تمر هذه الايام الذكرى الرابعة والاربعون لذكرى النكسة، فقد كان الخامس من يونيو 1967 تاريخاً أليماً في ذاكرة الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية، اذ مضت اربعة واربعون عاماً على نكسة الجيوش العربية وهزيمتها امام قوات الاحتلال الصهيوني، ترك فيها الشعب الفلسطيني وحيداً يواجه الاحتلال والتعنت الاسرائيلي بمقاومته المتواضعة، وهو ما ادى الى مشاهد عملية القتل والتنكيل والترويع والتشريد والاضطهاد، من دون ان تفلح كل الخطوب والنوائب في ثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه والدفاع عن وجوده والوقوف بصلابة امام آلة القتل والبطش والتدمير الاسـرائيلي المـــــدعومة وللاســــــف من دول كـــــبرى.
ان تمدد الاحتلال نحو الدول العربية سواء عبر التطبيع او غيره يؤكد على ان الفكرة الصهيونية لاتزال مهيمنة على الدول وانها تجسدت في اوضح معانيها بعد احتلال كامل للاراضي الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء والجولان، حيث اتضح ان اهداف مشروع الصهاينة ليس فقط على الاراضي الفلسطينية بل يطول مناطق واسعة من الاراضي العربية، فاسرائيل انتقلت عام 1967 نحو خطوة متقدمة لتحقيق مشروعها الصهيوني في المنطقة واستهدفت نقل الصراع العربي - الاسرائيلي الى مرحلة جديدة بحيث بات الحديث يجري عن الاراضي المحتلة عام 1967 والتعديلات في الحدود واستمرارهم في التمسك بالجولان، وبالتالي نراها قد تحررت من قرارات دولية سابقة واهمها القرار 181 الذي ينص على قيام دولتين ذات حدود معينة، والسؤال هنا: الى متى ستظل القرارات الدولية بشأن قيام الدولتين مقيدة بيد القوى الصهيونية؟ تزامناً مع الذكرى الرابعة والاربعين لاحياء يوم النكسة شهدت هضبة الجولان مسيرات جماعية احتجاجية ادت الى مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والسوريين والجيش الاسرائيلي اثناء محاولتهم اختراق الحدود للتعبير عن رفضهما للاحتلال، ما ادى الى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بعد ان اطلق الجنود الاسرائيليين النار باتجاه المحتجين الذين احتشدوا على مشارف الجولان محاولين قطع الاسلاك الشائكة وتجاوز حقول الالغام الاسرائيلية وبالتالي لم يترك الجنود الاسرائيليون النار باتجاه المحتجين الذين احتشدوا على مشارف الجولان محاولين قطع الاسلاك الشائكة وتجاوز حقول الالغام الاسرائيلية وبالتالي لم يترك الجنود الاسرائيليون خيارا آخر سوى فتح النار عليهم في مسعى لمنع المتظاهرين من المزيد من التقدم، كما وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب دائم وكثفت تواجدها في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية والسورية وذلك استعداداً لمواجهة تزايد جموع المسيرات في ذكرى النكسة، فالوضع الاحتجاجي لم يتوقف لحظة، وهناك حملة شعبية لمقاومة الحزام الأمني الاسرائيلي في الذكرى 44 حيث تنوي التوجه نحو الحدود الشرقية من محافظة خان يونس في بلدة خزاعة للاحتجاج على قيام اسرائيل بفرض ما يسمى بالحزام الأمني على امتداد حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية بعمق 300 - 500 متر، وعلى الجانب اللبناني تجمع عدد كبير من الفلسطينيين عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة ورددوا هتافات معادية للاحتلال والمطالبة بالعودة الى فلسطين... ان في الذكرى الـ 44 للنكسة آلاماً عربية من جرح غائر في القلوب خصوصاً عندما شن الجيش الاسرائيلي 1967 حرباً شرسة مباغته على ثلاث دول عربية وهي سورية ومصر والاردن، هاجمت من خلالها المطارات المصرية والسورية ودمرت الطائرات بالتوازي مع عملية هجوم بري واسع على شبه جزيرة سيناء واحتلت الضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء ابان الحرب، غير انها اعادت سيناء الى مصر بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، فيما اعلنت ضم هضبة الجولان