| د. عالية شعيب |
نحن شعب لايقرأ، وهذه حقيقة لاتخفى على أحد، ولا عيب في ذكرها. من يقرأون يفعلون ذلك مضطرين، اما لانجاز بحث او امتحان او لالتزام ما، أما أن تجد شخصا يقرأ كهواية او للاستمتاع او** لمتابعة كتاب جيد، وإما لاثراء ثقافته فنادر جدا. وربما ان قام أحدهم بدراسة سيتضح ان النتيجة 2 او 3 في المئة او أقل. أذكر أيام الجامعة كيف كان عدد كبير من الطلبة ينزلون الأبحاث جاهزة من النت، بأخطائها وعيوبها ومغالطاتها فقط حتى لايقرأ. فماسر هذا الكره لدينا أن للقراءة.
1- ببساطة نقول أن المكتبات في البيوت لدينا، هذا ان وجدت طبعا، اما تكون في مكتب الوالد وتعتبر كتب تخصصية، طبية او قانونية بحسب عمله مثلا، وكذلك الأم أو تكتفي بالمجلات، أو تكون في البيت عامة لكن كديكور، أو كمنظر كمالي ايحائي للضيوف بأن أصحاب البيت مثقفون. لكن لو رأى الطفل في البيت والديه او اخوته يتناولون الكتب، يقرأون فيها ويتكلمون عما قرأوه، لاختلف الأمر.
2-أما في المدرسة، فلايوجد مقرر دراسي لتحفيز القراءة او جعلها مفضلة لدى الطالب، أما الدروس في اللغة العربية فثقيلة ومكتوبة بلغة صعبة ومفردات غير جذابة للطالب. كما أن حصة القراءة مخصصة للترفيه او للراحة والنوم لدي العديد من الطلبة.
3-أما في المجتمع ووسائل الاعلام، فالبرامج والورش والمؤتمرات الخاصة بالقراءة غائبة. والنشاطات الثقافية رتيبة ومتخصصة أحيانا بحيث يتعذر على العامة فهمها، وهكذا يعزف عنها الجمهور. في الغرب، الجو العام يساعد ويساهم في دفع الفرد للقراءة، فالكل يقرأ، الوالدين والصغار والموظفين في قطار الذهاب والعودة للعمل، الصحف والبرامج تتحدث يوميا عن احدث الكتب وهناك قوائم وترتيب لها وطوابير طويلة لطلب نسخة من بعضها. الكتاب يتكلم، له حضور وصوت وحظوة وقيمة، عندنا، الكتاب يتيم، لا أحد يرغب به. معارض الكتب اما تخصصية، وإما للطبخ وتفسير الأحلام والابراج. هذا مستوى اهتمام الجمهور، ولاعيب في ذكر هذا، جمهور شاي الضحى والقيل والقال، أما المثقفين والكتاب، فيجلبون كتبهم من بيروت والقاهرة ولايشاركون في احداث ثورة للكتاب، منعزلون كعادتهم في بؤس ويأس يغذي شغفهم بالوحدة والتزود بالالهام للكتابة. يقيمون نشاطاتهم الخاصة، البيتية أحيانا المغلقة والمنغلقة، بعيدا عن شغف جذب الشارع والجمهور لعالمهم. وهكذا يظل الكتاب وحيدا يتيما... يتبع.
twitter@aliashuaib
admin@aliashuaib.net
نحن شعب لايقرأ، وهذه حقيقة لاتخفى على أحد، ولا عيب في ذكرها. من يقرأون يفعلون ذلك مضطرين، اما لانجاز بحث او امتحان او لالتزام ما، أما أن تجد شخصا يقرأ كهواية او للاستمتاع او** لمتابعة كتاب جيد، وإما لاثراء ثقافته فنادر جدا. وربما ان قام أحدهم بدراسة سيتضح ان النتيجة 2 او 3 في المئة او أقل. أذكر أيام الجامعة كيف كان عدد كبير من الطلبة ينزلون الأبحاث جاهزة من النت، بأخطائها وعيوبها ومغالطاتها فقط حتى لايقرأ. فماسر هذا الكره لدينا أن للقراءة.
1- ببساطة نقول أن المكتبات في البيوت لدينا، هذا ان وجدت طبعا، اما تكون في مكتب الوالد وتعتبر كتب تخصصية، طبية او قانونية بحسب عمله مثلا، وكذلك الأم أو تكتفي بالمجلات، أو تكون في البيت عامة لكن كديكور، أو كمنظر كمالي ايحائي للضيوف بأن أصحاب البيت مثقفون. لكن لو رأى الطفل في البيت والديه او اخوته يتناولون الكتب، يقرأون فيها ويتكلمون عما قرأوه، لاختلف الأمر.
2-أما في المدرسة، فلايوجد مقرر دراسي لتحفيز القراءة او جعلها مفضلة لدى الطالب، أما الدروس في اللغة العربية فثقيلة ومكتوبة بلغة صعبة ومفردات غير جذابة للطالب. كما أن حصة القراءة مخصصة للترفيه او للراحة والنوم لدي العديد من الطلبة.
3-أما في المجتمع ووسائل الاعلام، فالبرامج والورش والمؤتمرات الخاصة بالقراءة غائبة. والنشاطات الثقافية رتيبة ومتخصصة أحيانا بحيث يتعذر على العامة فهمها، وهكذا يعزف عنها الجمهور. في الغرب، الجو العام يساعد ويساهم في دفع الفرد للقراءة، فالكل يقرأ، الوالدين والصغار والموظفين في قطار الذهاب والعودة للعمل، الصحف والبرامج تتحدث يوميا عن احدث الكتب وهناك قوائم وترتيب لها وطوابير طويلة لطلب نسخة من بعضها. الكتاب يتكلم، له حضور وصوت وحظوة وقيمة، عندنا، الكتاب يتيم، لا أحد يرغب به. معارض الكتب اما تخصصية، وإما للطبخ وتفسير الأحلام والابراج. هذا مستوى اهتمام الجمهور، ولاعيب في ذكر هذا، جمهور شاي الضحى والقيل والقال، أما المثقفين والكتاب، فيجلبون كتبهم من بيروت والقاهرة ولايشاركون في احداث ثورة للكتاب، منعزلون كعادتهم في بؤس ويأس يغذي شغفهم بالوحدة والتزود بالالهام للكتابة. يقيمون نشاطاتهم الخاصة، البيتية أحيانا المغلقة والمنغلقة، بعيدا عن شغف جذب الشارع والجمهور لعالمهم. وهكذا يظل الكتاب وحيدا يتيما... يتبع.
twitter@aliashuaib
admin@aliashuaib.net