| القاهرة ـ من علاء الدين مصطفى |
أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر أن الثورة المصرية وتحرك الشعوب في العديد من البلدان العربية مثل تونس وليبيا وسورية واليمن، ستغير أوضاع **المنطقة العربية لتشهد نهضة كبيرة.
وحول علاقات مصر مع دول الخليج أكد أن السياسة الخارجية المصرية تعتبر أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، وأشار إلى عمق العلاقات المصرية مع دول الخليج، مؤكداً أن الجولات الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف لدول الخليج تؤكد على قوة هذه العلاقات.
وقال، في حوار لـ «الراي»، هناك جهود دولية وإقليمية مستمرة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك إيران وإسرائيل.
وإلى نص الحوار:
• تشهد المنطقة العربية حالياً انتفاضات في العديد من البلدان كيف ترى هذه الأحداث السريعة والمتلاحقة؟
- في أعقاب هذه الثورات والانتفاضات سيبدأ عصر نهضة العالم العربي، ومصر حالياً تشهد تحولاً نحو نظام جديد وبرلمان جديد ودستور جديد ورئيس جديد وديموقراطية حقيقية. وأعتقد أن العالم العربي سيشهد مثل هذا التطور بدرجات متفاوتة، وستكون هناك نهضة في هذه المنطقة بناء على هذه الديموقراطية، هذه النهضة ترفع من شأن المنطقة وقيمة الإنسان بما يتوافر للعالم العربي من ثروات كبيرة ومن تاريخ قديم، وهذا يحتاج بعض الوقت، فهذا شبيه بما حدث للثورة الفرنسية، حيث انتشرت الثورة في أوروبا كلها. وفي دراستنا للتاريخ كان يؤرخ بما قبل ومابعد الثورة الفرنسية، و25 يناير ستغير مصر وعالمنا العربي خلال أعوام عدة... وهذا ليس مجرد أمل، بل قراءة من خلال تحليل الأحداث ونظرة للمستقبل.
• ولكن هناك تخوفات وحديثا متواصلا حول الثورة المضادة؟
- لو عدنا إلى الثورة الفرنسية نرى أنه كانت لها آثارها الكبيرة، وبعد ذلك حدث لها نوع من التعثر، ولعلنا نتذكر حين جاء نابليون وخطف الثورة ونصَّب من نفسه إمبراطوراً وقام بتعيين ابنه ولياً للعهد، كان هذا نوعاً من الثورة المضادة، وقام نابليون بغزو أوروبا كلها، بعد ذلك جاءت ثورة 1848 وحسمت الأمور، فالثورة الفرنسية التي قامت العام 1779 جاءت بعدها ثورة 1848 وغيرت شكل أوروبا مرة أخرى، واستقرت الأمور بعد ذلك ثم نشأت الوحدة الألمانية والوحدة الإيطالية وهكذا.
• في رأيك... ما الأسباب التي أدت إلى حدوث الثورة... غياب العدالة الاجتماعية أم الديموقراطية أم عدم تداول السلطة؟
- هناك أسباب كثيرة بالطبع لكن ما حرك الشعب المصري أولاً عدم تداول السلطة لفترات طويلة جدا، وأيضاً الفساد الذي بدأت تتكشف خباياه الذي كانت الناس تسمع عنها، فضلاً عن تزوير الانتخابات وغياب الحريات والديموقراطية.
• كيف ترى مرتكزات السياسة الخارجية المصرية وتوجهاتها بعد التغيرات التي حدثت؟
- مصر كانت لها علاقات طيبة مع بعض المناطق، وكانت هناك علاقات وجسور مع أوروبا، لكن لو نظرنا جنوباً وأقصد دول حوض النيل وأفريقيا نجد أننا أهملناه بعد عصر جمال عبدالناصر الذي كان لمصر خلاله دور مهم في تحرير أفريقيا. هنا أريد أن أسوق أحد الأمثلة، حيث كنت في زيارة إلى نامبيا وشاءت الظروف أن أقابل رئيس الجمهورية أنجوما وسألني عن شارع أحمد حشمت «شارع في حي الزمالك بالقاهرة» الذي كان مخصصاً للثوار الذين يقودون حركات تحرير بلدانهم. كما سألني عن بعض الأشخاص من مصر الذين كانوا يساعدونهم، هذا ونامبيا على بُعد آلاف الأميال على شاطئ الجنوب الغربي لأفريقيا، مصر كانت مستضيفة كل حركات التحرير في أفريقيا. الآن عدنا لفتح خطوط مع أفريقيا والدول المجاورة من جديد.
