهم نواياه، ولا يسعنا المقام لذكر جميع الوصايا التي كتبت من حروف من ذهب وجوهر.
فهل شاهدنا جميع هذه الصفات في من «يطالب» بما «يطالب»! ففي اعتقادي اداء هذه الوصية تنفع الجميع وايضا في اعتقادي اداء الوصية بحذافيرها امر ممكن حين يكون خطوات النائب مدروسة بعناية، فهذه الايام نحتاج ممثلا ونائبا للامة «عبقريا» ذا فكر ومنهجا «اشتريا»! اين الصفات الاسلامية التي هي في الواقع صفات حضارية لمن ينادي بتطبيق الفقه والشريعة الاسلامية! وما هو القصد من تطبيق شيء لا التزم به! فهل هناك فعلا تقارب بين نواب الامة مع المجتمع، اليوم اصبح التقرب من اغلب الشعب امرا ممكنا بالمعنى الفعلي المادي لما تحمله الكلمة ولا عذر فيه باستخدام الشبكات الاجتماعية، من جانب آخر، فانا اعول هذا التقدم «السلحفائي» في مجتمعنا على استخدام التكنولوجيا بطريقة «ديناصورية» قديمة، فعندما يكون استخدام الانترنت فقط لعرض بعض الجمل والمهمات والاجندة اليومية للنائب، فماذا استفاد المجتمع من التكنولوجيا سوى مضيعة الوقت بقراءة ماذا فعل أو يود فعله النواب اليوم!، من المفروض ان يكون هناك حوار اجتماعي مفتوح بين النائب والمجتمع والتخلي عن العقلية الحجرية التي تقتضي عدم فتح الباب على مصراعيه تفاديا لما تحمله الرياح من طوز سلبي يعصف فيه او مطر ايجابي يعزز افكاره وروحه المعنوية، وعدم الخروج من هذه «القوقعة» الا في ايام الانتخابات هي السبب في ما نحن فيه، فالاطروحات تحتاج من يكون أهلا لها، فكلنا لنا زعامة بحسب منظومته، ويجب علينا ان نحقن بهذا الفكر الاشتري.
* كلية العلوم الاجتماعية
www.facebook.com/alattarq8
عند المطالبة بتغيير اي تفاصيل في اي منظومة سواء المنظومات الاجتماعية، سياسية، اقتصادية او حتى الاسرية نتوقع ان يكون هناك التزام من الشخص المطالب بما يود تغييره حتى قبل تحقيق التغيير بشكل رسمي، ليتم تعزيز الثقة بالتغييرات** وطرح الشبهات عن النية وراء هذه التغييرات، فعندما نطالب بشيء ولا نلتزم به ستحوم علامات استفهام حول هذه المطالبة، حيث ان القصد وراء هذه المطالب عكس ما نظهر، وبعد هذه المقدمة ادخل في الموضوع، فالمطالبة بتطبيق الشريعة والفقه الاسلامي بحذافيرها في الكويت برأيي سيكون امرا مقبولا للجميع ولكن! قبل ان نطبقها لنطرح سؤالا: هل هناك تطبيق من قبل الاصوات التي تنادي بهذا الامر؟
بعد ان حازت الاصوات هذه على الزعامة السياسية، تفصل وتخيط أثوابا ترتديها الامة، اين هذه الاصوات من وصايا الامام علي لمالك الاشتر- عليهما السلام- لصفات الزعيم والوالي الذي يكون مسؤولاً عن رعاياه، وهي صفات اجتماعية راقية وحضارية وتتمثل في: ان يكون وصي الرعايا العدل فيه مكنون وأن يكون هو قانون القانون وينثر بدنياه معانيه السنية ويبصر الولاة والحاكم بكل ابعاد القضية، يأخذ بالعفو ويرحم رعاياه ويمهد بدنياه أخراه ويتعطف على الناس احسانا، واياه والظلم، ويكون ابا للناس ويبعث الحب ويلين قلبه القاسي ولا يكون ذئبا، ويكون حليف الجماعة ويقدم لها الحب والطاعة ولا يكمم أي منبر او اذاعة، وأما بنو العلم، يتقرب منهم اكثر، ويكون مصلحا لا مفسدا ، فالصلح للشعب راحة ويكون واضحا بالحب فالحب يحب الصراحة، ويثق بالله حين ولاه ويحسن الظن في رعاياه ولا يخفي عنهم نواياه، ولا يسعنا المقام لذكر جميع الوصايا التي كتبت من حروف من ذهب وجوهر.
فهل شاهدنا جميع هذه الصفات في من «يطالب» بما «يطالب»! ففي اعتقادي اداء هذه الوصية تنفع الجميع وايضا في اعتقادي اداء الوصية بحذافيرها امر ممكن حين يكون خطوات النائب مدروسة بعناية، فهذه الايام نحتاج ممثلا ونائبا للامة «عبقريا» ذا فكر ومنهجا «اشتريا»! اين الصفات الاسلامية التي هي في الواقع صفات حضارية لمن ينادي بتطبيق الفقه والشريعة الاسلامية! وما هو القصد من تطبيق شيء لا التزم به! فهل هناك فعلا تقارب بين نواب الامة مع المجتمع، اليوم اصبح التقرب من اغلب الشعب امرا ممكنا بالمعنى الفعلي المادي لما تحمله الكلمة ولا عذر فيه باستخدام الشبكات الاجتماعية، من جانب آخر، فانا اعول هذا التقدم «السلحفائي» في مجتمعنا على استخدام التكنولوجيا بطريقة «ديناصورية» قديمة، فعندما يكون استخدام الانترنت فقط لعرض بعض الجمل والمهمات والاجندة اليومية للنائب، فماذا استفاد المجتمع من التكنولوجيا سوى مضيعة الوقت بقراءة ماذا فعل أو يود فعله النواب اليوم!، من المفروض ان يكون هناك حوار اجتماعي مفتوح بين النائب والمجتمع والتخلي عن العقلية الحجرية التي تقتضي عدم فتح الباب على مصراعيه تفاديا لما تحمله الرياح من طوز سلبي يعصف فيه او مطر ايجابي يعزز افكاره وروحه المعنوية، وعدم الخروج من هذه «القوقعة» الا في ايام الانتخابات هي السبب في ما نحن فيه، فالاطروحات تحتاج من يكون أهلا لها، فكلنا لنا زعامة بحسب منظومته، ويجب علينا ان نحقن بهذا الفكر الاشتري.
* كلية العلوم الاجتماعية
www.facebook.com/alattarq8