منذ أيام تناولت العديد من وسائل الاعلام العربية، وبعض وكالات الانباء قضية في غاية الاهمية من ناحية الأمن القومي العربي تتعلق بالمصري طارق عبد الرزاق عميل جهاز الموساد، وقد تابعنا جميعا ما كتبته الصحافة المصرية عن سير التحقيقات وآخر تطورات القضية.
لكون ان هذا المتهم، حسب الصحافة المصرية، قد تتطرق باعترافاته عن تجنيده خبيرا كيميائيا سوريا، او ضابطا من جهاز الاستخبارات السورية، توقعنا ان تتناول الصحافة السورية هذه القضية باهتمام كونها تتعلق بالأمن الوطني ولأنها لم تعد سرا بعد كشفها في الاعلام المصري والعربي والدولي، كذلك ترقبنا ان يصدر موقف رسمي يوضح ملابسات القضية وما حصل، من هو هذا الخبير الكيميائي، وهل هناك ذيول اخرى للقضية، والى ماذا افضت التحقيقات السورية، وغيرها المئات من الاسئلة، لكن للأسف لم نسمع شيئا وكأن الذي يجري، يخص دولة اخرى تتموضع على كوكب المريخ.
عرفنا من خلال وكالة الانباء الفرنسية ان الكيميائي السوري المتهم بالتعامل مع اسرائيل هو الدكتور «ايمن الهبل» مدير معهد الكيمياء التابع لمركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يعمل تحت ادارة مكتب القائد العام للجيش والقوات المسلحة. لكن الاعلام في سورية لم يقل ان كان ذلك صحيحا ام لا، كذلك لم يخرج موقف رسمي يصدق او يكذب او ينفي او يصحح ما تناقلته الوكالة الفرنسية.
بعد يوم او يومين سمعنا وقرأنا معلومات اضافية ومختلفة عما عرفناه سابقا وما تناولته وسائل الاعلام عن ذلك الكيميائي السوري، هذه المرة نشرت «اليوم السابع» المصرية الجزء الثاني من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية التي باتت
معروفة إعلاميا بقضية «جاسوس الفخ الهندي»، والمتهم فيها طارق عبد الرازق.
التفاصيل الجديدة في التحقيقات تعلقت «بالجاسوس السوري» وقد تحدثت عن عميل يدعى «صالح النجم»، ونلاحظ هنا ان الاسم اختلف عن اسم الكيميائي، المعلومات الجديدة قالت ان «النجم» يعمل عقيداً في المخابرات العسكرية السورية وهو المسؤول الأول عن الملف النووى السوري، وان إسرائيل «سعت لتجنيده منذ 13 عاما ولم تسنح لها الفرصة إلا وقت تلقيه العلاج في أحد المستشفيات بباريس، حيث توطدت العلاقة بينه وأحد عملاء الموساد، وبدأت قصة تجنيده بعد اللعب على نقاط ضعفه من عشقه للمال والنساء».
المتهم المصري عرض وقائع في غاية الأهمية تتعلق بالمفاعل النووي السوري، الذي تم تدميره عام 2007، حيث أكد أنه حصل على معلومات في غاية الأهمية من الضابط السوري تتمثل في تفاصيل دقيقة عن كيفية بناء وعمل المفاعل وكيفية تخصيب اليورانيوم ودفن النفايات السامة الخطيرة. لكن رغم ذلك، لم يخرج شيئا من الصحافة السورية ولم نسمع موقفا رسميا يؤكد او ينفي او يصحح، ليثلج صدورنا.
لا نعرف بالضبط ما الدوافع الرسمية وراء الاحجام الرسمي عن اطلاع الرأي العام في سورية بما حصل. فما حصل هو قضية رأي عام بامتياز تهم كل مواطن سوري.
من ناحية ثانية، ان قضايا التجسس بين الدول حصلت دائما عبر التاريخ، وما زالت تحصل، وستبقى، وكلنا نعرف ان الدول الكبرى المعروفة بقوة اجهزتها الامنية والاستخباراتية غالبا ما تعلن بين الفينة والاخرى عن مثل هذه القضايا، وتتعامل معها وسائل الاعلام مثلها مثل اي خبر آخر، فلا شيء يستدعي السرية والتكتم او حتى الخجل.
ثم من ناحية ثانية، ان حصل وقام الاعلام السوري الرسمي بنشر الرواية الرسمية، فإننا جميعا سنصدقها، لأننا جميعا نحب ان نقرأ اخبار بلدنا ونتابع قضايانا الحساسة من خلاله وليس من خلال الصحافة الاخرى، لأننا وحدنا من يفترض ان نملك الرواية الصحيحة عن قصة «العميل السوري» حيث من غير المعقول ان نقرأ قضية تهم امننا الوطني من خلال الصحافة المصرية او الاسرائيلية او غيرها.
