| علي الرز |
تأخر سفيرنا في واشنطن كثيرا، كان يجب ان يرد عليّ لمعرفة إذا كان اسمي موجودا في الوثائق التي تم تسريبها الى الحقير ويكيليكس، وما إذا كان الديبلوماسيون الاميركيون كتبوا كل شيء قلته ولو من باب المداعبة.
عموما، هو لا يتأخر كثيرا، ويمتلك علاقات جيدة بمحرري «نيويورك تايمز» تؤهله لاكتشاف «المصيبة» او حجم المصيبة على الاقل. حتى الآن اقتربت التسريبات مني لكنها لم تمسني مباشرة وما تسرب منها لا يبشر بالخير.
ليست اول التحديات ولن تكون آخرها، ومع ذلك فالمواجهة ممكنة، لقد اعطيت امرا لاجهزة الاعلام بتضخيم كرة النفي التي بدأت تتدحرج من رؤساء ومسؤولين عما نقل عنهم، وحين تصل الوثيقة إلى رقبتي يسهل النفي ايضا. ورغم أنني لا ابالي كثيرا بمشاعر العامة واتجاهات الرأي العام الا أنني لا اريد لصورتي المهيبة ان تنخدش ولو بسلاح الاحراج.
اكيد جميع نظرائي يتذكرون الآن عادل امام في «شاهد ما شفش حاجة» خصوصا مشهد المحكمة وهلعه من ورود اسمه في المحاضر ثم تنهيدته الساخرة...«طيب»! سامحهم الله على زلات لسانهم لكنني قلت اكثر مما قالوه ولذلك فإن الانتظار يقتلني. اين السفير لا يرد!
قبلت نظيري من الدولة المشاكسة وعانقته بحرارة امام وسائل الاعلام، قلت انه يمثلني وان مواقفه تعكس مواقفي خصوصا لجهة محاربة اميركا رأس الافعى، وقعت معه معاهدة، ثم استقبلت جماعة السفارة الاميركية وقلت لهم ان المعاهدة التغت منذ اللحظة التي غادرت فيها طائرته البلاد، وان اتفاقي المعلن معه سببه رغبتي في معرفة مواقفه ومخططاته كي ابلغكم بها أولا بأول. كررت على مسامعهم للمرة المليون ان الشعارات التي تدغدغ الشارع وتنومه شيء والتعاون الفعلي الامني والاستخباراتي مع اميركا شيء آخر. دعوتهم الى تفهم «خصوصياتنا» وقياس حساب الربح والخسارة في النهاية، فالكلام ضدهم ليس غريبا واميركا «متعودة... دايما» عليه لكن المعلومات التي نعطيها لهم تساهم في كشف اعدائهم وتساعدهم في توجيه ضربات استباقية اهم بكثير من الانتقاد الشفوي.
تفهم اركان السفارة كعادتهم ما اقول وكرروا «الكليشيه» المعروف: «انتم احرار في اتخاذ المواقف التي ترون انها تخدم بلدكم وشعبكم ونتمنى ان نتشارك معكم قيم الحرية والديموقراطية والتنمية ومحاربة الارهاب... الخ»، من دون ان ينسوا شكرنا على اي معلومة يمكن ان تحمي اميركا سواء على صعيد المصالح اوالافراد.
حسنا، لو اعلن الحقير ويكيليكس محضر هذا الاجتماع، وفيه ما دار بيني وبين نظيري... هل سيصدقني اي مسؤول آخر يزورني ولو اطلقت انا ايضا ربع مليون قسم؟
فعلا، لا امان للعم سام، صرت اسميه بعد ويكيليكس العم سم، لانه سمّم العلاقات حتى داخل الدولة الواحدة بل داخل الاسر والعائلات، ألم يتطرق للانجذابات الجنسية للمسؤولين والرؤساء والوزراء؟
كنت امازح اركان السفارة الاميركية بالقول انني عندما اقر موازنة البلاد اضع فيها بنودا سرية لاستضافة «خبراء اجانب» مثل المهندسة النووية كلوديا شيفر، ومديرة مكافحة التصحر الافريقي في الامم المتحدة ناعومي كامبل، والخبيرة في شؤون الرعاية الاجتماعية انجيلينا جولي... الآن عرفت سبب ضحكهم المتواصل لشهر رغم ان المزحة انتهت بدقيقة. هل يمكن ان ينشروا شيئا من ذلك خصوصا أنني حليف وصديق؟ هؤلاء لا امان لهم. ثم من سيصدقهم؟ يعرفون أنني اعاني مرض السكري وان هذا المرض يجعلني عندما استضيف «الخبراء الاجانب» اصدق انهن «خبراء» واتحدث معهن عن الايتام والتصحر وتطوير الاسلحة.
واخيرا، يأتي الجواب، يتصل السفير ويبلغني ان اسمي غير موجود. ورغم المرارة الخفيفة التي تولدت من كوني غير مهم بما يكفي ليحسب لي الحقير ويكيليكيس حسابا، فإن السعادة الغامرة اجتاحت روحي ورسمت الابتسامة على شفتي، سأخلد الى النوم قليلا ولكن قبل ذلك سأستدعي الصحافي (...) واعطيه حديثا العن فيه «ابو أم سياسة واشنطن» في المنطقة واطالب بانسحاب اميركا حتى من... اميركا.
