خلال حياتي العملية حتى التقاعد ما زال يلتصق في ذهني أقوال من زملاء العمل، حيث أذكر مسؤول إنكليزي عمل معي، قال لي وكأنه نقد مبطن لنا من تحت الحزام (انتم دائماً تفتخرون بأسرتكم وقبيلتكم، أما نحن فنفتخر بالجامعة التي تخرجنا منها !) .

وزميلنا سامي، اللبناني، تزوج متأخراً وفرح بعد أن رُزق ببنت، كان يقول لي (زوجته منذ اليوم الأول لولادتها كانت تضع بجانب أذنها موسيقى بيتهوفن وموزارت)، الآن قد يكون عمر تلك البنت فوق الثلاثين لا أعرف هل أصبحت موسيقية أم لا؟!

ومديري الفلسطيني الطاعن بالسن، ذكر لي مثلاً فلسطينياً فحواه: (اسأل عن الورشة قبل البلشة)، بمعنى قبل أن تتخذ أي إجراء عليك بمعرفة تبعات نتائجه.

هذه الأيام انشغلنا بسحب الجناسي مادة 8، وما ترتب عليها من (بلشة) لا لها أول ولا آخر، وسمعت شاباً يشتكي قائلاً (ابني بيت في المطلاع وتبقت الدفعة الأخيرة ولم أتسلمها لأن زوجتي سحبت جنسيتها، ويفترض أن أعدل الوضع، وتُهت بين بنك الائتمان والمؤسسة العامة للاسكان، والكل لا يعرف ما العمل !).

والبلش في موسوعة حمد السعيدان، عند البدو هو مرض... الله يكافينا شر الأمراض.

لو تم وضع أسس وإجراءات لتبعات ما سيحدث، هل دخلنا في سالفة (ما بعد البلشة)؟