| جاد الله فرحات * |
أبو ذر (رضي الله عنه) جندب بن جنادة الغفاري أحد السابقين الأولين من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قيل كان خامس خمسة في الإسلام ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه وكان يفتي في خلافة أبي بكر عمر وعثمان سفيان وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل قولا بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم.
يقول ابن إسحاق حدثني بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود قال لما سار رسول الله إلى تبوك لايزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره قال وتلوم بعير أبي ذر فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره وخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر ناظر فقال إن هذا لرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.
فضرب الدهر من ضربه وسير «أبو ذر» إلى الربذة فلما حضرته الوفاة أوصى امرأته وغلامه فقال إذا مت فاغسلاني وكفناني وضعاني على الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولا هذا أبو ذر فلما مات فعلا به ذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم توطأ السرير فإذا عبد الله بن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا قيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.
وعن ابن سيرين قال: سألت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر؟ قال: ترك أتانين وحمارا وأعنزا وركائب.
وأخبرنا عمر مولى غفرة عن ابن كعب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من تحتي ولا أنظر إلى من فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
عن الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر.
وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر».
وأخبرنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم يلقاني على الحال الذي أفارقه عليه فقال أبو ذر أنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر إلى أبي ذر».
عن أبي سلمة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اغفر لأبي ذر وتب عليه» ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء ووزراء وإني أعطيت أربعة عشر فسمى فيهم أبا ذر».
وعن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمرت بحب أربعة وأخبرني الله تعالى أنه يحبهم قلت من هم يا رسول الله قال علي وأبو ذر وسلمان والمقداد ابن الأسود».
أخبرنا أبو عمر الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فجلست إليه فقال أصليت قلت لا قال قم فصل فقمت فصليت ثم أتيته فقال يا أبا ذر استعذ بالله من شياطين الإنس والجن قلت وهل للإنس من شياطين قال نعم ثم قال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة إلا بالله قلت فما الصلاة قال خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل قلت فما الصيام قال فرض مجزئ قلت فما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد قلت فأيها أفضل قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت فأي ما أنزل الله عليك أعظم قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم قلت فأي الأنبياء كان أول قال آدم قلت نبيا كان قال نعم قلت فكم المرسلون يا رسول الله قال ثلاثمئة وخمسة عشر جما غفيرا.
وكان لأبي ذر ثلاثون فرسا يحمل عليها فكان يحمل على خمسة عشر منها يغزو عليها ويصلح آلة بقيتها فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها وحمل على الأخرى قال ثابت البناني بنى أبو الدرداء مسكنا فمر عليه أبو ذر فقال ما هذا تعمر دارا أذن الله بخرابها لأن تكون رأيتك تتمرغ في عذره أحب إلي من أن أكون رأيتك فيما رأيتك فيه
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر مع قوة أبي ذر في بدنه وشجاعته يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم .
* إمام وخطيب
أبو ذر (رضي الله عنه) جندب بن جنادة الغفاري أحد السابقين الأولين من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قيل كان خامس خمسة في الإسلام ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه وكان يفتي في خلافة أبي بكر عمر وعثمان سفيان وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل قولا بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم.
يقول ابن إسحاق حدثني بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود قال لما سار رسول الله إلى تبوك لايزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره قال وتلوم بعير أبي ذر فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره وخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر ناظر فقال إن هذا لرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.
فضرب الدهر من ضربه وسير «أبو ذر» إلى الربذة فلما حضرته الوفاة أوصى امرأته وغلامه فقال إذا مت فاغسلاني وكفناني وضعاني على الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولا هذا أبو ذر فلما مات فعلا به ذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم توطأ السرير فإذا عبد الله بن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا قيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده.
وعن ابن سيرين قال: سألت ابن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر؟ قال: ترك أتانين وحمارا وأعنزا وركائب.
وأخبرنا عمر مولى غفرة عن ابن كعب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من تحتي ولا أنظر إلى من فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
عن الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر.
وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر».
وأخبرنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم يلقاني على الحال الذي أفارقه عليه فقال أبو ذر أنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر إلى أبي ذر».
عن أبي سلمة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اغفر لأبي ذر وتب عليه» ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء ووزراء وإني أعطيت أربعة عشر فسمى فيهم أبا ذر».
وعن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمرت بحب أربعة وأخبرني الله تعالى أنه يحبهم قلت من هم يا رسول الله قال علي وأبو ذر وسلمان والمقداد ابن الأسود».
أخبرنا أبو عمر الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فجلست إليه فقال أصليت قلت لا قال قم فصل فقمت فصليت ثم أتيته فقال يا أبا ذر استعذ بالله من شياطين الإنس والجن قلت وهل للإنس من شياطين قال نعم ثم قال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة إلا بالله قلت فما الصلاة قال خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل قلت فما الصيام قال فرض مجزئ قلت فما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد قلت فأيها أفضل قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت فأي ما أنزل الله عليك أعظم قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم قلت فأي الأنبياء كان أول قال آدم قلت نبيا كان قال نعم قلت فكم المرسلون يا رسول الله قال ثلاثمئة وخمسة عشر جما غفيرا.
وكان لأبي ذر ثلاثون فرسا يحمل عليها فكان يحمل على خمسة عشر منها يغزو عليها ويصلح آلة بقيتها فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها وحمل على الأخرى قال ثابت البناني بنى أبو الدرداء مسكنا فمر عليه أبو ذر فقال ما هذا تعمر دارا أذن الله بخرابها لأن تكون رأيتك تتمرغ في عذره أحب إلي من أن أكون رأيتك فيما رأيتك فيه
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر مع قوة أبي ذر في بدنه وشجاعته يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم .
* إمام وخطيب