ثم انه وطننا جميعا، والحقيقة يجب ان تكون ملك الجميع في مثل هذه الشؤون الحساسة والخطيرة.
زين الشامي
كاتب سوري
لكون ان هذا المتهم، حسب الصحافة المصرية، قد تتطرق باعترافاته عن تجنيده خبيرا كيميائيا سوريا، او ضابطا من جهاز الاستخبارات السورية، توقعنا ان تتناول الصحافة السورية هذه القضية باهتمام كونها تتعلق بالأمن الوطني ولأنها لم تعد سرا بعد كشفها في الاعلام المصري والعربي والدولي، كذلك ترقبنا ان يصدر موقف رسمي يوضح ملابسات القضية وما حصل، من هو هذا الخبير الكيميائي، وهل هناك ذيول اخرى للقضية، والى ماذا افضت التحقيقات السورية، وغيرها المئات من الاسئلة، لكن للأسف لم نسمع شيئا وكأن الذي يجري، يخص دولة اخرى تتموضع على كوكب المريخ.
عرفنا من خلال وكالة الانباء الفرنسية ان الكيميائي السوري المتهم بالتعامل مع اسرائيل هو الدكتور «ايمن الهبل» مدير معهد الكيمياء التابع لمركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يعمل تحت ادارة مكتب القائد العام للجيش والقوات المسلحة. لكن الاعلام في سورية لم يقل ان كان ذلك صحيحا ام لا، كذلك لم يخرج موقف رسمي يصدق او يكذب او ينفي او يصحح ما تناقلته الوكالة الفرنسية.
بعد يوم او يومين سمعنا وقرأنا معلومات اضافية ومختلفة عما عرفناه سابقا وما تناولته وسائل الاعلام عن ذلك الكيميائي السوري، هذه المرة نشرت «اليوم السابع» المصرية الجزء الثاني من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية التي باتت
معروفة إعلاميا بقضية «جاسوس الفخ الهندي»، والمتهم فيها طارق عبد الرازق.
التفاصيل الجديدة في التحقيقات تعلقت «بالجاسوس السوري» وقد تحدثت عن عميل يدعى «صالح النجم»، ونلاحظ هنا ان الاسم اختلف عن اسم الكيميائي، المعلومات الجديدة قالت ان «النجم» يعمل عقيداً في المخابرات العسكرية السورية وهو المسؤول الأول عن الملف النووى السوري، وان إسرائيل «سعت لتجنيده منذ 13 عاما ولم تسنح لها الفرصة إلا وقت تلقيه العلاج في أحد المستشفيات بباريس، حيث توطدت العلاقة بينه وأحد عملاء الموساد، وبدأت قصة تجنيده بعد اللعب على نقاط ضعفه من عشقه للمال والنساء».
المتهم المصري عرض وقائع في غاية الأهمية تتعلق بالمفاعل النووي السوري، الذي تم تدميره عام 2007، حيث أكد أنه حصل على معلومات في غاية الأهمية من الضابط السوري تتمثل في تفاصيل دقيقة عن كيفية بناء وعمل المفاعل وكيفية تخصيب اليورانيوم ودفن النفايات السامة الخطيرة. لكن رغم ذلك، لم يخرج شيئا من الصحافة السورية ولم نسمع موقفا رسميا يؤكد او ينفي او يصحح، ليثلج صدورنا.
لا نعرف بالضبط ما الدوافع الرسمية وراء الاحجام الرسمي عن اطلاع الرأي العام في سورية بما حصل. فما حصل هو قضية رأي عام بامتياز تهم كل مواطن سوري.
من ناحية ثانية، ان قضايا التجسس بين الدول حصلت دائما عبر التاريخ، وما زالت تحصل، وستبقى، وكلنا نعرف ان الدول الكبرى المعروفة بقوة اجهزتها الامنية والاستخباراتية غالبا ما تعلن بين الفينة والاخرى عن مثل هذه القضايا، وتتعامل معها وسائل الاعلام مثلها مثل اي خبر آخر، فلا شيء يستدعي السرية والتكتم او حتى الخجل.
ثم من ناحية ثانية، ان حصل وقام الاعلام السوري الرسمي بنشر الرواية الرسمية، فإننا جميعا سنصدقها، لأننا جميعا نحب ان نقرأ اخبار بلدنا ونتابع قضايانا الحساسة من خلاله وليس من خلال الصحافة الاخرى، لأننا وحدنا من يفترض ان نملك الرواية الصحيحة عن قصة «العميل السوري» حيث من غير المعقول ان نقرأ قضية تهم امننا الوطني من خلال الصحافة المصرية او الاسرائيلية او غيرها.
ثم انه وطننا جميعا، والحقيقة يجب ان تكون ملك الجميع في مثل هذه الشؤون الحساسة والخطيرة.
زين الشامي
كاتب سوري