بموازاة «حرب الإبادة» الإسرائيلية، على قطاع غزة المنكوب، والتي توقع يومياً عشرات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، قدّمت مصر مقترحاً جديداً لمحاولة استعادة الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس».
وذكرت مصادر لوكالة «رويترز»، أن مصر اقترحت تحديد جدول زمني لإطلاق جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية.
وتابعت أن المقترح نص أيضاً على أن تطلق «حماس» كل أسبوع سراح 5 رهائن بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وقال مسؤول مصري إن الحركة ستفرج عن خمسة أسرى أحياء، من بينهم مواطن أميركي إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع، وفق ما أفادت «وكالة أسوشييتد برس للأنباء».
وأوضح مصدران أمنيان مصريان، أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها المبدئية على المقترح. كما أعلن مسؤول في «حماس»، أن الحركة «ردت بشكل إيجابي» على المقترح، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
كما نفت مصر صحة مزاعم متداولة إعلامياً عن قبولها لخطط تهجير الفلسطينيين مقابل حصولها على مساعدات اقتصادية.
وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات في بيان مساء الأحد، أن السياسة الخارجية لمصر عموماً لم تقم قط على «مقايضة» المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل أياً كان نوعه.
وأتت هذه التطورات بعدما أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار القائم، الثلاثاء الماضي، حيث شنّت موجة مفاجئة من الهجمات الجوية والبرية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 730 فلسطينياً، وإصابة 1367، بحسب وزارة الصحة، التي أشارت، أمس، إلى أنه وصل إلى المستشفيات «61 شهيداً خلال الساعات الـ 24 الماضية».
كما اغتال الاحتلال، القيادي في «حماس» إسماعيل برهوم، في قصف استهدف غرفة العمليات بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الجيش نقل الفرقة 36 من الحدود الشمالية مع لبنان إلى الجنوب، مشيرة الى أن جهات أمنية ذكرت أن احتلال كامل للقطاع، يحتاج لفرقتين إضافيتين.
«إبادة جماعية»
وفي رفح، أكدت بلدية المدينة الجنوبية، صباح أمس، «ان حي تل السلطان يتعرّض لإبادة جماعية، حيث لايزال آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، محاصرين تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف، من دون أي وسيلة للنجاة أو إيصال استغاثاتهم للعالم».
وأضافت في بيان، «الاتصالات انقطعت تماماً عن الحي، والمصير مجهول، العائلات محاصرة بين الأنقاض، من دون ماء أو غذاء أو دواء، وسط انهيار تام للخدمات الصحية، والجرحى يُتركون للنزيف حتى الموت، والأطفال يموتون جوعاً وعطشاً تحت الحصار والقصف المتواصل».
وذكر الدفاع المدني، أن 50 ألفاً من السكان مازالوا محاصرين في رفح.
وقال مسؤولو الصحة، إن إسرائيل قتلت أكثر من 730 فلسطينياً منذ استئناف الهجمات، بينهم ما لا يقل عن 400 امرأة وطفل.