عام 1981م وهي خطوة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي، في الوقت الذي نرى فيه النظام السوري الذي سلم الجولان لليهود وحافظ لهم على جبهتها آمنة مطمئنة فوق اربعين عاماً، يحرك الاحتلال اجهزته القمعية لقتل اهل الشام المعارضين ويذيقهم الوان الظلم والقهر والاستعباد، وهاهنا يهدد نتنياهو دول الجوار وشعوبها وينفذ تهديداته فيقتل العشرات ويجرح المئات على ارض الجولان وعلى ارض فلسطين، آمناً على نفسه من ردة فعل الامة العربية، وبهذه الخطوة التاريخية دان «الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني - حزب فدا» تلك المجزرة التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل ضد المتظاهرين الذين جاءوا ليعبروا عن رفضهم لاستمرار احتلال فلسطين، ومؤكدين على حقهم الأساسي في العودة لارضهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها والتي اسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين العزل جراء اطلاق جيش الاحتلال نيران اسلحته الرشاشة بشكل عشوائي على المدنيين العزل، معتبراً ذلك استمراراً لسياسة العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني الجريح، مؤكداً بأن دماءهم الزكية لن تذهب هدراً...
واليوم وبعد هذه العقود الأليمة التي عاشتها تلك الشعوب من ويلات الاحتلال المستمر تسطر الشعوب المحتلة من ايادي الصهاينة مرحلة جديدة في تاريخها ليبدأوا مرحلة الانتصار على العدو، ولايزال الشعب الفلسطيني المناضل يواصل مشواره عاقداً العزم مهما بلغت التضحيات على تحرير كامل لتراب فلسطين من دنس اليهود، هذا وبمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين للنكسة ندعو الحكام العرب والمسلمين الى استخلاص العبر وعدم الارتهان الى الوعود الاجنبية واللجوء الى طاولة المفاوضات العقيمة واوهام حسن النوايا الصهيونية فان عهد الهزائم قد ولى وان عصر الانتصارات مقبل لا محالة، نعم قريباً ستمحى خريطة الكيان الغاصب المحتل من ذاكرة امتنا العربية والاسلامية ان شاء الله... «ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله» صدق الله العظيم عاشت فلسطين حرة عربية، والمجد والخلود لشهدائها الابرار، انها لثورة حتى النصر.
علي محمد الفيروز
كاتب وناشط سياسي كويتي
alfairouz61_alrai@yahoo.com
ان تمدد الاحتلال نحو الدول العربية سواء عبر التطبيع او غيره يؤكد على ان الفكرة الصهيونية لاتزال مهيمنة على الدول وانها تجسدت في اوضح معانيها بعد احتلال كامل للاراضي الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء والجولان، حيث اتضح ان اهداف مشروع الصهاينة ليس فقط على الاراضي الفلسطينية بل يطول مناطق واسعة من الاراضي العربية، فاسرائيل انتقلت عام 1967 نحو خطوة متقدمة لتحقيق مشروعها الصهيوني في المنطقة واستهدفت نقل الصراع العربي - الاسرائيلي الى مرحلة جديدة بحيث بات الحديث يجري عن الاراضي المحتلة عام 1967 والتعديلات في الحدود واستمرارهم في التمسك بالجولان، وبالتالي نراها قد تحررت من قرارات دولية سابقة واهمها القرار 181 الذي ينص على قيام دولتين ذات حدود معينة، والسؤال هنا: الى متى ستظل القرارات الدولية بشأن قيام الدولتين مقيدة بيد القوى الصهيونية؟ تزامناً مع الذكرى الرابعة والاربعين لاحياء يوم النكسة شهدت هضبة الجولان مسيرات جماعية احتجاجية ادت الى مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والسوريين والجيش الاسرائيلي اثناء محاولتهم اختراق الحدود للتعبير عن رفضهما للاحتلال، ما ادى الى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بعد ان اطلق الجنود الاسرائيليين النار باتجاه المحتجين الذين احتشدوا على مشارف الجولان محاولين قطع الاسلاك الشائكة وتجاوز حقول الالغام الاسرائيلية وبالتالي لم يترك الجنود الاسرائيليون النار باتجاه المحتجين الذين احتشدوا على مشارف الجولان محاولين