بعد أن فشل نوابهم في تحقيق مهمة إبعاد سمو رئيس مجلس الوزراء عن منصبه بسبب انقسامهم إلى موالين بثمن أو بالمجان، أو معارضين عن قناعة أو بأجر من هذا الشيخ أو ذاك، وتبادلهم الشتائم وتنابذهم بالالقاب، خرج شباب الكويت للساحات تدفعهم قناعة بأن سمو الرئيس أخفق بتحقيق أي انجاز ولم يستطع أن يوفي بأي تعهد قطعته حكومته للناس، مطالبين برحيله بمظاهرات سلمية هادئة وان شابها الحماس تارة وتغلبت قلة الخبرة تارة أخرى.
ولكن نواب (من طق طبلة قال أنا قبله) تقدموا المسيرة رغماً عن الشباب، واندس كل باحث عن وسيلة للتكسب، وتسلل إليها محبو الظهور والشهرة والمغرمون بالصياح والصراخ، فانقلبت مظاهرات الشباب الراقية إلى حفلة زار صاخبة تعالت فيها اصوات النشاز ولم ينصرف الجني بل ظهرت جنانوة كثيرة فخسرت هذه المسيرة تعاطف الرأي العام وضاعت على الشباب فرصة شرح مطالبهم.
بل سعت فرقة الزارإلى دفع شباب الكويت للاحتكاك برجال الأمن سعياً لسقوط ضحايا ومن ثمه اتهام الحكومة بضرب الناس.
وجاءوا بوثيقة قالوا إنها دستورية، وقد قالوا لنا قبل ذلك بأن وثيقة د. رولا دشتي غير دستورية فاحترنا واحتار الدستور معنا.
وقبل أن يرحل الرئيس ويتبع نائبه ليقود فرقة الزار إلى قواعدها داخل المجلس وخارجه، لتهدأ الساحة السياسية وتترك الشباب يأخذ دوره للتعبير عن رأيه وشرح مطالبه، لعلهم عندما يصلون إلى سدة القرار يكونون أكثر نزاهة وعفة واتزاناً وارحم منهم بالكويت.

إضاءة
لعل أروع وصف للكويت ما قاله العم برجس البرجس بوصفها بالسدرة التي يأكل من ثمرها ويستظل بظلها الجميع من دون ان يسقوها قطرة ماء.

مبارك مزيد المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com