قام سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق له، صباح اليوم الأربعاء، بزيارة إلى مقر مؤسسة الملك في دمفريس هاوس بمقاطعة آيرشاير الاسكتلندية في المملكة المتحدة.

حيث قام سموه بجولة في المرافق والمراكز التابعة لدمفريس هاوس واطلع على الأنشطة والفعاليات التي يتضمنها هذا المركز التعليمي والثقافي.

«دمفريس هاوس»... صرح تاريخي يعود إلى القرن الـ 18

في مقاطعة آيرشار جنوب غربي اسكتلندا، شُيّد الصرح التاريخي الشهير (دمفريس هاوس) في القرن الثامن عشر، بتصميمه المعماري المميز على مساحة 20 ألف متر مربع. وترجع فكرة البيت، الذي يضم مجموعة من الأثاث منقطعة النظير، إلى عام 1754 عندما قرر إيرل دمفريس الخامس وليام كريتشتون - دالريمبل وهو من طبقة قدامى النبلاء رفيعي المستوى، توسعة مساحة منزله، فطلب من «الإخوة آدم» وهم من كبار المصممين وقتذاك إعداد تصميم بيت جديد يطلق عليه (دمفريس هاوس)، فوضع الحجر الأساس في صيف ذلك العام وتم الانتهاء من تشييده في العام 1759.

وقرّر إيرل دمفريس، تأثيث البيت على طراز (روكوكو) الذي ازدهر في أوروبا في القرن الثامن عشر، وهو ممتد من طراز (الباروك) بهدف اختيار تصميم داخلي «أنيق»، فأنفق أموالاً طائلة لتحقيق ذلك، واختار بعناية أفضل الأثاث من أعمال توماس شيبينديل، أشهر مصممي الأثاث الإنكليز، الذي جمع بين الأناقة العملية والتفاصيل المزخرفة ليكون أحد أعلى التصميمات الداخلية قيمة في عصر التنوير الاسكتلندي.

وظل (دمفريس هاوس) بيتاً عائلياً في الفترة من عام 1760 إلى 1993 حين توفيت آخر ساكنيه الليدي إيلين مارتشيونس، وتمت صيانته بشكل دوري على يد عائلتها إلى أن ألغي موعدان لعرضه للبيع في المزاد في يوليو من عام 2007 حين نجحت مجموعة من الشركات يقودها الملك تشارلز في شراء البيت بهدف «إنقاذه»، كونه يحوي أهم مجموعة من الأثاث الجورجي بالنسبة لبريطانيا.

وتحت رعاية «مؤسسة ذا غريت ستيوارد اوف سكوتلندز دمفريس هاوس» ومنذ العام 2018، عكفت (مؤسسة الأمير) آنذاك على تطوير البيت وحدائقه والمباني الخارجية التاريخية ليعاد استغلالها في توفير فرص تدريب الأطفال واليافعين على المهارات والحرف التقليدية، وقد تم إدراجها في قائمة الوجهات الاسكتلندية التراثية المهمة.

وتحافظ «مؤسسة الملك» التي تتولى رعاية البيت على جعله وجهة سياحية ومقر ضيافة ومكاناً ملائماً لحفلات الزفاف. إن هذا التحول الذي شهده بيت (دمفريس هاوس) جلب العديد من فرص العمل إلى المنطقة التي تأثرت سلباً بزوال صناعة تعدين الفحم.

وأصبح بيت (دمفريس هاوس) وحدائقه مركزاً نشطاً للمبادرات والبرامج الثقافية والتعليمية، التي تهدف إلى تعزيز المهارات التراثية والتدريب المهني والمشاركة المجتمعية، ومن أبرزها مدرسة (مؤسسة الأمير للفنون التقليدية) التي تقدم دورات في الحرف مثل النجارة والنسيج وبرامج التوعية التعليمية التي تستهدف الأطفال، لتعزيز فهمهم للاستدامة والزراعة العضوية واستخدام الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة. وينظم البيت الذي يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، فعاليات مجتمعية مثل الحفلات الموسيقية والمعارض وورش عمل ثقافية وتراثية.

وأسّس الملك تشارلز الثالث (مؤسسة الملك) الخيرية التعليمية في العام 1986 لتقديم التعليم والتوضيح العملي لمبادئ التصميم الحضري التقليدي والعمارة لتوعية المجتمعات بها.