• كيف ترى توجه السياسة الخارجية الجديدة لمصر ناحية إيران؟
- إيران دولة مهمة ويجب ألا نهملها، صحيح هناك حساسيات أحياناً مع دول الخليج، إنما لا يمكن ترك مصير إيران والمنطقة يقرر من جانب الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن... أين أهل المنطقة، أين مصر والسعودية، لماذا لا يؤخذ رأي هذه الدول؟ العلاقة مع إيران تعطي رسالة للغرب أن الموضوع لن يتم حله إلا إذا تم أخذ وجهة نظر مصر والسعودية في الاعتبار، ان مصر لابد أن تكون شريكاً في التفاوض، ويكون لنا مقعد على مائدة التفاوض لحل الموضوع النووي الخاص بإيران، وإذا كان الغرب يريد حل موضوع إيران فلابد من حل موضوع إسرائيل، فهناك ارتباط بين الموضوعين. وهناك الآن تحرك كبير جداً في هذا الشأن لأن مؤتمر مراجعة المعاهدة في نيويورك العام 2010 قرر عقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهذا المؤتمر تحدد أن يكون العام 2012، وهناك مفاوضات جارية الآن لتحديد مكانه وموعده.
وهو سيكون مؤتمراً تجريبياً نتحسس فيه المواقف المختلفة للدول ومن سيشارك في أعماله وموضوعاته، وسوف تتم دعوة إيران وإسرائيل إليه، ومن رأيي أن مؤتمراً لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل من دون إسرائيل وإيران لن يحقق شيئا، فلابد أن يكونا مشاركين ويقبلا بنتائجه ويلتزما بها.
• هل يمكن لهذا المؤتمر أن يصل إلى تحقيق هدفه بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي بالشرق الأوسط، وما آلية تحقيق ذلك؟
- لابد أن نترك للحوار واللقاءات أن تفرز تفكيراً واتجاهات جديدة، هل سنصل ونحقق هذا الهدف أم لا هذا ستبينه المباحثات.
• ترتبط مصر بعلاقات قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي وهناك استثمارات خليجية في مصر، كما أن هناك عمالة مصرية كثيفة في هذه الدول... كيف يمكن توثيق علاقة مصر مع هذه البلدان في المرحلة المقبلة؟
- أقول دائماً إن دول الخليج مهمة جداً لمصر، وكما قال وزير الخارجية المصرية الدكتور نبيل العربي «أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر» ودول الخليج لا ننظر إليها فقط على أنها دول منتجة للبترول وتستثمر في مصر إنما هي أيضا مجال مهم للعمالة المصرية، وأنا أحزن أن هناك في الخليج عاملاً من الهنود والباكستانيين وأتساءل: أين العمالة المصرية؟ نحن نأمل أن تعود العمالة المصرية إلى سابق مكانتها بالدول الخليجية خاصة وانهم يحملون الثقافة نفسها ولديهم القدرة على الاندماج مع أشقائهم في هذه البلدان، ومن الممكن اختيار المصريين من ذوي المهارات للعمل في بلدان الخليج للمساهمة في بناء وتطوير الدول التي يعملون بها.
• كيف نرى شكل العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد ثورة مصر والانتفاضات في العديد من البلدان العربية؟
- لابد أن ندرك بداية أن من أوائل الأشياء التي أعلن عنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن مصر تحترم جميع تعهداتها الدولية، وهذا يشمل معاهدة السلام مع إسرائيل وغيرها، ولكن هناك بنوداً في المعاهدة تحتاج إلى إعادة نظر وهذه أمور مسموح بها، خصوصاً ما يتعلق بالأمن ووجود حرس حدود أو شرطة، أو غيرها، ومن الممكن إدخال تعديلات عليها باتفاق الطرفين على أساس أن المعاهدة تعكس ميزان القوة في وقت معين.