نعم، نحن لا يخيفنا ويكيليكس.
alirooz@hotmail.com
تأخر سفيرنا في واشنطن كثيرا، كان يجب ان يرد عليّ لمعرفة إذا كان اسمي موجودا في الوثائق التي تم تسريبها الى الحقير ويكيليكس، وما إذا كان الديبلوماسيون الاميركيون كتبوا كل شيء قلته ولو من باب المداعبة.
عموما، هو لا يتأخر كثيرا، ويمتلك علاقات جيدة بمحرري «نيويورك تايمز» تؤهله لاكتشاف «المصيبة» او حجم المصيبة على الاقل. حتى الآن اقتربت التسريبات مني لكنها لم تمسني مباشرة وما تسرب منها لا يبشر بالخير.
ليست اول التحديات ولن تكون آخرها، ومع ذلك فالمواجهة ممكنة، لقد اعطيت امرا لاجهزة الاعلام بتضخيم كرة النفي التي بدأت تتدحرج من رؤساء ومسؤولين عما نقل عنهم، وحين تصل الوثيقة إلى رقبتي يسهل النفي ايضا. ورغم أنني لا ابالي كثيرا بمشاعر العامة واتجاهات الرأي العام الا أنني لا اريد لصورتي المهيبة ان تنخدش ولو بسلاح الاحراج.
اكيد جميع نظرائي يتذكرون الآن عادل امام في «شاهد ما شفش حاجة» خصوصا مشهد المحكمة وهلعه من ورود اسمه في المحاضر ثم تنهيدته الساخرة...«طيب»! سامحهم الله على زلات لسانهم لكنني قلت اكثر مما قالوه ولذلك فإن الانتظار يقتلني. اين السفير لا يرد!
قبلت نظيري من الدولة المشاكسة وعانقته بحرارة امام وسائل الاعلام، قلت انه يمثلني وان مواقفه تعكس مواقفي خصوصا لجهة محاربة اميركا رأس الافعى، وقعت معه معاهدة، ثم استقبلت جماعة السفارة الاميركية وقلت لهم ان المعاهدة التغت منذ اللحظة التي غادرت فيها طائرته البلاد، وان اتفاقي المعلن معه سببه رغبتي في معرفة مواقفه ومخططاته كي ابلغكم بها أولا بأول. كررت على مسامعهم للمرة المليون ان الشعارات التي تدغدغ الشارع وتنومه شيء والتعاون الفعلي الامني والاستخباراتي مع اميركا شيء آخر. دعوتهم الى تفهم «خصوصياتنا» وقياس حساب الربح والخسارة في النهاية، فالكلام ضدهم ليس غريبا واميركا «متعودة... دايما» عليه لكن المعلومات التي نعطيها لهم تساهم في كشف اعدائهم وتساعدهم في توجيه ضربات استباقية اهم بكثير من الانتقاد الشفوي.
تفهم اركان السفارة كعادتهم ما اقول وكرروا «الكليشيه» المعروف: «انتم احرار في اتخاذ المواقف التي ترون انها تخدم بلدكم وشعبكم ونتمنى ان نتشارك معكم قيم الحرية والديموقراطية والتنمية ومحاربة الارهاب... الخ»، من دون ان ينسوا شكرنا على اي معلومة يمكن ان تحمي اميركا سواء على صعيد المصالح اوالافراد.
حسنا، لو اعلن الحقير ويكيليكس محضر هذا الاجتماع، وفيه ما دار بيني وبين نظيري... هل سيصدقني اي مسؤول آخر يزورني ولو اطلقت انا ايضا ربع مليون قسم؟
فعلا، لا امان للعم سام، صرت اسميه بعد ويكيليكس العم سم، لانه سمّم العلاقات حتى داخل الدولة الواحدة بل داخل الاسر والعائلات، ألم يتطرق للانجذابات الجنسية للمسؤولين والرؤساء والوزراء؟
كنت امازح اركان السفارة الاميركية بالقول انني عندما اقر موازنة البلاد اضع فيها بنودا سرية لاستضافة «خبراء اجانب» مثل المهندسة النووية كلوديا شيفر، ومديرة مكافحة التصحر الافريقي في الامم المتحدة ناعومي كامبل، والخبيرة في شؤون الرعاية الاجتماعية انجيلينا جولي... الآن عرفت سبب ضحكهم المتواصل لشهر رغم ان المزحة انتهت بدقيقة. هل يمكن ان ينشروا شيئا من ذلك خصوصا أنني حليف وصديق؟ هؤلاء لا امان لهم. ثم من سيصدقهم؟ يعرفون أنني اعاني مرض السكري وان هذا المرض يجعلني عندما استضيف «الخبراء الاجانب» اصدق انهن «خبراء» واتحدث معهن عن الايتام والتصحر وتطوير الاسلحة.
واخيرا، يأتي الجواب، يتصل السفير ويبلغني ان اسمي غير موجود. ورغم المرارة الخفيفة التي تولدت من كوني غير مهم بما يكفي ليحسب لي الحقير ويكيليكيس حسابا، فإن السعادة الغامرة اجتاحت روحي ورسمت الابتسامة على شفتي، سأخلد الى النوم قليلا ولكن قبل ذلك سأستدعي الصحافي (...) واعطيه حديثا العن فيه «ابو أم سياسة واشنطن» في المنطقة واطالب بانسحاب اميركا حتى من... اميركا.
نعم، نحن لا يخيفنا ويكيليكس.
alirooz@hotmail.com