|كتب عبدالعزيز اليحيوح وعزيز العنزي|
لهيب حريق الصوابر اندلع تصريحات نيابية في مجلس الأمة... «سبق وأن حذرنا من حدوث الكارثة، وها هي حصلت».
الإجماع النيابي... أتى مع انهماك رجال الإطفاء في القيام بأعباء إخماد الحريق الذي أتى على ثلاثة أدوار في مجمع الصوابر الكائن في شرق وأصيب من جرائه 18 شخصاً.
«الصوابر» وما أدراك ما الصوابر... المجمع الذي تصدر وسائل الإعلام وأشبع تمحيصاً وبحثاً في سنوات خلت، ولكن مكانك راوح... «الصوابر» صابرة على همومها، صابرة على الوعود التي لم تبصر النور.
«الصوابر» كانت أمس في عين الحريق، وسرعان ما امتد «اللهيب» إلى مجلس الأمة ليتلقف النواب كرة النار ويسخنونها تصريحات، استهلها النائب حسين الحريتي بقوله «الحريق الذي شب في شقق الصوابر خير دليل على خطورة وضع المجمع وعدم توافر أبسط قواعد الأمن والسلامة فيه».
وبدوره، ألقى النائب مخلد العازمي والنائب فيصل الدويسان باللائمة على الحكومة لتجاهلها الأوضاع السيئة في المجمع، مشيرين إلى انهما «سبق وأن حذرنا الحكومة من الوضع الحالي السيئ في الصوابر».
أما النائب حسين القلاف فقال «آن الأوان أن تتخذ الحكومة خطوات وحلولاً جادة تجاه مجمع الصوابر»، فيما ذكرت النائب معصومة المبارك ان «الثقة كبيرة في الشيخ أحمد الفهد لوضع حل لمشكلة شقق الصوابر».
وثمن النواب الحريتي والعازمي والدويسان والقلاف والمبارك بادرة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد لقيامه بمنح 3 آلاف دينار لأصحاب كل شقة تضررت من الحريق.
وعود إلى الحريق الذي ألهب المشاعر والقلوب والعيون الشاخصة نحو الأدخنة المنبعثة من المجمع ذي الأدوار الثلاثة وسط حرارة بلغت نحو 52 درجة مئوية إلى درجة قال فيها المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية العميد يوسف الأنصاري لـ «الراي»: «داخل نار وبره نار... تدش داخل الحريق لاخماده والحرارة لا تطاق، وأيضاً تماثلها الحرارة الخارجية... نار على نار».
5 مراكز إطفاء
وأفاد العميد الأنصاري ان عمليات الإدارة العامة للإطفاء كانت تلقت في الساعة 1.08 دقائق من ظهر أمس بلاغاً عن نشوب حريق في احدى شقق مجمع الصوابر انطلقت اليه فرقة اطفاء بعد 5 دقائق من اندلاعه تبعتها خمسة مراكز اطفاء اخرى، حيث اسندت إلى احد المراكز مهمة اخلاء الشقق من السكان، فيما قامت بقية المراكز بمكافحة الحريق والسيطرة عليه قبل امتداده إلى الادوار الأخرى لكن من شدة الحرارة، ونظراً لأن الحريق أتى على اثاث الشقة، سرعان ما انتشر إلى الدورين الآخرين، ولم يتم اخماده الا في الساعة الثالثة والنصف عصراً أي بعد ساعتين من اندلاعه.
20 آلية و100 إطفائي
وزاد العميد الانصاري ان 20 آلية اطفاء و100 اطفائي ساهموا في اخماد النيران، بمؤازرة فنيي الطوارئ الطبية الذين قاموا بدور كبير في تقديم الاسعافات الأولية لاخوانهم رجال الإطفاء الذين اصيب بعضهم باختناق واجهاد حراري، فضلاً عن اسعاف المصابين من سكان المجمع، لافتاً إلى ان الحريق لم يخلف أي وفيات، واقتصرت اضراره على 18 مصاباً بينهم 15 اطفائياً اضافة إلى امرأة وطفلين، ونقل خمسة من الاطفائيين إلى المستشفى، فيما عولج بقية المصابين في موقع الحريق.
التحقيق في أسباب الحريق
وختم الأنصاري ان سرعة تجاوب رجال الاطفاء مع الحريق فضلاً عن انظمة الصيانة المتطورة حدت من انتشار النيران، مشيداً بجهود رجال وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء في مساندة رجال الإطفاء والطوارئ الطبية، موضحاً ان اسباب اندلاع النيران لاتزال مجهولة وجار التحقيق لمعرفتها.