• بعد الثورات والانتفاضات في العديد من البلدان العربية كيف ترى مستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي؟
- الثورات العربية ستكون لها آثار بعيدة المدى وسوف تعيد صياغة الصراع العربي - الإسرائيلي فهناك جيل جديد لن يقبل استمرار التعنت الإسرائيلي، وأتصور أن هناك قلقاً في إسرائيل من الثورات العربية لأنها يمكن أن تغير التوازنات كلها، وهذا القلق يجعل إسرائيل تفكر في تغيير مسلكها وسياستها وتتعايش مع الواقع العربي الجديد حتى تستطيع أن تعيش وتستمر، فالمؤكد أن إسرائيل لن تستطيع أن تستمر في ما هي عليه الآن.
• تزايد الدور التركي في الأعوام الأخيرة كقوة إقليمية في المنطقة... كيف ترى مستقبل العلاقات العربية مع تركيا في المرحلة المقبلة؟
- العلاقة مع تركيا تقوم على الاحترام والندية والمساواة، وهي عنصر مهم جداً للاستقرار في المنطقة، ولو نجحت في الانضمام للاتحاد الأوروبي ستكون هي البوابة بيننا وبين أوروبا، ومن الممكن استثمار العلاقات مع تركيا في تهدئة الخلافات بين دول الخليج وإيران، وهذا الدور أيضاً يمكن أن تقوم به مصر.
• كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية - الأميركية في ضوء التغيرات السريعة والمتلاحقة حالياً؟
- الولايات المتحدة أدركت أخيراً أن وقوفها مع بعض الأنظمة السلطوية يضر مصالحها، والتعامل مع أنظمة مقبولة من الرأي العام العربي أسهل وأكثر أماناً ويحقق الاستقرار في المنطقة، وهو أهم شيء يهم أميركا فضلاً عن تأمين إمدادات البترول.
أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر أن الثورة المصرية وتحرك الشعوب في العديد من البلدان العربية مثل تونس وليبيا وسورية واليمن، ستغير أوضاع **المنطقة العربية لتشهد نهضة كبيرة.
وحول علاقات مصر مع دول الخليج أكد أن السياسة الخارجية المصرية تعتبر أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، وأشار إلى عمق العلاقات المصرية مع دول الخليج، مؤكداً أن الجولات الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف لدول الخليج تؤكد على قوة هذه العلاقات.
وقال، في حوار لـ «الراي»، هناك جهود دولية وإقليمية مستمرة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك إيران وإسرائيل.
وإلى نص الحوار:
• تشهد المنطقة العربية حالياً انتفاضات في العديد من البلدان كيف ترى هذه الأحداث السريعة والمتلاحقة؟
- في أعقاب هذه الثورات والانتفاضات سيبدأ عصر نهضة العالم العربي، ومصر حالياً تشهد تحولاً نحو نظام جديد وبرلمان جديد ودستور جديد ورئيس جديد وديموقراطية حقيقية. وأعتقد أن العالم العربي سيشهد مثل هذا التطور بدرجات متفاوتة، وستكون هناك نهضة في هذه المنطقة بناء على هذه الديموقراطية، هذه النهضة ترفع من شأن المنطقة وقيمة الإنسان بما يتوافر للعالم العربي من ثروات كبيرة ومن تاريخ قديم، وهذا يحتاج بعض الوقت، فهذا شبيه بما حدث للثورة الفرنسية، حيث انتشرت الثورة في أوروبا كلها. وفي دراستنا للتاريخ كان يؤرخ بما قبل ومابعد الثورة الفرنسية، و25 يناير ستغير مصر وعالمنا العربي خلال أعوام عدة... وهذا ليس مجرد أمل، بل قراءة من خلال تحليل الأحداث ونظرة للمستقبل.