قطع الاسلاك الشائكة وتجاوز حقول الالغام الاسرائيلية وبالتالي لم يترك الجنود الاسرائيليون خيارا آخر سوى فتح النار عليهم في مسعى لمنع المتظاهرين من المزيد من التقدم، كما وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب دائم وكثفت تواجدها في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية والسورية وذلك استعداداً لمواجهة تزايد جموع المسيرات في ذكرى النكسة، فالوضع الاحتجاجي لم يتوقف لحظة، وهناك حملة شعبية لمقاومة الحزام الأمني الاسرائيلي في الذكرى 44 حيث تنوي التوجه نحو الحدود الشرقية من محافظة خان يونس في بلدة خزاعة للاحتجاج على قيام اسرائيل بفرض ما يسمى بالحزام الأمني على امتداد حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية بعمق 300 - 500 متر، وعلى الجانب اللبناني تجمع عدد كبير من الفلسطينيين عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة ورددوا هتافات معادية للاحتلال والمطالبة بالعودة الى فلسطين... ان في الذكرى الـ 44 للنكسة آلاماً عربية من جرح غائر في القلوب خصوصاً عندما شن الجيش الاسرائيلي 1967 حرباً شرسة مباغته على ثلاث دول عربية وهي سورية ومصر والاردن، هاجمت من خلالها المطارات المصرية والسورية ودمرت الطائرات بالتوازي مع عملية هجوم بري واسع على شبه جزيرة سيناء واحتلت الضفة الغربية وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء ابان الحرب، غير انها اعادت سيناء الى مصر بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، فيما اعلنت ضم هضبة الجولان عام 1981م وهي خطوة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي، في الوقت الذي نرى فيه النظام السوري الذي سلم الجولان لليهود وحافظ لهم على جبهتها آمنة مطمئنة فوق اربعين عاماً، يحرك الاحتلال اجهزته القمعية لقتل اهل الشام المعارضين ويذيقهم الوان الظلم والقهر والاستعباد، وهاهنا يهدد نتنياهو دول الجوار وشعوبها وينفذ تهديداته فيقتل العشرات ويجرح المئات على ارض الجولان وعلى ارض فلسطين، آمناً على نفسه من ردة فعل الامة العربية، وبهذه الخطوة التاريخية دان «الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني - حزب فدا» تلك المجزرة التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل ضد المتظاهرين الذين جاءوا ليعبروا عن رفضهم لاستمرار احتلال فلسطين، ومؤكدين على حقهم الأساسي في العودة لارضهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها والتي اسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين العزل جراء اطلاق جيش الاحتلال نيران اسلحته الرشاشة بشكل عشوائي على المدنيين العزل، معتبراً ذلك استمراراً لسياسة العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني الجريح، مؤكداً بأن دماءهم الزكية لن تذهب هدراً...
واليوم وبعد هذه العقود الأليمة التي عاشتها تلك الشعوب من ويلات الاحتلال المستمر تسطر الشعوب المحتلة من ايادي الصهاينة مرحلة جديدة في تاريخها ليبدأوا مرحلة الانتصار على العدو، ولايزال الشعب الفلسطيني المناضل يواصل مشواره عاقداً العزم مهما بلغت التضحيات على تحرير كامل لتراب فلسطين من دنس اليهود، هذا وبمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين للنكسة ندعو الحكام العرب والمسلمين الى استخلاص العبر وعدم الارتهان الى الوعود الاجنبية واللجوء الى طاولة المفاوضات العقيمة واوهام حسن النوايا الصهيونية فان عهد الهزائم قد ولى وان عصر الانتصارات مقبل لا محالة، نعم قريباً ستمحى خريطة الكيان الغاصب المحتل من ذاكرة امتنا العربية والاسلامية ان شاء الله... «ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله» صدق الله العظيم عاشت فلسطين حرة عربية، والمجد والخلود لشهدائها الابرار، انها لثورة حتى النصر.
علي محمد الفيروز
كاتب وناشط سياسي كويتي
alfairouz61_alrai@yahoo.com