نيقوسيا، واشنطن - ا ف ب، رويترز - قتلت قوات الامن السورية على الاقل 22 متظاهرا من معارضي النظام في انحاء سورية امس، سقط 11 منهم في معرة النعمان قرب جسر الشغور في محافظة ادلب على بعد 330 كلم شمال دمشق.
وفي أول تقرير عن استخدام القوة الجوية لقمع الاحتجاجات في الانتفاضة السورية، قال شهود عيان، ان طائرات مروحية اطلقت مدافع رشاشة لتفريق تظاهرة كبيرة مطالبة بالديموقراطية في بلدة معرة النعمان.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان طائرات مروحية اطلقت النيران في البلدة بعدما قتلت قوات الامن على الارض خمسة محتجين، وأوضح شاهدان انهما رأيا خمس مروحيات على الاقل.
وقال ناشط حقوقي ان قوات الامن اطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان، ما ادى الى سقوط 11 قتيلا على الاقل.
واحد المتظاهرين القتلى يدعى محمد الدغيم (30 عاما). وأكد والده في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» انه «اصيب في صدره برصاص احد القناصة».
وأكد الوالد والناشط ان المروحيات العسكرية اطلقت النار على الحشود.
وافاد رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن، عن تطويق متظاهرين لعناصر امن في منطقة معرة النعمان.
ولفت الى ان «الحشود قطعت الطرقات لمنع ايصال التعزيزات العسكرية الى الشرطيين المحاصرين».
واكد ناشط حقوقي ثالث ان «المروحيات تقصف المدينة».
وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن قصف مكثف من مجموعات «ارهابية مسلحة» ضد مقر امني ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الشرطة والامن.
من جهة اخرى، اكد ناشط في هذه المنطقة ان «الجيش يجتاح ثلاث بلدات هي السرمانية وشيخ سنديان والقنية» خلال تقدمه الى جسر الشغور. وقال «انهم يدكون بالمدفعية في اتجاه جسر الشغور لكن المدينة شبه مقفرة».
واعلن التلفزيون السوري وصول وحدات من الجيش الى «مشارف جسر الشغور». واشار الى اعتقال عناصر من مجموعات «ارهابية».
الى ذلك، قتل ستة اشخاص في اللاذقية (غرب) عندما اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة في هذه المدينة الساحلية.
واعلن رئيس «المرصد»، ان متظاهرين قتلا برصاص اطلق من الية عسكرية في بصرى الحرير في محافظة درعا مهد الاحتجاجات جنوب سورية، هما: عبد المطلب الحريري وعدنان الحريري، وهو أكتع، بترت يداه بعدما صعقته الكهرباء.
كما قتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية تم خلالها احراق صورة للرئيس بشار الاسد، حسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون.
ولوحظ أن العشائر التي دعيت هذه الجمعة باسمها، لم تخرج في البادية والمنطقة الشرقية حيث لم تشهد مدينة الرقة أو ضواحي دير الزور أو الحسكة تظاهرات لافتة، فيما تستمر العمليات العسكرية في محافظة ادلب شمال غربي البلاد.
واشار التلفزيون الحكومي السوري ان «مسلحين» فتحوا النار على عناصر من قوات الامن في بصرى الحرير ما ادى الى مقتل احد هؤلاء اضافة الى مدني.
وانقطعت الاتصالات الهاتفية الأرضية والجوالة في حماة منذ الساعة العاشرة صباحاً.
وقدّم 9 من حزب البعث الحاكم في أدلب استقالتهم، بينهم عبد المعين ابراهيم الي قال في اتصال مع قناة «العربية»، أمس، « أعلن استقالتي من حزب البعث الفاشي، لأن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين في معرّة النعمان وقتلت نساء واطفالا».
وفي لندن، دعا «مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني» (كابو) المجتمع الدولي امس، إلى إرسال أقوى الإشارات الممكنة للنظام السوري لوقف قمع شعبه، والسماح بإيصال المساعدات للمحتاجين دون إعاقة وفقا لما طالبت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
الى ذلك، نظم طلاب سوريون في «الجامعة اللبنانية» في طرابلس في شمال لبنان، أمس، تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد جابت شوارع المدينة وشارك فيها عدد كبير من الطلاب اللبنانيين بمواكبة امنية كثيفة.
وفي واشنطن، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية امس، ان واشنطن تريد «زيادة الضغوط» على الرئيس السوري لدفعه الى وقف اعمال العنف.


