انتقدنا الجامعة المفتوحة وقياداتها مرات ومرات، وشاركنا في إنهاء ليلين طويلين من ليالي الفشل فيها وكدنا نرى نوراً في آخر النفق حتى أتوا بوزير سابق سيرته الذاتية كتبها الفشل بأحرف من حديد صدئ ليكلفوه بإدارتها، وابتدأ ليل الفشل الثالث وازدادت حلكة ظلام المفتوحة سواداً، واختفى ذلك النور ولم نعد نراه وسط النفق، وعادت خفافيش الظلام تعشش في جنباتها وكأن أبو زيد لم يغز ولم يحرك ساكناً.
إذا كانت جامعة الكويت الموقرة صاحبة التاريخ الطويل في الفشل هي «سيدة» التخبط الأكاديمي المتوجة وبكل جدارة فإن الجامعة العربية المفتوحة هي تلك «البنت الشاحبة» التي لا تنفك تكسر الأرقام القياسية في التخبط والفشل الأكاديمي على العديد من الأصعدة، فما أن تفوق من «سكرة» مدير فاشل حتى تغوص في «حضن» مدير أفشل وكأن الهدف الأسمى لدى قياداتها هو كيفية جعل المدير الجديد أكثر «فشلاً» ممن سبقه! لذلك ما ان ساقت لها الأقدار قيادياً سيرته الذاتية تملأ عين الشمس وعزم على «نفض» الجامعة من مخلفات «شوارزكوف» و«سوبرمان» و«علي وزة» حتى ارتفعت رايات الحرب الطائفية ضده من بعض الصحف الصفراء، وما أسهلها وما أقدرهم على لعبها، فهم لا يعيشون ولا يتكاثرون ولا يعتاشون إلا عليها وعلى مناخها الكئيب الرطب.
ولأنهم هكذا دائماً، فلا تبحث عن الأسباب ولا الدوافع ولا المبررات فمادام من يقابلهم «عراقي» و«سني» ولا يروق لهم ولأزلامهم فهو «بعثي» حتى إشعار آخر أو إلى أن يثبت لهم العكس لأن ذلك دائماً أسهل التهم وأقلها تكلفة وأكثرها تأثيراً وأسرعها انتشارا في بلد لايزال يعيش «فوبيا البعث» ولايزال يعتقد أن كل عراقي هو صدام آخر!
لم يستنكروا وجود «أينشتاين»، الذي فر هارباً بعد خروج المدير السابق، لأنه كان سيواجه لجنة تقييم أكاديمي ستكشف حقيقة شهادته «الرومانية» ولم يرفعوا رايات الحرب في وجه «المومياءات» التي عششت في ثنايا الجامعة التي أصبحت أقرب إلى متحف فاشل منها إلى جامعة فاشلة، فقط رأوا في ذلك «البريطاني» ذي الأصول العراقية والذي قضى أكثر من 30 عاماً في الغربة خطراً داهماً يهدد مستنقعاتهم الآسنة! وسيعودون بإذن الله خائبين.
الدكتور مروان العقيدي تاريخه الأكاديمي يشهد له قبل أن تشهد له بصماته التي وضحت آثارها في الجامعة الفرع فكفوا عنه وعن الجامعة راياتكم «الطائفية» وأخبرونا عن مصير الهارب «علي وزة»؟


سعود عبدالعزيز العصفور
salasfoor@yahoo.com