القلاف والمبارك: حل الصوابر بيد الفهد

عقب النائب حسين القلاف على حريق الصوابر بقوله «آن الاوان بعد صبر ومعاناة مواطني سكان منطقة الصوابر ان تتخذ الحكومة خطوات وحلولا لرفعها خاصة بوجود وزير شعبي متفهم كالشيخ أحمد الفهد».
من جانبها، قالت النائب الدكتورة معصومة المبارك «خطاكم السوء ياسكان الصوابر وتحية وتقدير للفزعة الانسانية السريعة للشيخ أحمد الفهد بصرف 3 آلاف دينار للاسر المتضررة من الحريق وثقتنا كبيرة به بوضع حل لمشكلة شقق الصوابر».
 
الحريتي: مجمع الصوابر
لم يعد صالحا للسكن


أكد النائب حسين الحريتي ان مجمع الصوابر «لم يعد صالحا لسكن العوائل فهو مبنى متهالك وعفى عليه الزمن»، مشيرا إلى ان «الحريق الذي شب في احدى شقق المجمع امس هو خير دليل على خطورة وضع المجمع وعدم توافر ابسط قواعد الامن والسلامة فيه».
وقال الحريتي في تصريح للصحافيين: «لقد طالبنا مرارا بضرورة انتباه الحكومة لهذا المجمع وان توجد مساكن بديلة للقاطنين فيه او ان تقوم بتثمين الشقق بما يضمن
توفير سكن ملائم للعوائل الكويتية في هذا المجمع».
واشاد الحريتي بالتحرك السريع لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والاسكان الشيخ أحمد الفهد وتفاعله الانساني مع المواطنين الذين تضررت شققهم جراء الحريق بتخصيص مبلغ ثلاثة آلاف دينار لكل اسرة متضررة»، مشددا على «أهمية ان تسعى الحكومة لايجاد حل جذري تنهي من خلاله معاناة أهالي الصوابر».
 
العازمي والدويسان: لمحاسبة المتسبب
في الحادث


تحمد النائب مخلد العازمي على سلامة سكان الصوابر، مطالبا في الوقت نفسه بالتحقيق في ما حدث ومحاسبة المسؤولين وكل من كان له شأن في هذا الامر.
وقال العازمي في تصريح صحافي «سبق وان حذرنا الحكومة من الوضع الحالي السيئ في الصوابر».
وتوجه العازمي بالشكر لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والاسكان الشيخ احمد الفهد على فزعته لاهل الصوابر وحسمه في الامر فور حصول الحادث.
من جانبه، اكد النائب فيصل الدويسان ان الامر يجب ألا يمر من دون تحقيق ومحاسبة وحل جذري لمشكلة الصوابر المؤرقة، موجها شكره لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التنمية والاسكان الشيخ احمد الفهد بصرف 3000 دينار لكل اسرة تضررت جراء الحريق.

فيصل الغانم: 8 سيارات إسعاف
و18 فني طوارئ شاركوا في الحريق


كونا - كشف مدير ادارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة الدكتور فيصل الغانم انه تم توجيه ثماني سيارات اسعاف و18 فني طوارئ طبية بعد تلقي بلاغ بحصول الحريق، مبيناً انه تم وضع الخطة المناسبة للتعامل مع الحدث وتم تطبيق خطة الطوارئ. وأوضح الغانم ان قسم العمليات العاجلة ابلغ المستشفى الأميري والمستشفى المساند له بالاستعداد لتطبيق خطة الطوارئ وتم توزيع ضابط اتصال في المستشفى الأميري حسب خطة الطوارئ المعمول بها في الادارة.
من جانبه، قال رئيس قسم العلاقات العامة في ادارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد ان «فنيي طوارئ طبية توجهوا الى الحريق بقيادة ضابط الموقع فاروق الشطي وصالح الزيات، وقد قام قسم العمليات العاجلة بقيادة عبدالله الحربي بابلاغ المستشفى الأميري بالاستعداد لتطبيق خطة الطوارئ المعمول بها في ادارة الطوارئ وباشراف مسؤول الخفارة سليم المحيميد، وتم علاج 9 حالات من رجال الاطفاء بالموقع و3 مدنيين بينهم طفلان وتم نقل 4 رجال اطفاء الى الأميري وحالة أخرى بسيارة خاصة».