• ولكن هناك تخوفات وحديثا متواصلا حول الثورة المضادة؟
- لو عدنا إلى الثورة الفرنسية نرى أنه كانت لها آثارها الكبيرة، وبعد ذلك حدث لها نوع من التعثر، ولعلنا نتذكر حين جاء نابليون وخطف الثورة ونصَّب من نفسه إمبراطوراً وقام بتعيين ابنه ولياً للعهد، كان هذا نوعاً من الثورة المضادة، وقام نابليون بغزو أوروبا كلها، بعد ذلك جاءت ثورة 1848 وحسمت الأمور، فالثورة الفرنسية التي قامت العام 1779 جاءت بعدها ثورة 1848 وغيرت شكل أوروبا مرة أخرى، واستقرت الأمور بعد ذلك ثم نشأت الوحدة الألمانية والوحدة الإيطالية وهكذا.
• في رأيك... ما الأسباب التي أدت إلى حدوث الثورة... غياب العدالة الاجتماعية أم الديموقراطية أم عدم تداول السلطة؟
- هناك أسباب كثيرة بالطبع لكن ما حرك الشعب المصري أولاً عدم تداول السلطة لفترات طويلة جدا، وأيضاً الفساد الذي بدأت تتكشف خباياه الذي كانت الناس تسمع عنها، فضلاً عن تزوير الانتخابات وغياب الحريات والديموقراطية.
• كيف ترى مرتكزات السياسة الخارجية المصرية وتوجهاتها بعد التغيرات التي حدثت؟
- مصر كانت لها علاقات طيبة مع بعض المناطق، وكانت هناك علاقات وجسور مع أوروبا، لكن لو نظرنا جنوباً وأقصد دول حوض النيل وأفريقيا نجد أننا أهملناه بعد عصر جمال عبدالناصر الذي كان لمصر خلاله دور مهم في تحرير أفريقيا. هنا أريد أن أسوق أحد الأمثلة، حيث كنت في زيارة إلى نامبيا وشاءت الظروف أن أقابل رئيس الجمهورية أنجوما وسألني عن شارع أحمد حشمت «شارع في حي الزمالك بالقاهرة» الذي كان مخصصاً للثوار الذين يقودون حركات تحرير بلدانهم. كما سألني عن بعض الأشخاص من مصر الذين كانوا يساعدونهم، هذا ونامبيا على بُعد آلاف الأميال على شاطئ الجنوب الغربي لأفريقيا، مصر كانت مستضيفة كل حركات التحرير في أفريقيا. الآن عدنا لفتح خطوط مع أفريقيا والدول المجاورة من جديد.
• كيف ترى توجه السياسة الخارجية الجديدة لمصر ناحية إيران؟
- إيران دولة مهمة ويجب ألا نهملها، صحيح هناك حساسيات أحياناً مع دول الخليج، إنما لا يمكن ترك مصير إيران والمنطقة يقرر من جانب الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن... أين أهل المنطقة، أين مصر والسعودية، لماذا لا يؤخذ رأي هذه الدول؟ العلاقة مع إيران تعطي رسالة للغرب أن الموضوع لن يتم حله إلا إذا تم أخذ وجهة نظر مصر والسعودية في الاعتبار، ان مصر لابد أن تكون شريكاً في التفاوض، ويكون لنا مقعد على مائدة التفاوض لحل الموضوع النووي الخاص بإيران، وإذا كان الغرب يريد حل موضوع إيران فلابد من حل موضوع إسرائيل، فهناك ارتباط بين الموضوعين. وهناك الآن تحرك كبير جداً في هذا الشأن لأن مؤتمر مراجعة المعاهدة في نيويورك العام 2010 قرر عقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهذا المؤتمر تحدد أن يكون العام 2012، وهناك مفاوضات جارية الآن لتحديد مكانه وموعده.
وهو سيكون مؤتمراً تجريبياً نتحسس فيه المواقف المختلفة للدول ومن سيشارك في أعماله وموضوعاته، وسوف تتم دعوة إيران وإسرائيل إليه، ومن رأيي أن مؤتمراً لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل من دون إسرائيل وإيران لن يحقق شيئا، فلابد أن يكونا مشاركين ويقبلا بنتائجه ويلتزما بها.
