شاهدت مسلسل الملك فاروق في شهر رمضان وشاهده ملايين العرب وكان من المسلسلات التي كان ينتظرها المشاهد على أحر من الجمر وذلك لأسباب عدة:انه يروي قصة ملك احتار الناس فيما قيل عنه من أباطيل، ولكن شواهد عصره ومن قبله أسرة محمد علي الكريمة قائمة حتى الآن.فلكل عصر شواهده ولا يمكن الفصل بين الانجازات والحقائق وما يقال من أقوال مرسلة مغايرة للحقيقة...فلهذه الأسرة حتى آخر مظلوم من أبنائها، وهو مولانا المعظم فاروق الأول ملك مصر والسودان لقد ظلمت هذه الأسرة في تاريخها المحرر في عهد الثورة، رغم ان شواهدها حتى الآن من قناة السويس حتى الترع والمصارف والعمران الراقي حتى سلوكيات  الافراد من العامة حتى الساسة واقتصادها المزدهر وهذا معلوم لأن الجنيه المصري كان يعادل جنيهين استرلينيين ولم تكن مصر العظيمة بعيدة عن المؤامرات الدولية ولكن كان صوت مصر ملء البصر لانها بها نظام ديموقراطي راق يضاهي أرقى الأمم، لان القائمين على السياسة يصرفون على السياسة وليست السياسة هي التي تصرف عليهم.كانت الأحزاب تراقب بعضها البعض، وذلك لصالح الوطن والمواطن، ولم يكن العبث في عقول الناس والأحلام المخدرة منهجا وكما كان بداية حكم الثورة وما عشناه من حلم وأخيرا صحونا على كابوس هزيمة عام 1967 التي تحولت إلى نكسة انكارا لواقع مؤلم وهو الهزيمة، التي احدثت صدمة لجميع المصريين من هذا الحلم...وهكذا تحولت الحقائق في بداية الثورة دعما لها فقط بغض النظر عن الوطن والمواطن فالانقلاب على الملك الشرعي الدستوري ثورة حتى تلقى القبول بين العامة والهزيمة نكسة حتى يشرب الوطن والمواطن مقلب اقتناعه بفكر الثورة... اود ان اعلم لماذا نزيف التاريخ؟وشواهد جميلة نعيشها حتى الآن منذ ذلك العهد... يكفي ان نتذكر ان دولا كثيرة لها رعايا يأتون للعمل والاستقرار في مصر (طليان/ ألمان/ انكليز/ فرنسيين/يونانيين/إلخ...). أليس ذلك خير دليل على متانة وثقة العالم في هذه المملكة سياسة واقتصادا وخلفا.مصر الجميلة شعبا ونظاما وخلقا... وبعد خمسة وخمسين عاما من الثورة ملايين المصريين في جميع دول العالم... يبحثون عن الحياة الكريمة.ألم يحن الوقت لنقول الحقيقة حتى نحترم تاريخنا المجيد، ومن ثم نحترم بعضنا البعض الحقيقة جميلة في الاحيان كلها، لانها تريح القلب والعقل ونحن في أشد الحاجة للحقيقة... ألمانيا هدمت سور برلين واعتذرت للشعب... روسيا الماركسية قالت الحقيقة وعادت عن الماركسية... اسبانيا عاد الجيش وعاد الملك والحقيقة لا تغيب لقد مات الملك وانتهت الملكية وبقي لنا حيرة نعيشها حتى الآن لماذا قامت الثورة؟ ولكن بعيدا عما قالته الثورة عن نفسها! أيهما الصادق الواقع الذي نعيشه بعد خمسة وخمسين عاما من الثورة أم الواقع الجميل الذي عاشه والذين عاشوا ما قبل الثورة حتى وصلوا الى غرفة الملك غير البعيد عن الشعب أليست هذه هي الشفافية والديموقراطية والتواضع الملكي والسلوك الراقي والمهذب في كل شيء؟عليك رحمة الله يا مولانا المعظم... ولكن وجب مراجعة تاريخك واسرتك الكريمة مرة أخرى بصدق وتجرد من الحقد والحسد وفساد الاخلاق وفساد الرأي مراجعة صادقة حتى نعود لأنفسنا وتعود لنا عقولنا وأخلاقنا.وظهور هذا المسلسل انما يبين مما لا يدع مجالا للشك ان الرئيس مبارك أعطى الكثير من الديموقراطية والحرية في الرأي وتقبل الرأي الآخر.

حسن أدهم