|إعداد عبدالعليم الحجار|تصحيحاً لما تناقلته وكالات أنباء ووسائل إعلام عربية أمس حول نجاح علماء من هونغ كونغ في ابتكار «مبيد حشري ذكي ينشط باللمس ويقتل جراثيم من بينها فيروسات الانفلونزا»، اتضح بالرجوع إلى مصدر ذلك الخبر أن ذلك الابتكار هو في الواقع «مطهر طبي» (Disinfectant) بخاخ وليس «مبيداً حشرياً» وان خطأ حصل في ترجمة الخبر من الانكليزية إلى العربية هو الذي أدى إلى هذا الالتباس.ووفقاً للتفاصيل التي وردت في المصدر الأصلي للخبر، فإن العلماء كشفوا النقاب أخيراً عما وصفوه بـ «مطهر طبي ذكي» ثوري ينشط بالتلامس ويستطيع ان يقضي على الجراثيم، بما في ذلك فيروسات الانفلونزا وفيروسات فتاكة أخرى، لمدة 30 يوماً.وأوضح العلماء التابعون لجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا أن المطهر الطبي الذكي يأتي في صورة رذاذ بخاخ وهو عبارة عن تركيبة شفافة وعديمة اللون والرائحة وتتمتع بقدرة هائلة على قتل الجراثيم، إذ ان الاختبارات العملية كشفت عن انها تقضي على ما نسبته 99.9 في المئة من البكتيريا في غضون دقيقة واحدة، كما تقضي على نسبة 99 في المئة من فيروس H1N1 المسبب لمرض انفلونزا الخنازير في غضون 3 دقائق علاوة على انه يكبح جماح نمو الفطريات الجلدية الضارة.ووفقاً للعلماء فإن المستحضر الطبي الجديد يشتمل على عنصر بوليمري «ذكي» إذ انه يستطيع أن يستشعر التغيرات التي تطرأ على درجة الحرارة التي تسببها حرارة الجسم أو قطرات الرطوبة، وهو الأمر الذي يؤدي بالتالي تلقائياً إلى اطلاق بخات إضافية من المطهر في الهواء للقضاء على أي ميكروبات مسببة للأمراض.وأوضح العلماء أن تلك الميزة «الذكية» التي يتمتع بها المطهر تعني أن الميكروبات والفيروسات التي تنتقل باللمس أو في الرذاذ الذي ينطلق مع العطس سيكون مصيرها الموت تلقائياً لدى ملامستها لرذاذ ذلك المطهر.ويرى العلماء ان ابتكارهم الثوري سيكون مثالياً للاستخدام في الأماكن العامة التي يختلط فيها الناس بكثرة، إذ انه سيكون ملائماً لمنع انتشار أمراض كثيرة من بينها الانفلونزا بشتى أنواعها وغير ذلك من الأمراض التي تنتقل بالعدوى.وقال البروفيسور كينغ-لون بيونغ الذي شارك في تطوير المستحضر الواعد: «ان هذا المطهر البخاخ سيرسي معياراً جديدا وغير مسبوق في مجال صيانة وحماية الصحة العامة، إذ انه سهل الاستخدام وآمن بيئياً، كما انه يتميز بالسرعة والنجاعة في قتل أنواع كثيرة من الميكروبات وعلاوة على ذلك فإن مفعوله يدوم لفترة طويلة تصل إلى شهر كامل».وأضاف زميله البروفيسور جوزيف كوان قائلاً: إن الابتكار الجديد لا منافس له على مستوى العالم ومن المتوقع له أن يحقق تأثيراً غير مسبوق في مجال السيطرة على انتشار الفيروسات المسببة للأمراض على مستوى العالم.وقد حصل المستحضر فعلياً على موافقة وكالة حماية البيئة الأميركية وكذلك إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، وهو ينتظر أن يحصل قريباً على براءة اختراع في الولايات المتحدة والصين.