غول يحذر دمشق من التمادي في استخدام العنف ... وغيتس يؤكد أن شرعية الأسد أصبحت موضع تساؤل بعد «المذابح»

أردوغان: النظام السوري ارتكب «فظاعات»
وماهر الأسد يتصرف في شكل وحشي

أنقرة، بروكسيل - ا ف ب، يو بي آي، رويترز - دان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس، «المذابح ضد الابرياء» التي يرتكبها النظام السوري معتبرا ان «شرعية» الرئيس بشار الاسد اصبحت موضع تساؤل، في حين اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعة» وعدم التصرف في شكل «انساني» حيال المحتجين.
وقال غيتس في مركز فكري في بروكسيل، ان «ازهاق حياة ابرياء يجب ان يكون مشكلة ومصدر قلق للجميع». واضاف: «اعتقد ان الجميع يجب ان يتساءلوا لمعرفة ما اذا كان الاسد يملك شرعية حكم بلده بعد هذا النوع من المجازر ومن القتل».
وفي اشارة الى موجة الثورات على الانظمة في العالم العربي، قال غيتس: «لا شك ان ثمة خطا فاصلا في الشرق الاوسط بين الحكام الذين لا يتورعون عن قتل شعوبهم للبقاء في السلطة واولئك المستعدين لتسليمها».
وفي موقف تركي لافت، اتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعة»، وقال: إن «شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد لا يتصرف في شكل إنساني، بل في شكل وحشي، فقواته تلتقط الصور وهي تقف فوق جثث النساء، هذه صور لا يمكن فهمها، والأمر انتقل الآن إلى مجلس الأمن، ولا يمكننا بعد كل ما حدث أن نخرج وندافع عن سورية أمام المجتمع الدولي».
ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء بأنها «فظاعة»، معتبراً في شكل عام أن «قمع التظاهرات في سورية غير مقبول»، وأضاف أنه في هذا الإطار، لا يمكن لتركيا أن تدافع عن سورية.
ونقلت، وكالة انباء الاناضول عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية مساء اول من امس، «تحدثت مع (الرئيس السوري بشار) الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريون) يقللون من اهمية الوضع (...) وللاسف لا يتصرفون في شكل انساني».
وكان اردوغان الذي يقول انه «صديق» للاسد طلب مرات عدة اصلاحات عاجلة في سورية في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي لا سابق لها في هذا البلد. لكنه لم يدع الى رحيل الرئيس السوري.
وكرر اردوغان تأكيد ان تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين، لكنه اضاف «الى اين سيصل ذلك»؟
ولجأ 2500 سوري الى جنوب تركيا، حسبما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس.
من ناحيته، حذر الرئيس التركي عبد الله غول نظام الأسد «من التمادي في استخدام العنف ضد المحتجين».
وقال «إن تركيا تنظر إلى السوريين على أنهم جيران وإخوة يرتبطون مع تركيا بروابط أسرية». وأضاف: «نتابع الوضع في سورية يوميا من خلال وكالات الأنباء بدقة، بل بدقة قصوى». وذكر أن بلاده «متأهبة لأسوأ السيناريوهات من الناحية المدنية والعسكرية».
وقال غول: «لا نرغب بطبيعة الحال أن تحدث هذه السيناريوهات السيئة، لكن الأمور لا تتطور في الاتجاه الصحيح».
الى ذلك، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، ان تركيا تفكر في اقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية اذا فر مئات الالاف من العنف هناك.