يعدّ كتاب «تطور نظريات الحكم والسياسة العربية: العصر القديم» للكاتب والاكاديمي العراقي الدكتور ضرغام الدباغ عملا بحثيا هو الأول من نوعه في تطور نظريات الحكم والسياسة العربية في العصر القديم، ومن الواضح أنه جزء أول من عمل أوسع.
/>وتعود فصول الكتاب الى حيث بدأ الإنسان يشيد أولى المدن في بلاد ما بين النهرين، ومن ثم في منطقة شرق الفرات إلى ساحل بحر آمور العظيم، وحضارة وادي النيل وملوك الفراعنة.
/>ويتناول امتزاج الحضارات، فيستعرض قيام دول البتراء، وتدمر، الحضر، والغساسنة، والمناذرة. كما انه يغطي نشأة وتطور الدولة المعينية، ودولة قتبان، ودولة أوسان، ودولة حضرموت، ودولة حمير، ودولة سبأ، ويعود الى وسط شبه الجزيرة، ليتناول ظهور إمارة كندة، ونشأة وتطور اول نظام سياسي واجتماعي في مكة.
/>ويقول المؤلف في كتابه الصادر عن دار «اي كتب» للنشر: «ليس بالضرورة أن تتماثل التجارب الإنسانية لنقول بالتالي أن هناك فكراً سياسياً عربياً، فالمرتكزات الأساسية للفكر السياسي تمتلك تراكماً تاريخياً، وقد خلقته تيارات وعواصف الممارسة الفعلية عبر تجارب ثرية ليس للأمة العربية فحسب، بل للإنسانية جمعاء، أن هذا الفكر هو نتاج تجربة جماعية فريدة من نوعها ساهمت فيها عقول مفكري الأمة كما ساهم فيها المهندسون والعلماء من جميع الاختصاصات، والمهمة الملقاة على عاتق علماء العلوم السياسية العرب المعاصرين، هو ابراز تلك الحقائق التاريخية، وعدم الاستهانة بأي منها ووضعها في مكانها اللائق».
/>ويضيف المؤلف: «فكما كانت شريعة حمورابي ومنجزات سنحاريب العمرانية الهندسية أو الديبلوماسية والعسكرية الباهرة، وكذلك ديبلوماسية الآشوريين والبابليين والكلدانيين، كذلك كانت رائعة تجربة تدمر السياسية والأنباط وسبأ، مثلت وثيقة يثرب التي وضع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد العمل السياسي الداخلي في التاريخ، ثم كل ما جاء به الإسلام من منجزات سياسية مهمة أثرت في الفكر السياسي العربي الإسلامي، وروعة الأعمال السياسية - الاجتماعية لابن خلدون، وأبي حامد الغزالي، وابن رشد وتقي الدين ابن تيمية وغيرهم».
/>