المقدم خليل الأمير:
جاهزون لحوادث الصيف


كونا - أكد مدير إدارة العلاقات العامة في الادارة العامة للاطفاء المقدم خليل الأمير استعداد ادارة الاطفاء لمواجهة حوادث فصل الصيف، مبينا ان الادارة العامة للاطفاء تراجع بصفة مستمرة الخطط مع العاملين للظروف الخاصة لعمليات الاطفاء، خصوصا في ظل الاجواء الحارة.
ودعا الأمير إلى توفير كاشفات ومطافئ الحريق في المنازل والاهتمام بتدريب جميع افراد العائلة والعمالة المنزلية على اجراءات التعامل مع الحرائق والانقاذ وتخفيف الضغط على الاحمال الكهربائية. ولفت الأمير إلى ان مراكز الاطفاء التي اخمدت الحريق هي الهلالي والمدينة والسالمية والانقاذ الفني والاسناد.

تواجد إطفائي

نائب المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية العميد يوسف الانصاري.
مدير اطفاء العاصمة بالانابة المقدم طلال الصراف.
مدير العلاقات العامة والاعلام المقدم خليل الأمير.
مدير مركز اطفاء الهلالي المقدم عمر المرشود.
المقدم حسين اسد.
رئيس وحدة الصحة والسلامة المهنية المقدم طارق السبتي.
رئيس مركز اطفاء المدينة الرائد يعقوب القطان.
من العمليات والاسناذ الرائد بدر العتيبي.
رئيس قسم الاعلام الرائد ناصر الانصاري.
رئيس مركز الانقاذ الفني النقيب هاني الخشان.
 
أكد أن الماء كان يخر على رأسه والنائب ناجي العبدالهادي

الشويعي: حريق الصوابر كشف المستور
وكأننا نسكن في دوار الشيراتون


كتب مفرح حجاب

أكد الفنان سعود الشويعي ان القاطنين في عمارات مجمع الصوابر السكني يعانون معاناة شديدة نتيجة تدهور الصيانة والأمن والنظافة في المجمع وكذلك تجاهل المسؤولين في الدولة تجاه هذا المبنى الذي يقع وسط العاصمة، وقال إن الحريق الذي حصل أمس كشف عن مشكلة كبيرة وخلل حقيقي يحتاج إلى معالجة على الفور من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الإسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى ان 90 في المئة من سكان المجمع يطالبون بتثمينه من أجل البحث عن سكن مناسب.
ولفت إلى ان «المجمع لا يوجد فيه تكييف مركزي، وهو ما جعلني أنا والكثير من السكان نقوم بتركيب وحدات بالإضافة إلى ان وجود سكان عزاب جعلنا نشعر بعدم الأمن وكأننا نسكن في دوار الشيراتون، ناهيك عن المجاري والقمامة ومشاكل المصاعد التي لا تنتهي، لافتاً إلى انه كثيرا ما «يصعد في المصعد ويخشى عدم وصوله إلى شقته».
وأوضح الشويعي انه وعددا كبيرا من سكان المجمع طالبوا بتثمينه منذ العام 2003 ومنذ عام 2005 وهم يراجعون الجهات المعنية ولا فائدة تذكر، رغم زيارة عدد من وزراء الإسكان السابقين بينهم بدر الحميضي وعبدالواحد العوضي والدكتورة موضي الحمود، متمنيا أن يسمع صوتهم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الإسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد.
وقال «لم يعد لدينا ثقة في الخدمات التي تقدمها الجهات المسؤولة عن هذا المجمع وقد شبعنا من الإبر المخدرة، فما حدث في حريق أمس كشف المستور، وجعلنا نتساءل هل يريدون أن نسكن في الخيام ونحن ولله الحمد في بلد الخير، فلدينا أولاد ونساء ونريد ان يكون هناك حل جذري».
وفي رده عن لقاء أهالي المجمع بأعضاء مجلس الأمة أبناء الدائرة، لفت الشويعي الى انه «وبعض السكان تحدثوا من قبل الى النائب صالح عاشور الذي طالبهم بضرورة ان يكون هناك اتحاد ملاك من أجل استمرار سكنهم بالمجمع، مشيراً الى ان مثل هذا الأمر تمت تجربته وفشل بشكل لا يحتاج الى تجارب أخرى».
وفي ما يتعلق بالحريق قال، كنت في الدوام، وقد شعرت بصدمة عندما ابلغت من الأهل وتخوفت ان يختنق الابناء لا سيما ان العمارة رقم 10 التي شب فيها الحريق تقع خلف العمارة التي أسكن فيها، حيث حضرت واخرجت اولادي وقد زار المجمع عدد من النواب بينهم الدكتور يوسف الزلزلة ورولا دشتي وناجي العبدالهادي ونحن نشكرهم، لافتاً الى ان «الماء كان يخر على رأسه والنائب ناجي العبدالهادي في جراج المجمع».