صدرت في القاهرة ضمن سلسلة أصوات معاصرة المجموعة القصصية «حقيبة متربة وجورب أبيض» للكاتب المصري حسام القاضي. القصص التي كتبت ونشرت على مدى أكثر من عقدين في مدن وصحف مصر وعُمان والكويت تختار شخصياتها من حقيبة متربة هي الواقع المكلل بالمشكلات والمكبل دون طموحاته، لتكون جوربا أبيض يحاول أن يرسم خطوات خارج المألوف.
/>الكاتب الذي درس الفن ينحاز الى التفاصيل وكأنه يرسم لوحة بينما يقدم الحس السردي له سخرية متهكمة، لغوية ومعنوية، تسمح للقارئ بتداول الكوميديا السوداء.
/>آراء كثيرة واكبت نشر هذه المجموعة القصصية، حيث كتب الدكتور مصطفى عراقي عن ذكاء سرد التفاصيل لاحداث التأثير بالمعايشة، كما في قصة «العملية»، أما الكاتب مجدي فيقول تعليقا على احدى قصص المجموعة «ولكنه حي» بأن القاضي «قاص حاذق وموهوب ولديه القدرة على اختزال أعقد القضايا وأصعب المشكلات في جمل قليلة لا تشغل حيزا كبيرا بما يثيرنا فنيا وفكريا».
/> وترى قراءة ربيحة الرفاعي لكتابات القاص حسام القاضي اعتماده تقنية فنية عالية قائمة على مونتاج القطع والمزج تتبدى ببراعة وجمالية في تداخل الأزمنة عبر لقطات استراجعة تشكل ملمحا رئيسا في قصصه، وتتجلى جمالية الاسترجاع عنده بمشاهد نصية تحمل واحدتها فكرة قصة متكاملة يتم ادراجها خلل النص بمهارة الفصل المتصل كما في «نفس ما ارادو»، أو التداخل التام كما في «بيتزا»، وهما من أبرز قصص المجموعة. فيما ترى وفاء شوكت خضر أن حسام القاضي يعتمد على الرمزية المكثفة في قصصة بشكل لا يجعل القارئ يفقد التركيز أثناء عملية البحث الفكري، وهو يتابع قراءة أحد نصوصه حيث يتحكم دوما بالخيوط التي يستخدمها لنسيجه القصصي، دون أن يفقد أحدها بما يمنحنا متعة القراءة.
/>ويصف الدكتور مازن لبابيدي على أسلوب الكتابة في «حقيبة متربة وجورب أبيض» بالبساطة مع اختيار مفردات منتقاة ببراعة وجيدة التوظيف في السياق مبتعدا عن التعقيد في التراكيب اللغوية، جنبا الى جنب مع التشويق والتصعيد الهادئ للأحداث ما يشد القارئ للقصة من دون أن يشعر بالقلق أو الاثارة المبالغة التي لا تتناسب مع الحدث. ويتوقف الناقد أحمد عيسى أمام العنوان كأحد العناصر المهمة في العمل القصصي «الذي يأتي لافتاً يعبر عن القصة لكنه لا يفضحها، يجذب الأنظار مثيراً يختصر القصة كلها دون أن يشي بما فيها».
/>