• هل يمكن لهذا المؤتمر أن يصل إلى تحقيق هدفه بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي بالشرق الأوسط، وما آلية تحقيق ذلك؟
- لابد أن نترك للحوار واللقاءات أن تفرز تفكيراً واتجاهات جديدة، هل سنصل ونحقق هذا الهدف أم لا هذا ستبينه المباحثات.
• ترتبط مصر بعلاقات قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي وهناك استثمارات خليجية في مصر، كما أن هناك عمالة مصرية كثيفة في هذه الدول... كيف يمكن توثيق علاقة مصر مع هذه البلدان في المرحلة المقبلة؟
- أقول دائماً إن دول الخليج مهمة جداً لمصر، وكما قال وزير الخارجية المصرية الدكتور نبيل العربي «أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر» ودول الخليج لا ننظر إليها فقط على أنها دول منتجة للبترول وتستثمر في مصر إنما هي أيضا مجال مهم للعمالة المصرية، وأنا أحزن أن هناك في الخليج عاملاً من الهنود والباكستانيين وأتساءل: أين العمالة المصرية؟ نحن نأمل أن تعود العمالة المصرية إلى سابق مكانتها بالدول الخليجية خاصة وانهم يحملون الثقافة نفسها ولديهم القدرة على الاندماج مع أشقائهم في هذه البلدان، ومن الممكن اختيار المصريين من ذوي المهارات للعمل في بلدان الخليج للمساهمة في بناء وتطوير الدول التي يعملون بها.
• كيف نرى شكل العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد ثورة مصر والانتفاضات في العديد من البلدان العربية؟
- لابد أن ندرك بداية أن من أوائل الأشياء التي أعلن عنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن مصر تحترم جميع تعهداتها الدولية، وهذا يشمل معاهدة السلام مع إسرائيل وغيرها، ولكن هناك بنوداً في المعاهدة تحتاج إلى إعادة نظر وهذه أمور مسموح بها، خصوصاً ما يتعلق بالأمن ووجود حرس حدود أو شرطة، أو غيرها، ومن الممكن إدخال تعديلات عليها باتفاق الطرفين على أساس أن المعاهدة تعكس ميزان القوة في وقت معين.
• بعد الثورات والانتفاضات في العديد من البلدان العربية كيف ترى مستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي؟
- الثورات العربية ستكون لها آثار بعيدة المدى وسوف تعيد صياغة الصراع العربي - الإسرائيلي فهناك جيل جديد لن يقبل استمرار التعنت الإسرائيلي، وأتصور أن هناك قلقاً في إسرائيل من الثورات العربية لأنها يمكن أن تغير التوازنات كلها، وهذا القلق يجعل إسرائيل تفكر في تغيير مسلكها وسياستها وتتعايش مع الواقع العربي الجديد حتى تستطيع أن تعيش وتستمر، فالمؤكد أن إسرائيل لن تستطيع أن تستمر في ما هي عليه الآن.
• تزايد الدور التركي في الأعوام الأخيرة كقوة إقليمية في المنطقة... كيف ترى مستقبل العلاقات العربية مع تركيا في المرحلة المقبلة؟
- العلاقة مع تركيا تقوم على الاحترام والندية والمساواة، وهي عنصر مهم جداً للاستقرار في المنطقة، ولو نجحت في الانضمام للاتحاد الأوروبي ستكون هي البوابة بيننا وبين أوروبا، ومن الممكن استثمار العلاقات مع تركيا في تهدئة الخلافات بين دول الخليج وإيران، وهذا الدور أيضاً يمكن أن تقوم به مصر.
• كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية - الأميركية في ضوء التغيرات السريعة والمتلاحقة حالياً؟
- الولايات المتحدة أدركت أخيراً أن وقوفها مع بعض الأنظمة السلطوية يضر مصالحها، والتعامل مع أنظمة مقبولة من الرأي العام العربي أسهل وأكثر أماناً ويحقق الاستقرار في المنطقة، وهو أهم شيء يهم أميركا فضلاً عن تأمين إمدادات البترول.